ماجدُ السعى أتاه ما سعى لهْ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ماجدُ السعى أتاه ما سعى لهْ | ومعانٍ طلبَ العزَّ فنالهْ |
وجوادٌ أطلقتْ أرساغه | هممٌ تبدلُ بالريثِ العجالهْ |
فجرى لم تثنه دونَ المدى | سعة ُ الشوط ولا ضيقُ المجالهْ |
كلّما طال به ميدانهُ | تمّ بالبعد وأجرى في الإطالهْ |
ناشدا من حقّه عازبة ً | ردّها اللهُ على طول الضلالهْ |
فانتهى والريحُ في أعقابه | حيرة ً تسألُ مجريها الإقالهْ |
يا بني أيوب بشرى أعظمٍ | لكمُ من فوقها الأرضُ مهالهْ |
وهنا أسلافكم ما أعقبتْ | تلكم الأصلابُ من هذي السلالهْ |
بعميدِ الرؤساءِ اعتدلتْ | لكمُ أعمدة ُ المجد الممالهْ |
لم تزل مديتُه حافرة ً | في الكدى حتى صفت هذي الزَّلالهْ |
رجعَ الحقُّ إلى أربابه | واحتبى في داره يعرفُ آلهْ |
يشكر الأقدارَ في أوبته | ويذمُّ البعدَ فيما كان عالهْ |
أنحلته بعدكم كلُّ يدٍ | لم تكن تحسن في الغضب انتحالهْ |
جهلت قدرَ معانيه فقد | رضيتْ منه بأسماءٍ محالهْ |
أبصر القادرُ لمّا ردّها | فيكم أنّ الهدى فيما بدا لهْ |
ورأى أنوارها من ظلِّكم | بعدَ بيت الجور في بيت العدالهْ |
والإمام المجتلى من قبله | كنتمُ أولى به ممن عنا لهْ |
لم تكونوا كالذي دبّ له | خمرا في ملكه حتى أزالهْ |
ورأى القائمُ بالأمر غدا | أنكم أنصر أعضادا وآلهْ |
عجمَ الناسَ فكنتم دونهم | يده تحملُ سيفا ورحالهْ |
فاجتبى منكم فتى ً أيَّ فتى ً | شفع الأصلَ بحزمٍ وأصالهْ |
لحقَ العرقَ وزادت خطوة ٌ | منه أعطتْ فوق ما تعطى الفضالهْ |
بأبي طالبَ ترتاحُ غداً | دولة ٌ من ظاهرِ الجور مذالهْ |
يا وزير الخلفاء انهض بها | مثلما تنهض بالسيف الحمالهْ |
كيف لا يشتاق أن تملأه | مجلسٌ وجهك بدرٌ وهو هالهْ |
موقفٌ أنت أخوه وابنه | غلبَ الناسُ عليه بالجهالهْ |
رتبة ٌ لم تقتعدها غلطا | ومقام لم ترثه عن كلالهْ |
تجملُ الدنيا ومن فيها به | وعلى ذاك لقد كنت جمالهْ |
وهنيئاً لبسة ٌ فضفاضة ٌ | ذيّلوها لك من غير إذالهْ |
لبسة ٌ سوداءُ عباسيّة | تنطق الروعة ُ منها والبسالهْ |
من أديم الليل قدّتْ هيبة ً | لا ظلاما ووقارا لا ضلالهْ |
أطلع الأفقُ على ديجورها | شمسه وجهك والتبرَ هلالهْ |
خُلقتْ لونَ الشبابِ المشتهى | وحكت خطرته فيك وخالهْ |
وأعزّوها بأخرى وصفتْ | روضَ وعساءَ جرى الماءُ خلالهْ |
ترجع الأبصارُ من أوطارها | حيرة ً عن قبسٍ أو عن ذبالهْ |
يمتريك الشكُّ في راصعها | أجمدَ العسجدَ فيها أم أسالهْ |
ومنيفٌ لاحقّى لو عطا | عنقه يمسح بالطود لطالهْ |
نفض الرَّوسُ على أعطافه | صبغة ً لم تتعقّبها استحالهْ |
لا يمسُّ الأرضَ إلا غلطا | غيرَ أن يعلقَ بالترب نعالهْ |
نصحته مقلتا جازئة ٍ | آنستْ بالرمل سهما وحبالهْ |
ومصيخانعلى نائية | بخفيّ الجرسِ حتى يوضحا لهْ |
عجبَ الناسُ وقد أمطيتهُ | من غزالٍ فوقه وجهُ الغزالهْ |
منحٌ كنتُ أرى آثارها | بخفيّ الحدسِ أو وحى الدلالهْ |
وانسكاب المزن من حيث انبرت | شقق البرق خطافا ومخالهْ |
فتملّ العزّ واسحب ذيلهْ | وارتبع روضته واسكن ظلالهْ |
خطوة ٌ ما للمنى من بعدها | مرتقى ً يعطى سموّاً واستطالهْ |
وإذا لم يك أمر زائدا | فأدام اللهُ هذا وأطالهْ |
وانطوى الدهر على أعقابه | والقضايا وهي لم تقض انتقالهْ |
وانتحال المدح يسري راكبا | كلَّ فتلاءَ ضمورٍ في الرحالهْ |
دقّ فاستصعب ما تحملهُ | وهى تحت الحمل بزلاءُ جلالهْ |
فاتت القولَ وزادت قدرة ً | وقوى ً أن وجدت فيك مقالهْ |
للتهاني كلّ يومٍ فوقها | طارقٌ يوسع للشعر مجالهْ |
يجتليها منك كفءٌ عارفٌ | يأخذ القولَ ويعطينا فعالهْ |
يسمنُ العرضَ ويضوي كفَّه | وحبيبُ العرضِ من أبغضَ مالهْ |
فتغنَّمها وخذ من رزقه | حلوهُ المأكولَ عفوا وحلالهْ |
واحتمل من هذه تقصيرها | ربّما كانت مع الطَّول الإطالهْ |