قالوا رضيتَ قلتُ ما أجدى الغضبْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قالوا رضيتَ قلتُ ما أجدى الغضبْ | ما غالبَ الدهرُ فتى ً إلا غلبْ |
كيف أبالي قبحَ ما خيبني | إذا علمتمْ كيفَ أجملتُ الطلبْ |
إذا اجتهدتُ لم يعبني فعلهُ | ما لم يجبْ وما قضيتُ ما وجبْ |
يلومني على الهزال راتعٌ | يحسبُ ما أسمنهُ مما اكتسبْ |
و من يرأْ من بلة لالخصبِ درى | أنّ الحظوظَ منحة ٌ بلا سببْ |
لله ما أبصرني بزمني | لو سلمَ المجلومُ من عيبِ الأزبّْ |
جنبايَ للحملِ وجاء لائما | أملسُ لم يقمص لعضات القتبْ |
جربْ كما جربتُ في الناس تجدْ | أصدقَ ظنك الذي فيهم كذبْ |
تستحفل الضرعَ فإن لامسته | عاد بكيئاً جلده بلا حلبْ |
إنك ما استعففتَ أنتَ المجتبيَ | و ما ثطفت فأنتَ المجتنبْ |
نذيرة ٌ فلو قبلتَ نصحها | توقَّ من تأمنُ واهجرْ من تحبّْ |
كم من أخٍ ملأتُ كفيَّ به | أحسبُ في الوفاء غيرَ ما حسبْ |
حملته أطوى حياءٌ عيبهُ | كما حملت جلديك الجربْ |
و حالياتٍ من جمالٍ ونسبْ | نفرهنّ عطلى من النشبْ |
بكرنَ إشفاقاً يعبنَ مقعدي | على الخمول ما لهذا لا يثبْ |
نراه تحتاً ونرى منْ تحته | في الفضل فوقاً يا لهذا من عجبْ |
أما جنى خيرا له آدابهُ | أعاذكنَّ اللهُ من شرَّ الأدبْ |
هو الذي أخرني مشارفَ ال | سبق فأظما شفتي على القربْ |
لا تغتررنَ بابن أيوبَ إذا | أعجبَ منه بالصفايا والنخبْ |
فإنه ممن ترينَ واحدٌ | و ليس كلُّ معدنٍ عرقَ الذهبْ |
يطلبه قومٌ وما اجتهادهم | في حلبة ٍ مدركُ رأسٍ بذنبْ |
أكلُّ من تشجرتْ نسبتهُ | صحَّ له البطنانِ من خالٍ وأبْ |
و ساعدتهُ يدهُ ونفسهُ | بالفضل والبذل فسادَ ووهبْ |
تزحزحوا فليس من أوطانكم | للأسدَ الوردِ عن الغاب الأشبْ |
و لا يروقنكمُ تشادقٌ | فتحسبون كلَّ من قال خطبْ |
دعوا قنا الأقلامِ إن نكصتمُ | لحاذقِ الطعنِ إذا شاء كتبْ |
من تاركي السيوفِ وهي زبرٌ | شدائدٌ أسرى لجزارِ القصبْ |
قومٌ إذا نار الوغى شبتْ لهم | كتائبا فلوا شباها بالكتبْ |
إن شووروا لم يعجلوا أو سئلوا | لم يقفوا تلفتاً إلى العقبْ |
لاظهرهمْ لغيبة ٍ إن ذكروا | يوما ولا ملحهمُ على الركبْ |
و قصَّ آثارهمُ محمدٌ | شهادة ٌ إنَّ النجيبَ ابنُ النجبْ |
فلا تزلْ نوافذٌ صوائبٌ | يصمى بها الحاسدُ أو يرضى المحبّْ |
ما شكرتْ صنيعة ٌ أو ظهرتْ | مودة ٌ خالصة ٌ من الريبْ |
و اختلف النيروزُ والعيدُ وما | توافقا في بعدٍ ولا قربْ |
تأخذ ما تشاء من حظيمها | مقترحاً محتكما وتنتصبْ |
و زائراتٍ طيبتْ أعطافها | منك بذكرٍ لو عداك لم تطبْ |
جوارياً مع الرياح بالذي | أوليتَ أو سوارياً مع السحبْ |
كلُّ فتاة ٍ قرّ لي شماسها | و ذلَّ في فوديَّ منها ما صعبْ |
تلقاك نفسا حرة ً من فارسٍ | بنتَ الملوكِ وفماً من العربْ |
تروى فلو أطربَ شيءٌ نفسهُ | لقد سمعتَ من قوافيها الطربْ |
أضحى وراحَ حاسدي إن قلتها | و حاسدوك إن علوتَ في تعبْ |