أنا اليومَ مما تعهدين بعيدُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أنا اليومَ مما تعهدين بعيدُ | تريدين مني والعلاءُ يريدُ |
طوى رسني عن قبضة الحبّ خالعا | قواه وقدماً كنتُ حيث يقودُ |
هوى ً وليالي اللهو بيضٌ وهبتهُ | إليها وأيام الكريهة سودُ |
و هيفٌ رقاقُ موضعِ الهيف فتنني | و هنَّ جسومٌ حلوة ٌ وقدودُ |
دعيني وخلقاً من سنيَّ استفديه | عزيزا فمعدودُ السنين مفيدُ |
و لا تحسبيني صبغَ لونين في الهوى | أتوبُ وتبدو فرصة ٌ فأعودُ |
و لا كامنا في الحيّ أنظرُ سربهُ | على خدعة الأشراكِ كيف أصيدُ |
و حصَّ غرابي يا ابنة القومِ أجدلٌ | بصيرٌ بأوكار الشبابِ صيودُ |
أراكِ تريني ناقصا ونقيصتي | ليالٍ وأيامٌ على ّ تزيدُ |
لكلَّ جديدٍ باعترافكِ لذة ٌ | فما لكِ عفتِ الشيبَ وهو جديدُ |
تأخرتِ بالصمصامِ وهو مصمم | و خالفتِ رأيَ الرمح وهو سديدُ |
متى ضنتِ الدنيا عليّ فأبصرت | لسانيَ فيها بالسؤالِ يجودُ |
إذا كنتَ حرا فاجتنبْ شهواتها | فإن بنيها للزمان عبيدُ |
و بنْ في عيون الناس منهم مباعدا | إذا اشتبهوا واسلم وأنت وحيدُ |
و قل بلسان الحظّ إن خطيبهُ | بليغٌ ومن أعيا عليه بليدُ |
إذا شئت أن تلقيَ الأنام معظما | فلا تلقهم إلا وأنت سعيدٌ |
و ربَّ نجيبٍ كابن أيوب واحدٍ | تراه مع الحالاتِ حيث تريدُ |
صديق وما يغنى صديقك لم يطقْ | ثقيلا ولم يقرب عليه بعيدُ |
أعدُّ سجايا الأكرمين وتنقضي | و أمُّ سجاياه الكرامِ ولودُ |
إذا قمتُ أتلوهنّ قالت ليَ العلا | أعد والحديثُ المستحبُّ يعودُ |
و صدق وصفي والمحبُّ بمعرضٍ | من الريبْ آياتٌ عليه شهودُ |
يدٌ في الندى ماءٌ وقلب إذا التوتْ | عليه حبالُ المشكلات حديدُ |
و مخضوبة الأطرافِ لم تصبِ عاشقا | عميدا وكم أودي بهنّ عميدُ |
قواطع أوصالِ البلاد سوائر | و ما ثار عن أخفافهنّ صعيدُ |
إذا نارُ حربٍ أضرمتْ أو مكيدة ٌ | فهنّ لها وما احترقن وقودُ |
و علمه أن يصنع المجدَ منبتٌ | عريقٌ وبيتٌ في السماء قعيدُ |
و حامون بالرأي الجميع حماهمُ | و وفرهمُ عند الحقوق شريدُ |
مطاعيمُ أرواحِ الشتاء إذا طغت | سواجرُ في أبياتهم وركودُ |
قيامٌ إلى أضيافهم وعليهمُ | و لكنهم عند الملوك قعودُ |
سخا بهمُ أنّ السخاء شجاعة ٌ | و شجعهم أنّ الشجاعة َ جودُ |
وقيتُ من الحساد فيك فكلّ من | يرى ودك الباقي عليَّ حسودُ |
يودون ما أصفيتني من مودة ٍ | و ما أصطفي من شكرها وأجيدُ |
لبعضهمُ من بعضهم متخلصٌ | و تأبى غلولٌ بينهم وحقودُ |
و عذراء مما استنجبَ الفكرُ وارتضى | معقلة في الخدرِ وهي شرودُ |
نجومُ سجاياك الصباحُ إذا سرت | قلائدُ في أعناقها وعقودُ |
إذا يومُ عيدٍ زفها قام ناصبا | لتجهيزِ أخرى مثلها لك عيدُ |
لها بعدما يفنى الزمانُ وأهله | بقاءٌ على أحسابكم وخلودُ |