اليوم أنجزَ ماطلُ الآمالِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
اليوم أنجزَ ماطلُ الآمالِ | فأتتك طائعة ً من الإقبالِ |
بمنى ً وفين له وهنَّ غوادرٌ | ولقحن قربك بعد طولِ حيالِ |
قطعَ المنى يستام ذاك بنفسه | مسترخصاً والدهرُ فيه يغالي |
فأتى يدوس الهولَ نحوك شوقه | والشوقُ مشَّاءٌ على الأهوالِ |
يلقى الخطوبَ بمثلها من همة | قطعت جبالاً في ابتغاء جبالِ |
في ظلّ وحدته وإنّ رفاقه | كثرٌ ولكن قلّة الأشكالِ |
فردا فليس يرد صوب صوبه | إلا مصدقه اختيار الغالي |
ملءُ الإهاب عليمة ٌ بطلابها | خفَّتْ ليومِ تحمّل الأثقالِ |
سيّارة ٌ فكأنها طيّارة ٌ | بشمال فارسها عنانُ شمالِ |
تجتابُ أربعها الوهادَ وطرفُها | بالراسياتِ موكَّلُ الإشغالِ |
في الأرضِ تشخصُ للسماء كأنها | عرفتْ ذراك من السِّماك العالي |
تلقى غزالتها بجيدِ غزالة ٍ | وهلالها من غُرّة ٍ بهلالِ |
فسعى قبالك جدُّه لا حاله | عفو النفوس ولا اجتهاد المالِ |
فلتُرغم الأيّامَ زورة ُ عاشقٍ | هجر الكثيرَ وزارَ غيرَ التالي |
ولقد يكون من المحال بلوغُها | لولا تصرُّمُ دولة ِ الإمحالِ |
ولتيأس الآمالُ منّى بعدها | رؤياك كانت منتهى آمالي |
حولٌ شفى حالي التي أشفتْ وقد | تتقلّب الأحوالُ بالأحوالِ |
أنا من جذبتَ بضبعهِ فسقيته | في البحر وهو مخادعٌ بالآلِ |
وخطبته فحظيتَ من أفكاره | بغرائبٍ نشزت على البُذّالِ |
صينت زمانا في الخدور فعنِّستْ | وجمالها حيٌّ بحظٍّ بالي |
كم غادة ٍ منها رضتُ لمهرها | منك القبولَ فشيد بالإفضالِ |
وجميلة ٍ ذلَّت فحينَ رضيتها | عادت تشوب جمالها بدلالِ |
كرمٌ يفيض على وصول رسائلي | نعماً فكيف يكون يومَ وصالي |
والبحرُ ينضح للبعيد وكلّما از | داد الدنوُّ ازدادَ فضلَ بلالِ |
ولئن رأيتك بالصفاتِ وبالذي | أوليتني وبصالح الأعمالِ |
فالنفسُ عند المعجزات بأن ترى | أحرى وإن سكنتْ إلى النُّقَّالِ |
لولا حظوظٌ في ذراك سمينة ٌ | ما جئت ملتحفاً بجسمِ هزالِ |
ولتُهتُ في وادي الجليدِ فكيف بي | ما خضت لولا أنّه لمعالي |
وأُري غنيّ القوم أني فوقه | مع خلَّتي أن صنتُ عنه سؤالي |
وأبيتُ مقتنعاً بفضلة ما معي | علما بشغل الحظّ بالجُهّالِ |
متزمّلا بالصونِ أرقع دائباً | بالصّبر من أثوابه الأسمالِ |
حتى وددت لو أنَّ حسنَ تصبُّري | في نائبات الدهر أعدى حالي |
ولمثل غرّتك الكريمة أن يُرى | حملُ امرئٍ ما ليس بالحمّالِ |
فأقرَّ جنب وهو غير ممهَّدٍ | وأسيغَ شُربٌ وهو غير زلالِ |
شكت الوزارة ذل منتحلِ اسمها | لفظاً وما الأسماء كالأفعالِ |
لما تحلَّى الدَّستُ أصبحَ عاطلاً | منه ودستك في التعطُّل حالي |
ركب الخطار مجرّبا لا عارفا | يا قربَ ركبتهِ من الأوحالِ |
وخلا فحدَّثَ باعتلاقك نفسه | لمّا جريتَ وقد يسرُّ الخالي |
فاعطف لها أو فاتخذ بدلا بها الزَّ | وراء حبَّ لها من الأبدالِ |
ولقد تحنّ إذا ذكرتَ عراصها | شوقَ المعرَّة ِ بُشِّرتْ بالطالي |
تصبو إليك وأهلُها ورسولهم | شعري وقد بلَّغتُ في الإرسالِ |
ولقد تكون وإن نأيتَ أباً لهم | برّاً بفاقتهم وأمَّ عيالِ |
وإذا سقى الغيثُ البلادَ بمسبلٍ | غدقٍ وهتَّانِ الحيا هطَّالِ |
فبدا بدارك ثم عاد فجادها | جودَ الجفون غداة َ شدِّ رحالي |
فاختصّ غزلاناً هناك ووفَّرت | منه العزالى قسطها لغزالي |
أفدي بنفسي من يجلّ مكانه | في النفس أن أفديه بالأموالِ |
قمرا أخذتُ على السهاد ذمامه | إلا توقُّعه طروقَ خيالي |
وكفلتُ عنك له بأكرم أوبة ٍ | فسلا عن الإعجالِ بالإيجالِ |
فاردد عليه كما يُحبُّ حبيبهُ | ضخمَ السلامة ناحلَ الأجمالِ |
فالسيف يعلقُ بالأنامل حدُّه | والعين تأباه بغير صقالِ |
قد كان يأتيني قصيراً ناحلاً | فنهضت أطلب منه حظَّ طوالِ |
ولقد حلا فسعيتُ حتى حلّ لي | ما كان يحلو طعمهُ بحلالِ |