في الظباء الغادين أمسِ غزالُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
في الظباء الغادين أمسِ غزالُ | قال عنه ما لا يقول الخيالُ |
طارقٌ يزعم الفراقَ عتابا | ويرينا أنّ الملالَ دلالُ |
لم يزل يخدع البصيرة َ حتّى | سّرنا ما يقول وهو مُحالُ |
لا عدمتُ الأحلام كم نوَّلتني | من منيعٍ صعبٍ عليه النوالُ |
لم تنغِّصْ وعداً بمطل ولم يو | جبْ له منَّة ً عليّ الوصالُ |
فلليلي الطويل شكري ودينُ ال | عشق أن تكرهَ الليالي الطّوالُ |
لمن الظُّعنُ غاصبتنا جمالا | حبذا ما مشت به الأجمالُ |
كانفاتٍ بيضاءَ دلَّ عليها | أنّها الشمس أنّها لا تُنالُ |
جمحَ الشّوقُ بالخليع فأهلاً | بحليمٍ له السلوُّ عقالُ |
كنتُ منه أيّامَ مرتعُ لذَّاتي | تخصيبٌ وماءُ عيشي زُلالُ |
حيث ضلعي مع الشباب وسمعي | غرضٌ لا تصيبه العُذَّالُ |
يا نديميّ كنتما فافترقنا | فاسلواني لكلّ شيء زوالُ |
ليَ في الشيبِ صارفٌ ومن الحزن | على آل أحمدٍ إشغالُ |
معشر الرشد والهدى حكمَ البغ | يُ عليهم سفاهة ً والضلالُ |
ودعاة الله استجابت رجالٌ | لهم ثم بُدِّلوا فاستحالوا |
حمولها يومَ السَّقيفة أوزا | راً تخفُّ الجبالُ وهي ثقالُ |
ثم جاءوا من بعدها يستقيلو | نَ وهيهاتَ عثرة ٌ لا تقالُ |
يا لها سوءة ً إذا أحمدٌ قا | م غدا بينهم فقال وقالوا |
ربعُ همّي عليهمُ طللٌ با | قٍ وتبلى الهمومُ والأطلالُ |
يا لقومٍ إذ يقتلون عليّا | وهو للمَحل فيهمُ قتّالُ |
ويُسرُّون بُغضهُ وهو لا تٌق | بلُ إلاّ بحبّه الأعمالُ |
وتحالُ الأخمارُ والله يدري | كيف كانت يومَ الغدير تحالُ |
ولسبطين تابعيه فمسمو | مٌ عليه ثرى البقيعِ يُهالُ |
درسوا قبره ليخفى عن الز | وَّارِ هيهات كيف يخفى الهلالُ |
وشهيدٍ بالطَّفّ أبكى السموا | تِ وكادت له تزول الجبالُ |
يا غليلي له وقد حرِّمَ الما | ءُ عليه وهو الشرابُ الحلالُ |
قُطعتْ وصلة النبيِّ بأن تُق | طعَ من آل بيته الأوصالُ |
لم تُنجِّ الكهولَ سنٌّ ولا الش | بَّانَ زهدٌ ولا نجا الأطفالُ |
لهفَ نفسي يا آلُ طه عليكم | لهفة ً كسبتها جوى ً وخبالُ |
وقليلٌ لكم ضلوعي تهت | زُّ مع الوجدِ أو دموعي تُذالُ |
كان هذا كذا وودّي لكم حس | ب ومالي في الدِّين بعدُ اتصالُ |
وطروسي سودٌ فكيف بيَ الآ | نَ ومنكم بياضها والصِّقالُ |
حبّكم كان فكَّ أسري من الشَّر | ك وفي منكبي له أغلالُ |
كم تزمّلتُ بالمذلّة حتى | قمتُ في ثوب عزّكم أختالُ |
بركاتٌ لكم محت من فؤادي | ما أملَّ الضلالَ عمٌّ وخالُ |
ولقد كنتُ عالما أن إقبا | لي بمدحي عليكمُ إقبالُ |
لكمُ من ثنايَ ما ساعدَ العم | رُ فمنه الإبطاء والإعجالُ |
وعليكم في الحشر رجحانُ ميزا | ني بخيرٍ لو يُحصرُ المثقالُ |
ويقيني أنْ سوفَ تصدقُ آما | لي بكم يومَ تكذب الآمالُ |