أرشيف الشعر العربي

لعلَّ لها مع النسرين سرا

لعلَّ لها مع النسرين سرا

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .
لعلَّ لها مع النسرين سرا فدعها طائراتٍ أن تمرا
ركائب واثقين من الأماني و اظهرها بما قتلته خبرا
تلوح خواطفا فتظنُّ أمراً بها في السير وهي تريد أمرا
سواءٌ عند أعينها سرارا قطعنَ الشهرَ أو سايرن بدرا
و لولا أن يخضن مع الدراري سوادَ الليل لم يخلقنَ حمرا
يحطُّ الميسُ منها عن جنوبٍ محلقة ٍ وكنَّ رحلنَ شعرا
إذا أرسلنَ في الحاجات خطباً حبونكَ ثيبا منها وبكرا
يكنَّ إلى فواركها شفيعاً يقرُّ نفارها ويكنَّ مهرا
وراءَ العزّ نطلبهُ فإما وصلنا أو بلغنا فيه عذرا
و ماء تحبسُ الأنفاسُ منه و تستشري به اللهواتُ حرا
وردت مع القطا الكدرى َّ منه أجوناً من يقايا الصيف كدرا
أسيغُ شرابهُ المكروهَ حلوا إذا قايستهُ بالذلَّ مرا
و بيتِ قرى ً تشرف ساكنوه يفاعا يقسرون العيشَ قسرا
نزلتُ به وفيه غنى ً لقوم و سرتُ بجودهم وتركتُ فقرا
و كالمهراتِ في فتياتِ حيًّ حكينَ رماحه فخطرنَ سمرا
يردن الخيرَ إلا أنَّ قولا يظنُّ المستريبَ بهنَّ شرا
خلوتُ بنومهنَّ فلم أوسدْ يدي جنياً ولا جنبيَّ نكرا
و رحتُ وقد ملاتُ الودَّ عيناً بما أودعتها وملأتُ صدرا
و قافية ٍ على الراوي لجوجٍ خدعتُ نفارها حتى استقرا
تموتُ بموتِ قائلها القوافي و تبقى َ لي وللمدوحِ ذكرا
فصحتُ ليعربٍ فيها كأني عجمتُ ببابلٍ فنفثتُ سحرا
طلبتُ لها من الفتيان فذا يكون لعقدها المنظومِ نحرا
فلم يعدُ ابنَ أيوبَ اختياري و قد عمقتُ في ذا الناسِ سبرا
و ما طوفت في الآفاق إلا وجدتك أنتَ أينَ طلبتُ حرا
جنبتُ بك الهوى كهلا كأني جنبتُ يدى الشبابَ المسبكرا
و علقتُ المودة َ منك كفي على زلقٍ متينِ الفتلِ شزرا
دعوتك والحوادثُ ذاهباتٌ بسرحِ تصوني طردا وطرا
و قد طلقتْ بناتُ الصبرِ منى كأني لم أكن للصبر صهرا
فكنتَ أخي هوى ً وأبي حنوا و نفسي نصرة ً وبنيَّ برا
حملتَ حمالة َ الأيامِ عني قلوصا فكني منها وكرا
مغارمُ أشكلتْ أقضيتَ حقَّ ال مودة ِ أم قضيتَ بهنَّ نذرا
أشرتُ إلى يديك فصبتَ عفواً و قد أتعبت أيدي المزن غفرا
و لما ثلمتْ منى ّ الليالي أريتك خلة ً فسددتَ عشرا
مكارمُ لم تسابقْ في مداها و قد حرصتْ عليها الريحُ حصرا
و أخلاقٌ صفت من كلَّ غشًّ سكرتُ بها وما عوطيت خمرا
ملكتَ حسابها إرثا حلالا فصرنَ لديك حقاً مستقرا
أباً فأباً من الأعلام فيها نعدهمُ إليك هلمَّ جرا
لعمرُ الحاسديك وهل يبقى لهم حسدُ الكمالِ عليك عمرا
لقد ليموا بما نقموا وإني لأوسعهم بما حسدوك عذرا
أقلني العجزَ إن قصرتُ وصفا لما أوليتَ أو قصرتُ شكرا
فإنَّ عليّ جهدَ الفكرِ قولا و ليس عليَّ عند الغيثِ قطرا
على أنّ القوافي الغرَّ عني كوافلُ بالذي أرضى وسرا
تروح عليك أو تغدو التهاني بهنّ حوافلَ الأخلافِ غزرا
إذا مطرتْ ترى الأحسابَ بيضا بما يثنينَ والأعراضَ خضرا
كأن لطيمة ً منها أنيختْ ببابك فارتدعْ ما شئتَ عطرا
تعدّ الدهرَ نيروزا وعيدا و صوما راجعا أبدا وفطرا
فتصحبه بأنفذَ منه أمرا على الدنيا وأطولَ فيه عمرا

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (مهيار الديلمي) .

دعها تكنْ كالسلفِ من أخواتها

آنسة ٌ لا تكتم القولَ الحسنْ

أمن كلِّ حظٍّ قلَّ قسمي أقلُّهُ

أروم الوفاءَ الصعبَ بالمطلبِ السهلِ

إذا رفعتْ من شرافَ الخدورُ


فهرس موضوعات القرآن