أستنجدُ الصبرَ فيكم وهو مغلوبُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أستنجدُ الصبرَ فيكم وهو مغلوبُ | و أسألُ النومَ عنكم وهو مسلوبُ |
و أبتغي عندكم قلباً سمحتُ به | و كيف يرجعُ شيءٌ وهو موهوبُ |
ما كنتُ أعرفُ ما مقدارُ وصلكمُ | حتى هجرتم وبعضُ الهجر تأديبُ |
أستودع اللهَ في أبياتكم قمراً | تراه بالشوق عيني وهو محجوبُ |
أرضى وأسخطُ أو أرضى تلونه | و كلُّ ما يفعلُ المحبوبُ محبوبُ |
أما وواشيه مردودٌ بلا ظفرٍ | و هل يجابُ وبذلُ النفس مطلوبُ |
لو كان ينصفُ ما قال انتظرْ صلة ً | تأتي غداً وانتظارُ السيء تعذيبُ |
و كان في الحبَّ إسعادٌ ومنعطفٌ | منه كما فيه تعنيفٌ وتأنيبُ |
يا للواتي بغضنَ الشيبَ وهو إلى | خدودهنَّ من الألوانِ منسوبُ |
تأبى البياضَ وتأبى أن أسوده | بصبغة ٍ وكلا اللونينِ غربيبُ |
ما أنكرتْ أمس منه ناصلاً يققاً | ما تنكر اليومَ منه وهو مخضوبُ |
ليتَ الهوى صان قلبي عن مطامعه | فلم يكن قطّ يستدنيه مرغوبُ |
إني لأسغبُ زهداً والثرى عممٌ | نبتاً وأظما وغرب الغيثِ مسكوبُ |
و لا أرقُّ لحرصٍ صاحبهُ | سعياً ويعلم أنّ الرزقَ مكسوبُ |
عقبى الطماعة في مالٍ يمنُّ به | عصارة ٌ لا يغطى خبثها الطيبُ |
طهرْ خلالك من خل تعابُ به | و اسلم وحيداً فما في الناس مصحوبُ |
إني بليت بمضطرًّ رفيقهمُ | و الماءُ يملحُ وقتاً وهو مشروبُ |
كم يوعد الدهرُ آمالي ويخلفها | أخاً أسرُّ به والدهرُ عرقوبُ |
أسعى لمثل سجايا في أبي حسنٍ | و هل يبلغني الجوزاءَ تقريبُ |
فدى محمدًّ المنسيَّ نائلهُ | مراجعٌ نيلهُ المنزورُ محسوبُ |
حالٌ تحدثه الأحلامَ جاهلة ً | لحاقهُ وأخو الأحلامِ مكذوبُ |
إن قدم الحظُّ قوماً غالطاً بهمُ | أو بينتهمْ عناياتٌ وتقريبُ |
فالسيف يخبرُ قطعاً وهو مدخرٌ | و الطرفُ يكرمُ طبعاً وهو مجنوبُ |
حذارِ من حدثِ النعماء مؤتنفٍ | علاؤه بشفيع الوجه مجلوبُ |
تسوءه سائلا من أين سؤدده | إنّ اللئيم بما قد ساد مسبوبُ |
أأنت أنت وفي الدنيا أبو حسنٍ | صدقتَ إن لفي الدنيا أعاجيبُ |
إذا رأيتَ ذيولَ السرح آمنة ً | لم يحمها فلأمرٍ يحلمُ الذيبُ |
يا ملبسي الشيمة َ الغراءَ ضافية ً | على َّ إن قلصتْ عنيَّ الجلابيبُ |
علقتُ منك بعهدٍ لا مواثقهُ | تنسى ولا حبله بالغدر مقضوبُ |
و أحمدتك اختباراتي وقد سبرتْ | غورَ الرجال وكدتها التجاريبُ |
فلتجزينك عني كلُّ غادية ٍ | لها من الكلمِ الفياض شؤبوبُ |
إذا وسمتُ حياها باسمك انحدرتْ | له الزبى وأطاعته المصاعيبُ |
فاسلم لهنّ ولي ما طاف مستلمٌ | سبعا وعلقَ بالأستارِ مكروبُ |
ترجى وتخشى فسيحَ الباب ممتنعاً | إن الكريمَ لمرجوٌّ ومرهوبُ |