أرشيف المقالات

إلى متى سيظلون منبهرين؟

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
إلى متى سيظلون منبهرين؟

أتألم كثيرًا عندما أرى مبادئ ديننا غائبة عن الحضور في أجيالنا، بينما في الطرف المقابل نجدهم منبهرين بحضارة الغرب، تاركين حضارتهم وثقافتهم، متسائلًا: "إلى متى سيظلون منبهرين؟".
 
كيف لنا أن نتقدَّم يا سادة، وما زال جيلنا أسرى لِما يسمونه بمظاهر التقدم والتحضر، تاركًا تعاليمَ دينه وثقافته؟ كيف لنا أن نتقدَّم، وما زال جيلنا يتتبَّع الموضة وتسريحة الشعر الغريبة والملابس المقطعة؟ وكيف لنا أن نتقدم، وما زال جيلنا في سباتٍ عميق؛ يركض خلف البرامج عديمة الفائدة؟ وكيف لنا أن نتقدم، وما زال جيلنا يخجَل من ثقافته، من لونه، من أصوله، ومن تعاليم دينه؟
 
إنهم يتَّبعون دون معرفةٍ بالعواقب؛ فلقد عرَّج على ذلك الرافعي رحمه الله حيث قال: "عَلِمَ اللهُ، ما فَتَنَ المغرورين من شبابنا إلا ما أخَذهم من هذه الحضارة، فإن لها في زينتها ورونقها أخذةً كالسحر، فلا يُميزون بين خيرها وشرها، ولا يفرِّقون بين مبادئها وعواقبها، ثم لا يَقتنون منها إلا ما يدعوهم إلى ما يُميت ويصدهم عما يُحيي، وما يحول بينهم وبين قلوبهم، فليس إلا المتابعة والتقليد"؛ [الرافعي: تحت راية القرآن].
 
نريد أن نتقدم ونبهر العالم، لكن بعض أبناء جيلنا لا يريدون إلا أن يكونوا المنبهرين، لا يريدون إلا أن يكونوا المتبعين.
 
ننبهر من فكرٍ يهدم ولا ننبهر من فكرٍ يبني، نندهش عندما نرى رجلًا أجنبيًّا في علاقة محرَّمة، ولا نندهش من رجلٍ عكَف على خدمة أمِّه طول العمر!
 
إذا كنتم تبحثون عن رضاهم، فأنا أُبشركم أنهم لن يرضوا عنكم؛ فقد قال الله ذلك في كتابه: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى ﴾ [البقرة: 120].
 
فعلى المسلمين أن يتركوا الانبهار بأفكار تهدم ثقافتهم وتسيء إلى دينهم، ويتركوا الأفكار التي تسيء إلى مجتمعاتهم.
ولنتذكَّر أن ديننا يحتاج إلى أن نُمثله أمام بقيَّة الأمم خيرَ تمثيل.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١