سائلِ الدَّارَ غنْ سألتَ خبيرا
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
سائلِ الدَّارَ غنْ سألتَ خبيرا | واستجرْ بالدموعِ تدعو مجيرا |
وتعوَّذْ بالذِّكرِ من سبَّة ِ الغد | رِ فلا حبَّ أنْ تكونَ ذكورا |
المغاني أحفى بقلبي منْ العذ | لِ وإنْ هجنَ لوعة ً وزفيرا |
أفهمتني على نحولِ رباها | فكأنِّي قرأتُ منها سطورا |
يا معيري أجفانهُ أنا أغنى | بجفوني الغزارِ أنْ استعيرا |
دمُ عيني بالسَّفحِ حلَّ لدارٍ | لا يرى أهلها دماً محظورا |
ومثيرَ بالعذلِ كامنَ أشوا | في مشيرٍ ولمْ أكنْ مستشيرا |
لا مني في الوفاءِ ماتَ ملوماً | فيه أو عاشَ عاشقاً مهجورا |
يا حداة َ الرِّكابِ لا وألَ القا | صدُ منكمْ غيرَ الحمى أنْ يجورا |
رامة ٌ بي وأينَ راموة ُ مني | أنجدَ الركبُ والهوى أنْ أغورا |
هي دارَ العيشِ الغريرِ بما ضمَّ | تْ قضيباً لدناً وظبياً غريرا |
ما تخيَّلتُ أنَّها جنَّة ُ الخل | دِ إلى أنْ رأيتُ فيها الحورا |
يا لواة َ الدِّيونِ هلْ في قضايا الح | سنِ أنْ يمطلَ الغنيُّ الفقيرا |
لي فيكمْ عهدٌ أغيرَ عليهِ | يومَ سلعٍ ولا أسمَّي المغيرا |
احذروا العارَ فيهِ والعارُ أن يم | سي ذمامي في رعيهِ مخفورا |
أو فردُّوا عليَّ حيرانَ أعشى | ناظراً قدْ أخذتموهُ بصيرا |
أنا ذاكَ اعتبدتُ قلبي وأنفق | تُ دموعي عليكمُ تبذيرا |
فاحفظوا في الإسارِ قلباً تمنَّى | شغفاً أنْ يموتَ فيكمْ أسيرا |
وقتيلاً لكمْ ولا يشتكيكمْ | هلْ رأيتمْ قبلي قتيلاً شكورا |
اعرفوا لي إذا الجوارحُ عوف | ينَ ندوباً في أضلعي وكسورا |
باقياتٍ وقدْ جررنَ عليه | نَّ اللَّيالي معدودة ً والشُّهورا |
نصلَ الحولُ بعدكمْ وأراني | بعدُ منْ سكرة ِ النَّوى مخمورا |
ارجعوا لي أيَّامَ رامة َ إنْ كا | نَ كما كانَ وانقضى أنْ يحورا |
وشباباً ما كنتُ قبلَ نشرِ المشي | يبِ أخشى غرابهُ أنْ يطيرا |
إنْ تكنْ أعينُ المها قدْ أنكرتني | فلعمي لقدْ أصبنَ نكيرا |
زاورتْ خلَّتينِ منِّي إقتا | راً يقذي عيونها وقتيرا |
كنتُ ما قدْ عرفنا ثمَّ انتحتني | غيرٌ لمْ أطقْ لها تغييرا |
وخطوبٌ تحيلُ صبغتها الإب | شارَ فضلاً عنْ أنْ تحيلَ الشُّعورا |
وافتقادي منَ الكرامِ رجالاً | كانَ عيبي في ظلِّهمْ مستورا |
ينضحونَ الفتيقَ مني بأيدٍ | ناعشاتٍ ويجبرونَ الكسيرا |
فارقوني فقلَّلوني وكم كا | ثرتُ دهري بهمْ فكنتُ كثيرا |
ولعمري لربَّما عاثرَ الح | ظُّ على القودِ ثمَّ جاءَ يسيرا |
ولقدْ أبقتْ اللَّيالي أبا الفض | لِ فأبقتْ في المجدِ فضلاً كبيرا |
قسماًبالمقلِّداتِ إلى جم | عٍ عهوناً محبوكة ً وضفورا |
يتلاحكنَ في المضايقِ أو يد | مينَ فيها صلائفاً ونحورا |
كلَّ تلعاءَ كالبنيَّة ِ تعط | يكَ سناماً طوراً وعيناً حفيرا |
سرُّها ما تزيَّنتْ ولأمرٍ | ساءها عجلوا عليها السُّرورا |
بينما أنْ رأيتها وهي ملءُ ال | عينِ حسناً حتى تراها عقيرا |
منحوها ذاتَ الإلهِ فلمْ يف | ترضوها إلاَّ الصفيَّ الأثيرا |
والملبَّينَ حرَّموا اللُّبسَ والطِّي | بَ احتساباً والحلقَ والتَّقصيرا |
هوَّنوا الانفسَ الكرامَ فباعو | ها على الرُّخصِ يشترونَ الأجورا |
يجهدونَ الأرماق أو شهدوا بال | خيفِ ذاكَ المسعى وذاكَ النَّفيرا |
حلفٌ لا تعيثُ بهِ يدُ الحن | ثِ بإفكٍ ولا يكونُ فجورا |
أنَّ كافي الكفاة َ خيرهمْ بال | بيتِ والنَّفسُ أوَّلاً وأخيرا |
منْ رجالٍ إذا انتموا نسبوا بي | تاً منَ المجدِ آهلاً معمورا |
بالمساميحِ الطَّيبينَ بني الطَّيِّ | بِ أضحى سبطُ التُّرابِ عطيرا |
يمترى ماؤهُ عقاراً ويستا | فُ ثراهُ ألوَّة ً وعبيرا |
شرفٌ زاحمَ النُّجومَ على الأف | قِ فأربى عزِّاً عليها ونورا |
درجوا فيهِ سيِّداً سيِّداً قد | ماً وزالوا عنهُ وزيرا وزيرا |
يتواصونَ بالمعالي فيقتا | فُ الفتى الحيُّ منهمْ المقبورا |
وإذا حوسبوا على الحسبِ الأب | عدِ عدَّوا بهرامَ أو سابورا |
ومناجيبُ محصناتُ توَّحد | نَ بأنْ لا يلدنَ إلأاَّ الذُّكورا |
زعماءٌ على الملوكِ غذا ما اع | تورَ الملكُ ناصحاً ومشيرا |
وكماة ٌ على الوسائدِ إما اق | تعدوها يقسِّمونَ الامورا |
غوَّروا غورة َ النُّجومِ وبقُّوا | علماً ردَّ طيهمْ منشورا |
وتصفَّوا منْ ناصرِ الدَّولة ِ ابنا | يشهدُ الفخرُ ظافراً منصورا |
لحقَ الأصلَ ثمَّ سادَ بنفسٍ | ظفرتْ بالنَّدى وزادتْ كثيرا |
فضحتْ بالنَّدى الغمامَ وردَّتْ | بالمساعي شوطَ الرِّياحِ حسيرا |
أنفتْ أنْ ترى لها في بني الدَّه | رِ إذا نوظرَ الرِّجالُ نظيرا |
فامتطتْ وحدها إلى غاية ِ المج | دِ ظهوراً خشناً وطرقاً وعورا |
راكبُ العزِّ في مفاوزها اليه | ماءِ سارٍ لا يركبُ التَّغريرا |
يبتغي حقَّهُ منَ الشَّرفِ الأب | عدِ خوضاً إليهِ أو تشميرا |
وانتهى حيثُ لا يرى النَّجمُ في الأف | قِ صعوداً ولا الهلالُ مسيرا |
تارة ً بالمضاءِ يستدمُ العز | مَ وطوراً يستخدمُ المقدورا |
مدَّ باعاً في الفضلِ طالَ لأمرٍ | كانَ عنهُ باعُ الزَّمانِ قصيرا |
لم يلامسْ خطباً وكانَ جسيماً | في المعالي إلاَّ رآهُ حقيرا |
وأظنُّ استقلالهُ الدِّستَ أنْ ير | كبهُ يملكُ الزَّمانَ السَّريرا |
قهرَ الدَّهر وهو يقهرهُ الجو | دُ فناهيكَ قاهراً مقهورا |
واكتسى حلَّة َ الغنى وسلبنا | هُ فأكرمْ بهِ غنياً فقيرا |
لاحَ فينا فأقمرتْ ليلة ُ البد | رِ وأعطى فكانَ يوماً مطيرا |
وسلونا بجوده الحيِّ أيما | ناً دروساً من الكرامِ دثورا |
وشهدنا نداهُ حقَّاً تقينا | وسمعنا عنهمْ ضجيجاً وزورا |
وروينا بمالهِ الوشلِ العدِّ | وأعطى قومٌ وكانوا بحورا |
وسرى ذكرهُ فلمْ يبقِ يوماً | لهمُ في سماحهمْ مذكورا |
يا أبا الفضلِ والفضائلُ إنْ قا | ضينَ يحكمنَ فيَّ إنْ لا تجورا |
أتناسيتَ أو نسيتَ حقوقاً | لي لم آلكمْ بها تذكيرا |
ووعوداً يكنَّ عندَ الكريمِ ال | عهدِ حتى يفي بهنَّ نذورا |
وغروساً لي في ثراكَ الزَّكيِّ | الرَّطبِ يرجو مثلي بها التثميرا |
وصفاتي على لسانكَ يسمع | نَ الصَّفا الصَّلدَ والفتى الموقورا |
فعلامَ استردَّكَ الدَّهرُ منِّي | مكرهاً بعدَ خبرتي مقسورا |
نعمة ٌ نفِّرتْ ما كنتُ يوماً | بالعطاءِ الهنيِّ منها كفورا |
وعذاري من القوافي تعوَّضتُ | بهنّ التعليلَ والتَّعذيرا |
لمْ يكنْ حجُّها وقدْ جهدتْ في | هِ إلى كعبة ِ العلا مبرورا |
ألظنٍّ وربَّما كانَ إثماً | كنتَ لو قدْ عصيتهُ مأجورا |
لمْ تدنِّسْ عرضاً ولمْ تؤتِ بالذَّن | بِ اعتماداً فيهِ ولا تقصيرا |
لمْ تكنْ صدقتَ بأوَّلِ مدحٍ | ضاقَ ملكٌ عنْ وقتهِ فاستعيرا |
لمتموني فيهِ وربَّ ملومٍ | كانَ في غيبِ أمرهِ معذورا |
هو شعري وفيكَ قيلَ ابتداءً | جاءَ أو كانَ راجعاً مكرورا |
ولعمرو الواشي لقدْ كانَ ذنباً | هيناً لو وهبتموهُ يسيرا |
واعترافي بالهفوة ِ الآنَ يمحو | منْ خبايا الصُّدورِ تلكَ الوغورا |
والقوافي عني عبيدٌ منيبا | تٌ فكنْ لي بالصَّفحِ ربَّاً غفورا |
لكَ أبرزنَ بعدَ أنْ ردَّ عنه | نَّ بعولٌ أسنوا إليَّ المهورا |
وأرى النّزر منْ ودادكَ أو رف | دكَ حظَّاً في مهرهنَّ خطيرا |
باقياتٌ في الدَّهرِ ما بقى الدَّه | رِ وناصى رضمى أخاهُ ثبيرا |
فاستمعها مختومة َ العذرِ أبكا | راً إلى اليومِ ما برحنَ الخدورا |
تتلفُ المالَ لا تبالي إذا أح | رزتَ في الأرضِ كنزها المذخورا |
وإذا ما وجدنَ عرضاً بهيماً | مدلهماً طلعنَ فيهِ بدورا |
عوضاً منْ عتابكَ المرِّ حتى | تشربَ الشُّكرَ منكَ عذباً نميرا |
نعمَ ما تقتني مقيماً وإنْ سا | فرتَ كانتْ إلى النَّجاحِ سفيرا |
فاحتفظْ قاطناً بها اسرِ مغبو | طاً على ملكِ مثلها محبورا |
وتزوَّدْ منها على صحبة ِ الل | هِ متاعاً إذا عزمتَ المسيرا |
وكنْ القرمَ منْ ملوكَ بني مر | وانَ لي أنْ أكونَ فيكَ جريرا |