آنسة ٌ لا تكتم القولَ الحسنْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
آنسة ٌ لا تكتم القولَ الحسنْ | ولا تبالي أيُّ سرَّيها علنْ |
طيّبة ُ المئزرِ رسلٌ كلّها | سوى الحديثِ المشتهى بها بطنْ |
لا تنكرِ الليلة ُ من ضجيعها | مع ريبِ الليل ومنها ما يجنّْ |
طرقتها والبدرُ يشكو وجهها | والنجمُ يحكي قرطها لولا الأذنْ |
فاستيقظتْ تعثرُ في لسانها | ما علقتْ منه فضالاتُ الوسنْ |
تقول منْ وإنها عالمة ٌ | لولا اتباع عادة ٍ أنِّي منْ |
والرقباءُ أعينٌ وألسنٌ | قيَّدها خيطُ الكرى عنِّي وعنْ |
فكان ما أرضى العفافَ كلَّه | وبعضُ ما أرضى الغرامَ لم يكنْ |
معاتبٌ نشرَ الصَّبا وبُلغٌ | من التشاكي كسقاطاتِ المُزنْ |
والنظرة ُ الخلسة ُ والقبلة لا | تدري وراء الشفتين ما بطنْ |
وفي الحديث ذي الشجون بيننا | ذكر الكرام كيف قلُّوا في الزمنْ |
وضيعة ُ الفضل وضعفُ أهله | وكيف قد مات الوفاء ودُفنْ |
فلم نجد غيرَ ابن أيّوب فتى ً | لما تريد المكرماتُ قد فطنْ |
ما نطفة ٌ تبردُ في قرارة ٍ | تمسحها كفُّ الصَّبا من الدرنْ |
ما طرقتها شفة ٌ ولا يدٌ | ما ودعَ السحابُ فيها ما خزنْ |
بنجوة ٍ عن القذى يحوطها | حساً أصابَ مسرقا على الفننْ |
أطيبُ من أخلاقه مشروبة ً | ولا جنا النحلة ِ ديفَ باللبنْ |
ولا حبالُ مسدٍ متينة ٌ | معقولة ٌ من كلِّ طودٍ بركنْ |
أوثقُ منه عروتيْ مودّة ٍ | ما برزَ النفاقُ فيهم أو كمَنْ |
ولا الكمال ناطقا عن نفسه | لو أعطي الكمالُ شخصا ولسنْ |
أجمعُ منه لصفاتِ سؤددٍ | ظاهرة ٍ لو السّبارِ يمتحنْ |
يا ديمة َ الشكر الطويلِ ذيلها | طال بها الماءُ الثقيلُ وارجحنّْ |
تهدّلت حافلة ً ضروعها | بالقولة العذبة والمعنى الحسنْ |
تحدو بها ريحُ القريض رجزا | كأنما قيل لحاديها نغنّْ |
حلِّى العياب فامطريمحمّدا | ملء شعابِ الأرض حمداً لا يمنّْ |
جزاء ما أسلف من صالحة ٍ | إن الثناءَ للندى خيرُ ثمنْ |
تناوبي عِراصه نائبة ٍ | عنِّيَ في فرض التهاني والسُّنن |
ليعلم الحسَّادُ فيه أننّي | بعتُ به الناس فلم أخشَ الغبنْ |
وأنه أحرزَ منِّي صارما | عليهمُ لا تتوقّاه الجننْ |
ما رقصت قامصة ٌ برحلها | إلى منى ليناء خشناء الرَّسنْ |
وما سعوا عارين أبدانا إلى ال | حجّ وأضحوا عاقرين للبدنْ |
كلُّ دعاءٍ يرفعون فله | ما كان منه بالقبول مرتهنْ |