أجاذبها لو أمكنتْ من زمامها
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أجاذبها لو أمكنتْ من زمامها | أريدُ وراءً والهوى من أمامها |
وإن كان قلبي في الصبابة قلبها | فشتان ما شكَّيتني من عرامها |
كلانا أخوه الوجد لكن غرامها | طليقٌ ونفسي في إسارِ غرامها |
فما الحربُ إلا بين حلمي وخرقها | وبين زفيري خائفا وبغامها |
يعزّ عليها نومها تحت كورها | بما فات من أيّامها في مسامها |
وأن تعلف الرطبَ الخليط ببابل | مكانَ أراك حاجرٍ وبشامها |
بلادٌ تسيم الضيمَ فوق ترابها | ضياعا وتسقي الذلَّ تحت غمامها |
فليت بلاداً شرُّها في قصورها | فداً لبيوتٍ خيرُها في خيامها |
نعم هذه الزوراءُ أنضرُ شارة ً | بما ضمِّنتْ من روقها وزمامها |
ولكن ذناباها تطولُ رقابها | وأرجلها مرفوعة ٌ فوق هامها |
إذا سرَّ نفسا يومُها ساءَ شهرها | فإنعامها مستطرحٌ في انتقامها |
تمنّيتُ رغما غيرها وهيَ التي | فطيرة ُ جلدي حشوها من رغامها |
وماذا على نفسٍ جنى عامُ خصبها | عليها الأذى أن تشتهي جذبَ عامها |
سلامٌ عليها لا على جلِّ أهلها | لأخرى ترابُ العزِّ بين سلامها |
ركبتُ لها عزمي وللنفس قعدة ٌ | تبلّغها من همّها واعتزامها |
ورفَّعتُ من خفض الكرى بابن حرّة ٍ | تجودُ لصوني عينه بمنامها |
يصمُّ سواه عن دعاءِ زميله | إذا ما الثريّا علّقتْ في مصامها |
وقال اقضِ ما تقضي وفي الليل مهلة ٌ | فأسرارُ هذي العيسِ تحت ظلامها |
تياسرْ بنا واترك لقومٍ يمينهم | وبعهم عراقَ الأرض غبنا بشامها |
فكم راحة ٍ بيضاء ثمَّ وسحنة ٍ | ترى الرزقَ في صفاحها وابتسامها |
وأندية ٍ حبُّ العلا من عقودها | وأيدٍ كنوزُ المال تحت كمامها |
وقومٍ على تعظيم ملكك لوحمتْ | لدنْ خلقت لحومها بعظامها |
أثرها ورُحْ فالنُّجحُ عند مسيرها | مغرِّبة ً والعجزُ عند مقامها |
ولكن ببغدادٍ فما أنت صانعٌ | وحظُّك منها شعبة ٌ من كرامها |
جبالُ بني عبد الرحيم وسحبها | كعهدك في إرسائها وانسجامها |
قبيلٌ بهم شدَّت عراكَ فلم تكن | لتملك كفُّ الدهر حلَّ عصامها |
هم انتقذوكَ والليالي ضواربٌ | بكلكلها في ضغطها وزحامها |
وهم وجدوك جمرة ً فتضعَّفوا | لها الريحَ حتى طبَّقتْ بضرامها |
بأوصافهم سمِّيتَ واحدَ دهرهِ | وما نلته من ضبطها ونظامها |
وكم كثَّروا من حاسديك وأشرجوا | صدورا على شحنائها وسقامها |
وعدُّوك نفسا منهمُ ما لهم بها | مساهمة ٌ في حلِّها وحرامها |
وما أنت إن حمَّتْ نواك بتركهم | سوى مهجة ٍ مأذونة ٍ بجمامها |
وهل عنزعيم الملك في الناس عائضٌ | إذا كشفتْ مخبوءة ٌ عن خدامها |
سلالة ُ مجدٍ زاد فيها قرانها | كما الكرمُ معنى ً فضلهُ في مدامها |
ترقَّت به همّاته قبلَ سنّه | إلى ذروة ٍ خلَّوا له عن سنامها |
تظلُّ العيونُ دونها مستريبة ً | بألحاظها إن رفَّعت في اقتحامها |
إذا قطَّرت بالراكبين فردفهُ | على سرجها وكفُّه في لجامها |
جرى لاحقاً مجدَ العشيرة قادرا | على سبقها لولا مكانُ احتشامها |
غلامٌ ترى أشياخها وكهولها | به فرقا مجموعة ً في غلامها |
إذا قال أرضاها وإن قام دونها | إلى الخطب أغنى سوقها عن قيامها |
وإن نقصتْ من جانب المجد شعبة ٌ | فشدَّ عليها كان مولى تمامها |
وإن ضاقَ بين القرن والقرن مأزق | ضرابُ الكماة ِ فيه مثلُ لطامها |
فلم تك إلا هامة طاح بدرُها | وكفّ هوت جوزاؤها في قيامها |
نضتْ منه وسطى عقدها وتعزّزت | بثالثها في سلكها ونظامها |
فتى لا يربِّي المالَ إلا لفقده | ولا يُكرم النعمى لغير اهتضامها |
ولا يحسبُ الأرزاقَ إلا ليومه | إذا حسبتْ نفسُ اللئيم لعامها |
ولم أرَ منه قطّ أولدَ راحة ً | وأجدى على إقلاتها وعقامها |
يجود وفي أوشاله جلُّ مالهِ | وتلحزُ أيدٍ مالُها في جمامِها |
أبا حسنٍ لبّيك داعي مودة ٍ | سواك يناديها بصمِّي صمامِها |
وخاطب أبكارٍ وعونٍ حميتها | وخلّيت عنها سارحا في سوامها |
وذبَّبتُ عنها الناس ضنّاً بعذرها | لمجدك حتى كنتَ فضَّ ختامها |
لها مددٌ تزداد منه بنقصها | وتنمي على توزيعها وانقسامها |
بقيتُ غريبا مثلَ عنقاءِ جوّها | لها ووحيدا مثلَ بدر تمامها |
يرجِّم فيّ الظنُّ هل أنا ربُّها | أم انتشرت فحولها من رجامها |
وقد آمنَ الأعداءُ أنّى نبيُّها | وكم رسلٍ آياتها في كلامها |
لعرضك منها نثرة ٌ سابغيَّة ٌ | وأعراضُ قومٍ عرضة ٌ لسهامها |
جزاءً بما راعيته من حقوقها | وأوجبته من إلِّها وذمامها |
كما استصرختْ كفَّيك والدهرُ فاغرٌ | ليمضغها لا قانعا بعذامها |
ونادتك نفسٌ والخناقُ مصمِّمٌ | على جولِ طوقيها ومجرى حزامها |
فكنتَ مكانَ السيف نصرا وكالحيا | أعاد رضاعَ الأرض بعد فطامها |
عوايدُ من نعماك يرجع وصلها | جديدا إذا ما خفتُ وشكَ انصرامها |
إذا سألتْ حكَّمتها ونزلتَ بالسَّ | ماح على سلطانها واحتكامها |
فإن أمسكتْ بقيا عليك وحشمة ً | تبرّعتَ سعيا في زوال احتشامها |
فلا عدمتك فارجا لمضيقها | وبابا إلى ما استصعبتْ من مرامها |
وجاءتك أيّام التهاني بوفدها | تخبِّر عن تخليدها ودوامها |
لأجيادها من حليها ما تعلَّقتْ | به حلقاً أطواقها من حمامها |
فيأخذُ يومُ المهرجان اصطفاءه | بحصَّته من فذِّها وتؤامها |
فللعيد من مرباعها وفضولها | سهامُ الملوك حكِّمتْ في سهامها |
له قدمُ الإسلامِ والفوزُ في غدٍ | بجنَّة ِ عدنٍ بردها وسلامها |
ففزْ بهما واشدد على العزّ فيهما | عرى ً لا يرى خطبٌ مكان انفصامها |
أشمَّ العلا ما لامس الأرضَ حافرٌ | وما ثقلتْ بأحدها وشمامها |
وما أحرزتْ نفسٌ تقاها شعارها | لذخرٍ غدٍ من فطرها وصيامها |