كالشَّمسِ منْ جمرة ِ عبدِ شمسٍ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
كالشَّمسِ منْ جمرة ِ عبدِ شمسٍ | غضبى سخت نفسي لها بنفسي |
ماطلة ٌ غريمها لا يقتضى | ديونهُ ودينها لا ينسي |
في بلدٍ يحرمُ صيدُ وحشهِ | وهي بهِ تحلُّ صيدَ الأنسِ |
ترى دمَ العشاقِ في بنانها | علامة ً قدْ موِّهتْ بالورسِ |
تفسدُ خلقاً ليناً معتدلاً | لها بأخلاقٍ جعادٍ شمسِ |
في طرفها تغزُّلٌ وقلبها | حماسة ٌ تنسبها للحمسِ |
ذكرتها العهدَ على كاظمة ٍ | قالتْ نسيتُ والفراقُ ينسي |
أنكرُ منها حلية ً غريبة ً | تشوبُ لي معرفة ً بلبسِ |
وشعراً مبدَّلاً بشعرٍ | بدَّلَ فيها بالنَّفارِ أنسي |
هلْ هو إلاَّ الشَّيبَ أمَّ مالكٍ | لا بدَّ أنْ يصبحَ ليلُ الممسي |
وما عليكَ والهوى مكانهُ | أنَّ الثِّغامَ في مكانِ النَّقسِ |
غالِ بها عندَ الغواني لمَّة ً | ما لمْ تبعها حدداً بلبسِ |
إنَّ الكرامَ درستْ آثارهمْ | فلمْ أطقْ ضبطاً لها بدرسِ |
إلاَّ منَ البيتِ الذي خطَّتهُ | يرشحُ فيها مجدها فيرسي |
شادَ بنو عبد الرَّحيمِ في العلا | خيرَ بناءٍ فوقَ خيرِ أسِّ |
ادفعْ بهمْ غضبة َ كلِّ لزبة ٍ | عمياءَ تدفعْ ربوة ً بقدسِ |
والقِ بنجمٍ منهمُ وسعدهِ | تخلصُ نجيَّاً كلَّ يومِ نحسِ |
إنِّي عجمتُ بالحسينِ زمني | فلمْ يثلَّمْ وهو صلبٌ ضرسي |
وذبَّ عنَّي فوفيتُ ناهضاً | منَ الخطوبِ بذئابٍ طلسِ |
انشرَ آمالي وكنَّ رمما | يا منْ رأى حياة َ ما في الرَّمسِ |
ومدَّ لي كفَّاً فكانتْ رقية ً | والدَّهرُ أفعى فاغرٌ لنهسي |
صافحتها فصفحتْ بلينها | عنِّي ضروسَ السَّنواتِ اليبسِ |
ما استصبحتْ عينٌ بمثلِ وجههِ | واليومَ عبَّاسُ العشيِّ ممسي |
ولا ورى زندي إلا رأيهُ | أبيضُ منهُ في الخطوبِ الغبسِ |
منْ دوحة ٍ مظلَّة ٍ مطعمة ٍ | طابَ جناها الحلو طيبَ الغرسِ |
أدَّتهمُ يحذوكَ فرعُ أصلهِ | لمْ يكُ دينارهمْ ابن الفلسِ |
إنْ بليتْ أعراضُ قومٍ أو خبتْ | يوماً فغطَّتْ صحَّة ً بلبسِ |
باتوا بأعراضٍ عراضٍ في العلا | يومَ الفخارِ ووجوهِ ملسِ |
مكارمٌ معمَّة ٌ مخولة ٌ | تركَّبتْ منْ عربٍ وفرسِ |
لمْ يتهجَّنْ غرُّها وشمُّها | بالبهمِ منْ أمائها والفطسِ |
واليومَ باقٍ منْ حليِّ ما بكمْ | بقاءَ سطرٍ ناحلٍ في طرسِ |
غيَّرَ أخذُ الحقِّ منْ باطلهِ | طلاوة ً فيهِ وفرطُ أنسِ |
فراعِ منْ حفظهمُ في رسمهِ | ناسجة َ العرقِ وحقَّ الجنسِ |
واعمرْ بساعاتِ السُّرورِ ساعة ً | تتبعُ برءَ سكرة ٍ بنكسِ |
ما بينَ جورِ قدحٍ وعدلهِ | وبينَ حثِّ مزهرٍ وجسِّ |
هذا لحرِّ فارسٍ نسبتهُ | وتلكَ منْ علجِ النَّصارى الجبسِ |
عجبتُ منها خشباً منْ خشبٍ | جاءتْ ومنهُ ناطقاً عنْ خرسِ |
فاشربْ على ابن الموبذانِ خرقتْ | عذرتهُ عذراءَ بنتَ القسِّ |
وخذْ لأيَّامِ الشِّتاءِ أهبة ً | أخذَ العروسِ أهباتَ العرسِ |
عندي منْ جودكَ فيهِ عادة ٌ | يحبسها النِّسيانُ بعض الحبسِ |
تدركني وقدْ قضتْ رعيانهُ ال | أوطارَ منْ تحشُّشي ولسِّي |
والمجدُ فيما أنتَ مهدٍ خالعٌ | والنَّفعُ أنْ تلبسَ وقتَ اللُّبسِ |
وحاجتي إذا اقترحتُ حاجة ً | في لطفِ حسٍّ وبحسنِ مسِّ |
في أنْ يكونَ اليومَ ما يأتي غداً | إذا كنتُ قدْ أجممتكمْ بالأمسِ |
واعلمْ بنفسي وأنتَ خيرُ عالمٍ | أنَّ الشِّتاءَ منْ عدوِّ النَّفسِ |