سافرْ بطرفكَ واشترفْ هلْ تعرفُ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
سافرْ بطرفكَ واشترفْ هلْ تعرفُ | أنَّى سرى بوجرة َ يخطفُ |
هبَّ اختلاساً ثمَّ غمِّض موهناً | وعلى الرّحالِ نواظرٌ ما تطرفُ |
يشتاقُ صحبي أنْ يضيءَ ودونهُ | منْ شملة ِ الظَّلاءِ سترِ مسدفُ |
فكأنَّما ضحكتْ لهُ بوميضهِ | خنساءُ فهلْ بكلّ لحظٍّ يرشفُ |
حملوا الخدودَ على أكفٍّ موطلتْ | بالنّومِ فهي عنِ المخاصرِ تضعفُ |
بعثُ الغرامِ المدلجينِ جرتْ لهمْ | طيرُ الفراقِ بوارحاً فتعيَّفوا |
لما استقامَ بعيسهمْ لقمُ السُّرى | عثرَ الكرى بدليلهمْ فتحرّفوا |
يتهافتونَ على الرِّحالِ كأنَّما | لعبتْ بما تحتَ الشُّعورِ القرقفُ |
يا سائقَ الاظعانِ إنّ معَ الصِّبا | خبراً لو انكَّ لصِّبا تتوقفُ |
هبَّتْ بعارفة ٍ تسوقُ منْ الصِّبا | أرجاً بريَّاً أهلهُ يتعرَّفُ |
فكأنّما حبسُ التّجارُ لطيمة ً | في الرَّكبِ أوْ سكبُ السُّلافِ مصرِّفُ |
فبردتَ بينَ عنيزتينِ وصارة ٍ | كبداً إلى زمنِ الحمى يتلهّفُ |
ومنَ العقائلِ بالغضا سعديّة | تفى الصِّفاتُ وحسنها لا يوصفُ |
كالرِّيمِ لو كانتْ تصادُ بحيلة ٍ | والبدرُ إلاّ أنَّها لا تكسف |
بيضاءُ يقعدها كثيبٌ أهيلٌ | طوراً وينهضها قضيبٌ أهيفُ |
في صدرها حجرٌ وتحتَ صدارها | ماءٌ يشِّفُ وبانة ٌ تتعطَّفُ |
زارتْ منَ البلدِ الحرامِ وبيننا | عنقاً زرودَ ومنْ تهامة َ نفنفُ |
تعسُّفِ الشّقِّ العدو لقومها | فعجبتُ للسّاري وما يتعسّفُ |
أنّى تصرُّمُ قلبها بعدما | كانتْ تراعُ بظلِّها وتخوَّفُ |
ولقدْ سترتُ عنِ الوشاة ُ طروقها | ومكانها لنبالهمْ مستهدفُ |
وطويتهُ حتّى تحدَّثَ غدوة ً | عنها النَّصيفُ بهِ وغنّى المطرفُ |
ولئنْ وشوا فلقدْ تنزّهَ بيننا | ذاكَ المبيتُ وعفَّ ذاكَ الموقفُ |
أنا منْ علمتِ ومن أحبّ عزوفة ٌ | عمّا يعابُ بعيبهِ ويعنّف |
لا لمالُ يغلبني على حبسي ولا | ديني بمأثم لذّة ٍ يتحيّف |
ولقدْ أصدَّ عنْ المطامعِ معرضا | ووجوههاً للطَّالبينَ تزخرفُ |
وتجمَّ أودية ُ النّوالِ ودونها | ضيمٌ وبي ظمأٌ فلا أتنطَّفُ |
خلقٌ فطرتُ عليهِ فكانَ سجيَّة ً | والعرضُ يسمنُ والمعيشة ُ تعجفُ |
والمالُ أهونُ أنْ تضيعَ لحفظهِ | إنْ كنتَ حرَّاً ماءَ وجهٍ ينزف |
فاركبْ جناحَ العزِّ لستَ بمخلفوإذا لقيت المجد فأصحب أهله وأكثر فأنت بمن تكاثر تعرف | عرضا مضى ولكل مام خالفسقط بيت ص |
واستمل منْ شرفِ المعالي عادة َ ال | خلقِ الكريمِ فإنَّ نسكَ تشرفُ |
قرمٌ تجودُبوصلها الدُّنيا لهُ | حبّاً وتقربُ وهوَ عنها يصدف |
وتطيعهُ الدّولُ الفوركَ غيرة ً | فيعزُّ عمّا في يديهِ ويظلفُ |
ويعفُّ عنْ تبعاتها عنْ قدرة ٍ | ومنْ الغرائبِ قادرٌ متعفِّفُ |
لولا العلا ما كلَّفتهُ نفسهُ | منْ شقَّة ِ الإعياءِ ما يتكلَّفُ |
غيرانَ أنْ يرعى لمصلحة ِ حمى | أو انْ يبيتَ سياسة ٍ يتخطّفُ |
كلفٌ بأنْ يوفي الأمانة َ حافظٌ | للعهدِ تعرفهُ الحقوقُ وتعسفُ |
يقظانُ منْ دونِ الملوكِ إذا ونى | مستعملٌ في الرأيِّ أوْ مستخلفُ |
تعبٌ يزاحمُ ليلهُ بنهارهِ | فيما يجمُّ ظهورهمْ ويخفّفُ |
كمْ عالجوا خطباً بهِ منْ بعدِ ما اس | تشرى يماطلُ داؤهُ ويسوِّفُ |
وتحطّمتْ عجماءُ ركبُ رأسها | غشّامة ٌ شيطانها متعجرفُ |
كالسَّيلِ ليسَ لوجههِ متحدَّرٌ | نقصُ الرُّبى عمّا يحاولُ مصرفُ |
لا اتملكُ الحيلُ النَّوافذَ ضبطها | حتّى إذا يدنو لها الكافي كفوا |
عزمٌ أشدَّ منْ الصَّفا ووراءهُ | خلقٌ ألذُّ منَ المدامِ وألطفُ |
مرٌّ إذا غضبَ استسلّ لسانهُفإذا كشفتَ ضميرَه متنصِّلا ألفيتَ خيرَ بطانة تتكشَّفُفإذا كشفت ضميرَه متنصِّلا ألفيتَ خيرَ بطانة تتكشَّفُ | كلماً منْ البيضِ الحدائدِ أرهف سقط بيت ص |
ولربَّما جارُ اللّسانِ وتحتهُ | قلبٌ منيبٌ واعتقادٌ منصفُ |
للهِ درُّكَ ضرباً بعروقهِ | في السَّبقِ إنْ وقفَ الهجينُ المقرفُ |
ومهجِّنا حلمُ الكهولِ وعشرهُ | في السِّنِّ لمْ يركبْ مطاها نيِّفُ |
عوّدتَ مهجتكَ السُّموَّ في علا | كعبُ امرئٍ إلاّ وكعبكَ أشرفُ |
وعربتَ فاسمكَ يومَ تقضى عادلٌ | في النّاسِ واسمكَ يومَ تعطى مسرفُ |
وترى غنيَّ القومِ يصلحُ مالهُ | شفقاً وأنتَ بضعفِ مالكَ تجحفُ |
لكَ راحتانِ كلاهما يمنى إذا | كانتْ شمالٌ عنْ يمين تضعفُ |
فيدٌ إذا عاقبتَ لمْ تعجلْ بها | ويدٌ إذا أنعمتَ لا تتوقَّفُ |
أعيا الرِّجالُ طلابُ شأوكَ فاستوى | في العجزِّ دونكَ سابقٌ وموقِّفُ |
وركبتَ كلّ مقطِّرٍ بسواكَ من | ظهرُ الكفاية ِ متنهُ لا يردف |
وإذا فتلتَ حبلَ عهدٍ لمْ يكنْ | يوماً لينكث حبلكَ المستحصفُ |
وإذا خلطّتْ فتى ً بودِّكَ لمْ يكدْ | كرماً صديقكَ منْ شقيقكَ يعرفُ |
أنا منْ جفاكَ لسانهُ وفؤادهُ | بهواكَ معْ طولِ البعاد مكلَّفُ |
وعدتهُ عنكَ قوابضٌ منْ حشمة ٍ | ومكاسُ حظٍّ بالفى يتصرَّف |
فولاؤهُ بينَ الجوانحِ والحشا | لكَ واصلانِ وسعيهُ متخلَّفُ |
كمْ تحتَ جنبي أنْ أزوركَ منْ جوى ً | ذاكَ ومنْ ريحِ اشتياقٍ تعصفِ |
ومحبة ٍ تصلُ الدّيانة ُ حبلها | بيني وبينكَ عيصها متلفَّفُ |
وإنْ اتهمتَ فمي فربَّ فراسة ٍ | في الوجهِ تشهدُ لي بذاكَ وتحلفُ |
هذا وإنْ بسطَ انقباضي باعثٌ | نحوي بوجهكَ أو برأيكَ يعطفُ |
تأنَّستْ حوشيّتي ولأصبحتْ | هممي الشُّذوذُ جوامعا تتألفُ |
ولزرتُ عنْ ثقة ٍ فإنَّ مكانتي | تدني وإنَّ زيارتي تتشوَّفُ |
ولقدْ علمتَ وكلُّ مولى نعمة ٍ | أنِّي إذا ثقلَ الريصُ مخفِّفُ |
لا تحتَ ضغطة ِ حاجة ٍ أنا طارحٌ | نفسي ولا أنا حينَ أسألُ ملحفُ |
يقتادني قودَ الجنيبة ِ موسعي | بشراً ويملكَ رقِّيَ المتلطِّفُ |
تغشاكَ أو يمحى بما استقبلتهُ | منْ حسنها تقريظيَ المستسلفُ |
ومنَ العجائبِ أنَّ كسرى والدي | وأنا بناتي في الفصاحة ِ خندفُ |
فتلمُّها ولمهرجانُ يزفّها | عذراءَ درُّ عقودها لكَ يرصفُ |
وافنِ اللَّيالي خالداً متسلِّطاً | حتّى يقوَّمَ ميلها ويثقَّفُ |
ما حنَّ للوطنِ الغريبِ وما سعى | بحرامِ مكّة َ حاصبٌ ومعرِّفُ |