غالِ بها فيما تسامُ واشترطْ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
غالِ بها فيما تسامُ واشترطْ | فلاءها على البيعِ الشَّططْ |
واعلمْ بأنَّ الغبنَ حيثُ نشطتْ | ربطها والغنمَ حيثُ ترتبطْ |
منْ ضامناتِ الحاج لو دانيتها | بالنَّجمِ لمْ تلوَ بهِ ولمْ تلطْ |
ليسَ على راكبها جناية ٌ | منْ علمٍ يعيي ولا أرضٍ تشطُّ |
إنْ لمْ تكنْ أنتَ الّذي ينصبهُ | طولَ السُّرى فهي التي لمْ تعيَ قطّ |
كأنَّها تحتَ الدُّجى جنيَّة ٌ | راكبها في ظهرها نجمٌ هبطْ |
لا تطأُ الأرضَ وإنْ تسهَّلتْ | لوطأة ِ الدَّائسِ إلأ ما تخطْ |
كأنَّما أربعها منْ خفّة ٍ | واحدة ٌ في السَّيرِ حينَ تختلطْ |
تجري فتدمي أذنها بيدها | كأنَّها بسنبكيها تشترطْ |
تنخَّلَ الغالونَ منْ آياتها | صفوة َ ما خلَّفَ فيهمُ وفرطْ |
لمْ تتحرَّشْ بشميمِ أمِّها | هجائنُ الفرسِ ولاغبسُ النَّبطِ |
لها منْ العُربِ ضمورٌ ناسبٌ | يغنى بهِ عنِ الوسومِ منْ علطْ |
جرداءُ لولا سعفٌ منتشرٌ | منْ عرفها قلتُ عسيبٌ مخترطْ |
بمحزمٍ كما طويتَ بردة ً | وملجمِ كما نشرتَ عنْ سفط |
هي التي رحتَ بها مغتبطاً | وقدْ لحقتَ بعدَ خمسٍ بالغبطْ |
وبتَّ جارَ الحيِّ ترعى معهمْ | على نوى المرعى ومصدوعُ الخططْ |
وناظراتٍ منْ فروجِ الرَّقمِ مذْ | سنَّتْ عليهنَّ السُّجوفُ لمْ تمطْ |
بيضاتِ كنٍّ ملسٍ لو خطِّيتْ | ما بينهنَّ وصمة ٌ لمْ تتخطْ |
لمْ يبتذلنَ أوجهاً وأيدياً | في وهجِ النَّارِ ولامخضِ الأقطْ |
وادي الغضا يرقدنَ حوليهِ الضُّحى | لطيمة ُ السَّفرِ اليمانينِ تحطّْ |
كأنَّ روضاً تتهاداهُ الصِّبا | هباتهنَّ يتنازعنَ الشُّرطْ |
طرقتهنَّ والدُّجى لمْ ينفتقْ | وسبحة ُ الجوزاءِ لمْ تنخرطْ |
أنشدَ قلبي عندهنَّ ضلَّة ً | نشدكَ بالقاعِ بعيراً منتشطْ |
وبينهنَّ طيبة ٌ شارفة ٌ | لمْ تتعرفْ عندها قبلي اللُّقطْ |
ضاعفْ درعيها وقدْ تجرَّدتْ | مرجَّلٌ أسحمُ ذيَّالٌ قططْ |
وحفٌ إذا ما غرّبتْ فيهِ يدا | فارقة ً أدردَ أسنانَ المشطْ |
صدَّ بها معرضة ً أنْ قرأتْ | خطَّاً منْ الشَّيبِ فوديَّ وخطْ |
منْ منصفي منْ عنتٍ في طرفها | يزحمُ هدَّابُ الرداءِ بالشَّمطْ |
قالتْ كبرتَ والغنى معبَّسٌ | لا بدَّ ما لمْ تحتضرْ فتعتبطْ |
دبتْ أفانينُ صروفِ الدَّهر لي | أساوداً فناهشتني ورقطْ |
ونجَّذتني حقبٌ علوقها | بالشَّيبِ وهي لمْ تجمِّلني فرطْ |
وكمْ أصبتُ ثمَّ أرمي غلطا | فدلَّني على الإصاباتِ الغلطْ |
وصاحبٍ كالجرحِ أعيا سبرهُ | وجلَّ عنْ ضبطِ العصابِ والقمطْ |
حملتهُ لا أتشكّى ثقلهُ | كي لا تقولوا طرفٌ أو مشترطْ |
وكالشَّجا قافية ٌ أسغتها | لو عارضتْ حنجرة ُ البازلِ أطّْ |
أسمعها مستدعياً منهُ الرِّضى | أصمُّ لا يسمعُ إلاَّ ما سخطْ |
يأكلُ مدحي وعتابي سحتاً | حلواً ومرَّاً ما ضغاً ومسترطْ |
يأكلهِ بالذُّلِ ممنوناً بهِ | فلا يبالي ساقطٌ كيفَ لقطْ |
ليتَ بني عبدِ الرَّحيمِ ليتهمْ | يبقونَ لي منْ عرضِ الدُّنيا فقطْ |
الواهبينَ طعمة ً أرضهمُ | ما أخصبَ العامُ عليهمُ أو قحطْ |
والمانعينَ انفاً جارهمُ | لمْ يلتصقْ بنسبٍ ولمْ ينطْ |
يحاطُ فيهمْ وهوَ ممنوعُ الحمى | إذا تسمى باسمهمْ لو لمْ يحطْ |
سادات مجدٍ وإذا قستَ بهمْ | سيِّدهمْ باعدْ فضلاً وشحطْ |
جاءَ الحسينُ فاحتذى مثالهمْ | ثمَّتَ زادَ جائزاً تلكَ النُّقطْ |
يشمخُ انْ ترفعهُ وراثة ً | علياءُ لمْ يرفعْ لها ولمْ يحطّْ |
كالليثِ لا تحلو لهُ مضغة ُ ما | لمْ بفتلذْ بكفِّهِ ويعتبطْ |
مدَّ إلى ناصية ِ المجدِ يدا | ينقبضُ المزنَ مكانَ تنبسطْْ |
تفدى بيسري لكَ إنْ أعجلتها | بالجودِ يمنى كلِّ روَّاغٍ ملطّْ |
يعطي مقلاًّ ويضنُّ مكثراً | وإنَّما أحسنتَ ظنَّاً وقنطْ |
وما يدُ البخيلِ إلاَّ سوأة ٌ | متى بدتء بارزة ً فقلْ تغطّْ |
ومنكرٍ حقّكَ لمْ تعلقْ بهِ | منَ الوفاءِ شيمة ٌ ولمء تلطّْ |
أسفلتهُ لو شكر العبدُ يدا | غطَّى عليها بالجحودِ وغمطْ |
لو شئتَ بعد غلطة ِ الأيَّامِ في ار | تقائهِ جازيتهُ لمَّا سقطْ |
غرَّرَ إذْ خاطركَ الجهلُ بهِ | ما كلَّ منْ ابصرَ عشواءَ خبطْ |
ما كنتَ إلاّ جبلاً ارسى ولا | كانَ سوى سهمً منَ الشَّرِّ مرطْ |
اسمعْ فما تؤثرُ أخبارُ العلا | إلاَّ شذوذاً وهي عنكَ تنضبطْ |
هلْ أنافي وصفكَ إلاّ ناقلٌ | تملي سجاياكَ عليّ وأخطّْ |
أوانسا لولاكَ ما كنتُ بها | ما فارقتْ حشمتها بمغتبطْ |
كلُّ نوارٍ لمْ يفارقْ نزقة ً | أخمصها النَّعل وجنباها النَّمطْ |
كمْ عنقٍ وهي لها طوقٌ وكمْ | منْ أذنٍ تصغي لها وهي قرطْ |
أروضها لا نصبي ضاعَ ولا | أجريَ فيها عندَ نعماكَ حبطْ |
في كلِّ يومٍ قاسمُ الحسنِ بهِ | أقسطَ ُ في غيري وفي شعري قسطْ |
كنّ كسالى قبلكمْ لكنَّهُ | ما نشطَ الإحسانَ للشعرِ نشطْ |