يا مستضيم الملك أينَ الحامي
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
يا مستضيم الملك أينَ الحامي | يا جدبُ ما فعلَ السحابُ الهامي |
حرمُ الإمارة ِ كيف حلَّ سلوكه | من غير تلبية ٍ ولا إحرامِ |
ما للعراق عقيبَ صحّته اشتكى | سقما يجاذبُ من ذيول الشام |
من غصَّ في دار السلام وإنما | هي حين تعمرُ بيضة ُ الإسلامِ |
أأصيبَ بالشمس الضُّحى أم خولست | فيها الليالي البيضُ بدرَ تمامِ |
أم هل هوى بأبي عليٍّ نجمها | رامٍ تعود بالنجوم يرامي |
قدرٌ أصاب الصاحب ابنَ صلاحها | بيدٍ فكانت أمَّ كلِّ سقامِ |
بغريبة ِ الإلمام ما خطرتْ على | بالٍ ولا سبقت إلى الأوهامِ |
عهدي التجنُّبُ بالردى عن مثله | يا موتُ ما سببٌ لذا الإقدامِ |
أفمستجيرا حيث عزَّ رواقه | لمخافة ٍ دهمتك أو إعدامِ |
فلقد وصلت إلى المنيع المرتقى | ولقد حططت ذرى المنيفِ السامي |
وغصبتنا من لم يفدنا مثله | جوبُ الملا وتعاقبُ الأعوامِ |
وحياً مطرناه على يأس الثرى | من جوّه وقطوبِ كلِّ غمامِ |
عقل الزمانُ به ووقَّر نفسه | فالآنَ عاد لشرَّة ٍ وعرامِ |
بشراك يا ساعي الفساد وغبطة ً | ذهب المقوِّمُ يا بني الإجرامِ |
عاد القويّ على الضعيف مسلَّطا | ونمى السَّفاهُ فدبّ في الأحلامِ |
سوِّمْ خيولك للثغور مريدها | واطمع وسمْ بالملك رخصَ مسامِ |
واخلط بنومك مطمئناً حيثُ لم | يكُ موردٌ لترومَ حطَّ لجامِ |
خلّى لك الحسنُ السبيلَ وأخليت | منه عزائمُ رحلة ومقامِ |
لا سُدّدَ الخطّيّ في طلبٍ ولا | شحذتْ لمثلك شفرتا صمصامِ |
من للجيوش وقد أصيب عميدها | ما البيتُ بعدَ عماده لقيامِ |
من للدُّسوت وللسُّروج محافظٌ | ظهريه من حزمٍ بها وحزامِ |
من للفتوّة بعد موتك إنها | رحمٌ تضمُّ وأنت تحتَ رجامِ |
من لابن وحدته تقوّض قومه | ومضى أبوه يا أبا الأيتامِ |
من للبلاد تضمُّها ورعيّة ٍ | أرضعتها الإنصافَ بعد فطامِ |
ولدارك الفيحاءِ إلا بابها | شرقا بضيقِ مواكبٍ وزحامِ |
مُلكتْ على حرَّاسها وتسلَّبت | أبوابها من دافع ومحامي |
مثلوا قعودا وسطها وقصارهم | بالأمس خطوة ُ واصلين قيامِ |
يدعوك بالإصغار في اسمك ناقصٌ | من قبل أن ندعوك بالإعظامِ |
خطروا بها الخيلاء بعد مراتبٍ | معدودة ِ الخطواتِ بالأقدامِ |
واسترسلوا بيد التحيّة واحتبوا | فصحاءَ بعد تطاول الإعجامِ |
من كلِّ مقصوص اللسان شكمته | قبل الردى من هيبة ٍ بلجامِ |
ذربٍ يقولُ ولو سمعتَ تلجلجتْ | شفتاه غدرَ التاءِ بالتَّمتامِ |
زلَّ الزمانُ غداة َ يومك زلّة ً | لا تتَّقى خجلاتها بلثامِ |
عار جنى عارا على الأعوامِ | أبدا ويومك منه عار العامِ |
لا سدَّ ثغرتنا سواك مفوّقا | إلا امرؤ عن قوس رأيك رامي |
يجرى على سننٍ رآك نهجته | كالفتر معتمدا على الإبهامِ |
أتراك تسمعُ لي وأبرحُ نازلٍ | بك ضعفُ فهمك مع قوى إفهامي |
ألممتُ أستعدي بلحدك من جوى | قلبي فزاد صبابتي إلمامي |
قبرٌ خلطتُ مدامعي بترابه | ونداك فهو الآن بحرٌ طامي |
وأُجلّه عن شقِّ جيبٍ إنه | فدَّى الجيوبَ عليه بالأعلامِ |
ووقفتُ أجزيك الثناءَ مؤبّنا | يا لوعتي أن كان ذاك مقامي |
هذا جزايَ وليس ذلك نعمة | فيما مننتُ فكيفَ كان غرامي |
لو رِشتَ قادمتي فطار قصيصها | أو لو كسوتَ من الهزال عظامي |
إن لم يكن لي منك يومٌ خصَّني | فلقد علمتك صالحَ الأيامِ |
ولقد أعدُّ إذا بكيتك صادقا | في الحافظين وواصلي الأرحامِ |
أصلي وأصلك في مقرٍّ واحدٍ | وتفاوتُ الفرعين بالأقسامِ |
وإذا تشجَّرت المناسبُ والتقى ال | فخران كان أبوك من أعمامي |
شرفٌ وصلنا حبله في فارسٍ | بالمحكمين مرائرَ الإبرامِ |
برمونَ بالإعراض بعد غبورهم | وسماءُ يُمتدحون بالأجسامِ |
ولقد جمعتُ إلى مديحك حادياً | ناحاك فاستذممتُ خيرَ ذمامِ |
فتحوا ضريحك في مساكن تربة ٍ | جاورتها فختمتَ طيبَ ختامِ |
ونزلتَ فيمضر وقومك غيرهم | بعد الممات بأشرف الأقوامِ |
أنَّى التفتَّ فأنتَ في حرزين من | حرميْ شهيدٍ سيِّدٍ وإمامِ |
أصبحتَ منهم بالنزول عليهمُ | يا رحب ما بوِّثتَ من إكرامِ |
فإذا تزخرفت الجنانُ غداً لهم | صاحبتهم فدخلتمُ بسلامِ |