ما للدُّسوتِ وللسّروج تسائلُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ما للدُّسوتِ وللسّروج تسائلُ | من قائمٌ عنهنّ أو من نازلُ |
لمَ سدَّ بابُ الملك وهو مواكبٌ | وخلتْ مجالسه وهنَّ محافلُ |
ما للجياد صوافنا وصوامتا | نكساً وهنّ سوابقٌ وصواهلُ |
من قطَّر الشجعانَ عن صهواتها | وهمُ بها تحت الرماح أجادلُ |
ما للسماء عليلة ٌ أنوارها | لمنَ السماء من الكواكب ثاكلُ |
من لجلج الناعي يحدِّث أنه | أودى فقيل أقائلٌ أم قاتلُ |
المجد في جدثٍ ثوى أم كوكبُ ال | دّنيا هوى أم ركن ضبَّة مائلُ |
ما كنتُ فيه خائفا أن الردى | من عزِّ جانبهِ إليه واصلُ |
أدرى الحمام بمن وأقسم ما درى | تلتفُّ كفَّاتٌ له وحبائلُ |
خطبٌ أخلَّ الدهرُ فيه بعقلهِ | والدهرُ في بعض المواطنِ جاهلُ |
يا غيثُ أرضى الأرض سقيا واحتبى | بالروض يشكره المحلُّ الماحلُ |
ينهلُّ منحلَّ المزادة موقنا | أنّ الثرى الظمآن منه ناهلُ |
يسمُ الصخورَ كأنّ كلَ مجودة ٍ | لحظَ العليقَ بها حصانٌ ناعلُ |
تمريه غبراءُ الإهاب كأنما | قادت خزائمها النّعام الجافلُ |
حلفتْ لأفواهِ الربى أخلافُها | أيمانَ صدقٍ أنهنَّ حوافلُ |
وليت سيوفُ البرق قطع عروقها | فبكلِّ فجٍّ شاريانٌ سائلُ |
أبلغ أبا العباس أنك فاحصٌ | حتى تبلَّ جوى ثراه فواغلُ |
منى وأطباقُ الصعيد حجابهُ | عني فكيفَ تخاطبٌ وتراسلُ |
سعدت جنادلُ ألحفتك على البلى | لا مثلَ ما شقيتْ عليك جنادلُ |
أبكيك لي ولمرملين بنوهم ال | أيتامُ بعدك والنساءُ أراملُ |
ولمستجيرٍ والخطوبُ تنوشه | مستطعمٌ والدهر فيه آكلُ |
متلوّم العزماتِ لا هو قاطنٌ | في داره قفراً ولا هو راحلُ |
أودى به التِّطوافُ ينشدُ ناصرا | فيضلّ أن يلقاه إلا خاذلُ |
حتى إذا الإقبال منك دنا به | أنساه عندك عامُ بؤسٍ قابلُ |
ولمعشرٍ طرقُ العلوم ذنوبهم | في الناس وهي لهم إليك وسائلُ |
كانوا عن الطلب الذليل بمعزلٍ | ثقة ً وأنت بما كفاهم كافلُ |
قطعَ الجدا بهم وقد قطع الردى | بك أن يُظنَّ تزاوُرٌ وتواصلُ |
وعصائب هي إن ركبت مواكبٌ | تسعُ العيونُ وإن غضبتَ جحافلُ |
تفري بأذرعها الكعوبُ كأنّها | تحت الرماح على الرماح عواملُ |
لو كان في ثعلٍ بموتك ثأرها | ما عاش من ثعلٍ عليكَ مناضلُ |
نكروا حلومَك والمنونُ تسوقها | حقّا وأنت مدافعٌ متثاقلُ |
قعد البعيدُ وقام عنك متاركا | ما جاء يقضيك القريبُ الواصلُ |
ولجَ الحمامُ إليك بابا ماشكا | غيرَ الزحامِ عليك فيه داخلُ |
مستبشرا بالوفد لم يجبهْ به | ردّ ولم يُنهرْ عليه سائلُ |
لم يغنك الكرمُ العتيدُ ولا حمى | عنك السماحُ ولا كفاك النائلُ |
كنت الذي مرُّ الزمان وحلوهُ | فيمن يصابر عيشه ويعاسلُ |
فغدوتَ ما لك في عدوّك حيلة ٌ | تغنى ولا لك من صديقك طائلُ |
والموتُ أجورُ حاكمٍ وكأنه | في الناس قسما بالسويّة عادلُ |
لا اغترّ بعدك بالحياة مجرّبٌ | عرفَ الحقوقَ فلم يرقهْ الباطلُ |
يا ثاويا لم تقض حقَّ مصابه | كبدٌ محرَّقة وجفنٌ هاملُ |
أفديك لو أن الردى بك قابل | من مهجتي وذويَّ ما أنا باذلُ |
ما بال أوقاتي بفقدك هجَّرتْ | ولقد تكون لديك وهي أصائلُ |
قد كنتُ ملتحفاً بمدحك حلَّة ً | فخراً تجرُّ لها عليَّ ذلاذلُ |
فاليوم أشكرك الصنيعَ مراثياً | خرسَ المشبِّبُ عندها والغازلُ |
تصف الغليل بناتها أبياتها ال | أيتامُ وهي عليك أمٌّ ثاكلُ |
مما طربتَ له الطويلَ وشاغلٌ | عنه يسدّ اليومَ سمعك شاغلُ |
هل يُرضينَّك جهدُ ما أنا قائل | إذ لا غناءَ بجهد ما أنا فاعلُ |
يا ليثُ لا يبعدْ حماك وإن خلا | منك العرينُ فإن شبلك باسلُ |
لكفاك يحفظ ما بنيت من العلا | سامٍ إلى غاياتها متطاولُ |
يقظانُ تعرف فيه مبتدئاً كما | قال ابن حجرٍ من أبيه شمائلُ |
طبْ في الثرى نفساً فوفدك حوله | زمرَ الثناءِ وربعُ مجدك آهلُ |
لا تحسبنَّ وسعدٌ ابنك طالعٌ | يحتلّ برجك أن سعدك آفلُ |
ما أنكر الزوَّارُ بعدك وجهه | في البدر من شمس النهار مخايلُ |
أجمل له يا سعدُ واحمل وزره | ما طال باعٌ أو أطاعك كاهلُ |
وأنا الذي يرضيك فيه باكيا | ويسرُّه بك في الذي هو قائلُ |
موليكما الشكرَ الذي لا لفظُهُ | خلقٌ ولا معناه رثٌّ حائلُ |
يتشاهدون له بأنْ ما فيه لي | يومَ المقالِ مناسبٌ ومساجلُ |
بان المصيبُ من المريب وكُشِّفتْ | شبهٌ وقام على الصباح دلائلُ |
والشعرُ أصلفُ أن تغازلَ عذرة | فيه فتخجلَ أو تساحرَ بابلُ |