بكرَ العارضُ تحدوه النُّعامى
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
بكرَ العارضُ تحدوه النُّعامى | فسقاكِ الرِّيَّ يا دارَ أماما |
وتمشَّتْ فيكِ أرواحُ الصَّبا | يتأرَّجنَ بأنفاس الخزامى |
وإذا مغنى ً خلا من زائرٍ | بعدما فارق أو زير لماما |
فقضى حفظُ الهوى أن تصبحى | للمحبّين مناخا ومقاما |
أجتدى المزنَ وما ذا أربى | أن تجودَ المزنُ أطلالاً رماما |
وقليلا فيكِ أن أدعو لها | ما رآني الله أستجدي الغماما |
أين سكانك لا أين همُ | أحجازا أقبلوها أم شاما |
صدعوا بعد التئامٍ فغدت | بهم أيدي الموامي تترامى |
وتبقَّوا كلّ حيرانَ بليدٍ | يسأل الجندل عنهم والرَّغاما |
يا لواة َ الدَّين عن ميسرة ٍ | والضنيناتِ وما كنَّ لئاما |
قد وقفنا قبلكم في ربعكم | فنقضناه استلاما والتزاما |
سعدَ الراكبُ تحتثُّ به | جسرة ٌ تخلط وهدا وإكاما |
تطأ العسفَ فتدمي خفَّها | جبهاتُ الأرض شجّاً ولطاما |
تتنزَّى أنفاً في خلقها | أن تُطيع السوطَ أو ترضي الزِّماما |
تطعمُ البيد إذا ما هجَّرتْ | شبعَ البيداء نقيا وسُلامى |
ماؤها بسلٌ على أظمائها | أو ترى بالنَّعف هاتيك الخياما |
وبجرعاء الحمى قلبي فعجْ | بالحمى فاقرأ على قلبي السلاما |
وترجَّلْ فتحدَّثْ عجبا | أن قلبا سار عن جسمٍ أقاما |
قلْ لجيران الغضا آهِ على | طيب عيش بالغضا لو كان داما |
نصل العامَ وما ننساكمُ | وقصارى الوجد أن نسلخَ عاما |
حمِّلوا ريحَ الصَّبا نشركمُ | قبلَ أن تحمل شيحا وثماما |
وابعثوا أشباحكم لي في الكرى | إن أذنتم لجفوني أن تناما |
وقفَ الظامي على أبوابكم | أفيقضى وهو لم يشفِ أواما |
ما يبالي من سقيتنَّ اللَّمى | منعكنَّ الماءَ عذباً والمداما |
واعجبوا من أن يرى الظَّلمَ حلالا | شارب وهو يرى الخمرَ حراما |
أشتكيكم وإلى من أشتكي | أنت الداء فمن يشفى السَّقاما |
أنتمُ والدهرُ سيفٌ وفمٌ | ما تملاّنِ ضرابا وخصاما |
كلّما عاتبتُ في حظّيَ دهري | زاده العتبُلجاجا وعُراما |
وإذا استرهفتُ خلاًّ فكأني | منه جرَّدتُ على عنقي حساما |
لمتُ أيّامي على الغدرِ فقد | زادت الإجرامَ حتى لا ملاما |
ولزمتُ الصمتَ لا أشكو وصمتي | بعدَ أن أفنيتُ في القول الكلاما |
قعد الناسُ بنصري في حقوقٍ | قعدَ المجدُ يبكِّيها وقاما |
دفعَ اللهُ وحامى عن رجالٍ | قد رعوني لم يضيعوا لي سواما |
كفَّني جودهمُ أن أجتدي | وأبى عزّهمُ لي أن أضاما |
طلعوا في جنح خلاَّتي نجوما | وانتحوا نحو مراميَّ سهاما |
وأضاءت لي أمانيُّ بهم | عشيتْ في الناس تيها وظلاما |
عرفوا بالجود حتى أصبحوا | من وضوحٍ في سواد الدهر شاما |
لم أذمِّم حرمة ً سالفة ً | في معاليهم ولا عهدا قدامى |
ما استفادوا كرما في ولكن | خلقوا من طينة ِ المجد كراما |
من رجال لبسوا الملكَ جديدا | وافتلواناصية َ الدهر غلاما |
روَّضوا العلياءَ حتى اقتعدوا | ظهرها الذّروة َمنه والسَّناما |
وإذا الأيامُ غمَّت أقبلوها | غررا تقدح في الخطب وساما |
ببني عبد الرحيم استحلبتْ | مزنُ الجود وقد كنَّ جهاما |
أولدواأمَّ الندى فالتقحتْ | ببنيها بعدَ أن حالت عقاما |
ورثوا أصلَ العلا فافترعوا | بنفوس ضمنتْ فيها التّماما |
تركوا الناس قعودا للحبى | يشتكون العجز أفواجا قياما |
فتحوا باب الندى واستشهدوا | بزعيم الدين إذ كان ختاما |
جاء مأموما وقامت آية | فيه دلت أنه جاء إماما |
سبق الناسَ قروما قروما قرّحا | جذعٌ ريضَ وما عضَّ اللجاما |
وحوى السؤددَ من أطرافه | فكلا جنبيه أيمانا وساما |
وانتهى في الفضل من حيث ابتدا | ما تثنَّى غصنه حتى استقاما |
ورعى الدولة َ من تدبيره | يقظ العين إذا الذائدُ ناما |
لو رأى الذئبُ قريبا سرحهُ | لعمي من فرقٍ أو لتعامى |
حاطها سيفا ورأيا ولسانا | إن تداهى وتلاحى وترامى |
وشفى أدواءها من معشرٍ | قبلُ طبوُّها فزادوها سقاما |
فهو فيها وأخوه وأخوه | يذبلٌ ساندَرضوى وشماما |
عزماتُ كالمقادير مضاءً | وقضايا كالأنابيب انتظاما |
ويدٌ يرتعد السيفُ بها | وسماحٌ لقَّنَ الجودَ الغماما |
وسجايا تشرب الصهباءَ منها | كلّما أرعشَ رأسا وعظاما |
ومعالٍ كملتْ ما تبتغى | لك فيها زائدا إلا الدواما |
شرفٌ كان عصاميّاً فلم | يرضَ عن كسبك أو صرتَ عصاما |
أنتَ من جاثيتُ أيّامي به | وهي خصمٌ فتحامتني احتشاما |
وتروَّحتُ من الثقل وقد | حفيتْ جنبايَ ضغطا وزحاما |
كم يدٍ أرضعتني درَّتها | بعدَ أن قد كنتُ عوجلتُ الفطاما |
أدركتْ حالي فكانت بالندى | في ضرام الفقر بردا وسلاما |
كنتَ لي أمتنهم حبلَ ودادٍ | في الملمّاتِ وأوفاهم ذماما |
فعلام ارتجعَ الإعراضُ منى | ذلك الإقبالَ والعطفَ علاما |
وكمالنسيانُ والشافعُ لي | يخفرُ الذّكرة َ بي والإهتماما |
وإذا سحبُك عني عبستْ | فمتى آملُ من أرضي ابتساما |
والملالُ المرُّ لمْ فاجأني | من فتى ً كان بحبي مستهاما |
ونعمْ أعذركم فالتمسوا | عذرة المجد إذا ما المجدُ لاما |
وانظروا أيَّ جوابٍ للعلا | إن أتت تغضب لي أو تتحامى |
فتمنَّوا فضلتي واغتنموا | ما وجدتم من بقاياي اغتناما |
واستمدّوها نطافا حلوة ً | تنهلُ الإعراضَ غزرا وجهاما |
تنفض الأرضَ بأوصافكمُ | طبقَ الأرض مسيرا ومقاما |
لو أقيمت معجزاتي فيكمُ | قبلة ً صلَّى لها الشعرُ وصاما |
أو زقا الأمواتُ يستحيونها | نشرت بالحسنِ رمَّاتٍ وهاما |
فاسمعوها عوَّدا وابقوا لها | وزراً ما صرفَ الصبحُ الظلاما |
واستماحت روضة ٌ ربعيّة ٌ | صبحة َ النيروز وطفا ورُكاما |
وسعى الوفدُ يحلُّون الحبى | نحو جمع ويزفّون جماما |
كلَّ يوم للتهاني عندكم | سوقُ ربح في سواكم لن تقاما |