رعى اللهُ في الحاجاتِ كلَّ نجيبِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
رعى اللهُ في الحاجاتِ كلَّ نجيبِ | سميع على بعدِ الدعاءِ مجيبِ |
و طهرَ فتيانا من الذمَّ طهروا | غيوبهمُ أن تنتحى بعيوبِ |
سواءٌ على عسرى ويسرى وفاؤهم | و ألسنهم في مشهدي ومغيبي |
أحبوا المعالي وهي منصبة ٌ لهم | فما قنعوا من وصلها بنصيبِ |
لجارهمُ من دارهم مثلُ ما لهم | على راحة ٍ من عيشهم ولغوبِ |
إذا جئتهم مستصرخا ثارَ مجدهم | بكلَّ مجيبٍ في الخطوب مهيبِ |
و كرمَ عيشي عندهم وأعاده | بما فاض من حسنٍ عليه وطيبِ |
تعيرني ليلى الوفاءَ بعهدهم | على بعدهم أنبتِ غيرَ منيبِ |
خلقتُ رقيق القلب صعباً تقلبي | أرى لبعيدٍ ما أرى لقريبِ |
و ما زلتُ أهوى كلَّ شيء ألفته | و صاحبتهُ حتى ألفتُ مشيبي |
و تنكرِ أضفاري كأنْ لم ترَ الصبا | سقى وَ رقى يوماً وهزَّ قضيبي |
و لم ألقى َ أشراكا فأثنى حبالها | على ما اشتهتْ من أعينٍ وقلوبِ |
فما زال ممسيَّ الزمانُ ومصبحي | بأسماله حتى استردَّ قشيبي |
فداءُ بني عبد الرحيم وودهم | هوى كلَّ ممذوق الوداد مريبِ |
و لا برحتْ تسقي الحسينَ وعرضهُ | بملآنَ من فيض الثناء سكوبِ |
مجلجلة ُ الأرجاءِ صادقُ برقها | حلوبٌ لماء الشعرِ غيرُ خلوبِ |
مرتها رياحُ الشكر حتى تلاحمتْ | بما نسجتها من صباً وجنوبِ |
فصابت فعمت ما سقته فأخصبتْ | على أنها لم تسقِ غيرَ خصيبِ |
و جازاه ملكا في الجزاء فضيلة ً | و أدى ثوابَ الشكر حقَّ مثيبِ |
أخى وأخى الموروثُ غيرُ موافقٍ | و مولاي وابنُ العمّ غيرُ نسيبِ |
ضميرٌ على حكم اللسان وبعضهم | أخو ملقٍ يبلى َ أخوه بذيبِ |
و عنِ حفظ غيبِ الملكِ نصحا إذا طغى | به غلّ أسرارٍ وعينُ غيوبِ |
فكم غمة عمياء أعضلَ داؤها | رماها برأيٍ من نهاهُ طبيبِ |
و شاهدة ٍ بالفخر أوفتْ صفاتها | على كل معنى ً في الجمال عجيبِ |
أتت شرفاً من سيدٍ وكأنها | أتت من محبًّ تحفة ً لحبيبِ |
صفتْ وضفت حتى استطالت جنوبها | بوافٍ ومدتْ باعها برحيبِ |
و نيطتْ بأخرى مثلها فتظاهرا | على ظهر طودٍ في قميص قضيبِ |
و منحولة ٍ جسمَ الهواءِ نحيلة ٍ | كأنّ الهوى فيها رمى بمصيب |
من الريح لولا أن يذبلَ تحتها | وقارك مرتْ عنك مرَّ هبوبِ |
إذا دقَّ مسا وقعها جلَّ رفعها | إلى منصبٍ في القريتين حسيبِ |
و ذي شيبتين استوقف الصبحَ والدجى | على ناصلٍ من لونه وخضيبِ |
كأنّ السحابَ جونها وبياضها | تفرعَ من صافٍ به ومشوبِ |
تشبثتِ الأبصارُ حتى تمكنتْ | و قد كرّ من هادٍ له وسبيبِ |
توقى الأذى من عرفه بخميلة ٍ | و حكَّ الحصى من ذيله بعسيبِ |
و أعجبه في ردفه ووشاحه | ملابسُ تكسو منه كلَّ سليبِ |
نصيبٌ من الدنيا أتاك ففزْ به | و لا تنسَ من فضلِ العطاء نصيبي |
كفى المهرجان مذكرا وذريعة ً | إلى محسنٍ في المكرماتِ مطيبِ |
بقاؤك ألفاً مثلهَ في كفالتي | دعوتُ ومنَّ اللهُ فيك مجيبي |
فما زال فيكم كلُّ خيرٍ طلبته | قضى ليَ في دراكه وعنى بي |