طاف عليهبالرقمتينِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
طاف عليهبالرقمتينِ | طيفٌ على النأي من لبينِ |
خاطرَ لم يدرِ أين جاب ال | سرى ولم يشكُ مسَّ أينِ |
بينزرود إلى أبان | يا شُقّة البعدِ بين ذينِ |
زار وخيطُ الكرى ضعيفٌ | لم يتشبَّثْ بالمقلتينِ |
والركبُ خدٌّ من بعد زندٍ | وكاهلٌ فوق مرفقينِ |
صرعى يصيب الرقادُ منهم | تهويمة ً بين ليلتينِ |
كأنَّ ساقي النعاس عاطى | عيونهم بنتَرأس عينِ |
فلم يرعني إلا وشاحٌ | طوَّق حضنيَّ من بدينِ |
وضمة ٌ بدلتْ مهادا | خشونة َ الأرض لي بلينِ |
جدَّد منا وقال خيرا | سرَّ وإن قال قولَ مينِ |
ثم أطار الدجى فطارت | به جناحا غرابِ بينِ |
زار لأحيا وحان صبحٌ | صيّره زائرا لحيني |
يا راكباوالنخيلمنه | مظنَّة ٌ بعد شدّتينِ |
احمل سلامي إلى أبان | فاحططه عنّيبالبانتينِ |
وحيِّ واسألهما حفيّاً | عن ظبية ٍ أمِّ جؤذرينِ |
تنسبُ قحطانَ من أبيها | وأمّها في الذؤابتينِ |
فالحسن من أجلها يمانٍ | ينمى إلى بيتذي رعينِ |
وقل لقومي من آلكسرى | على تنافي القبيلتينِ |
ولادتي بينكم وقلبي | في يعربٍفاعجبوا لذينِ |
هان دم لي يعزّ فيكم | يا لعزيز المرام هينِ |
لا تطلبوا الثأر عند غيري | فإنّ قلبي قتيلُ عيني |
لام على عفتي حريصٌ | والحرصُ إحدى الشقاوتينِ |
فظنّ ماء الحياة عدلاً | لسفك ماءٍ في الوجنتينِ |
قلتُتنفَّجْ وكد ذليلا | يا رُبَّ عرضٍ في ماضغينِ |
أقسمتُ بالمحرمين شعثا | بين المصلَّى والمأزمينِ |
وما أحلّوا وما أهلّوا | بحجّة ٍ بعد عمرتينِ |
لا قاد ذلُّ الأطماع رأسي | ما دام ليذو الرياستين |
أذمَّ لي أن يذالَ وجهي | أغلبُ منه ذو لبدتينِ |
غيرانُ جاورتهُ فبيتي | في الأرض بيتٌ في الفرقدينِ |
زحمتُ دهري به فأمسى | جنبيَ أقوى العريكتينِ |
وبات عزّي منه ونصري | في عامل الذابل الرُّديني |
أبيضُ من طينة ٍ خلاصٍ | ما شابها خالطٌ بشينِ |
لملمها المجدُ وهي منه | تبرقُ ما بين الراحتينِ |
ناولها خالها أبوها | بيضاءَ ملساءَ الجانبينِ |
ينبيك من في الزمان منها | عن حسبيها المقدَّمينِ |
دوحة ُ مجدٍ لها ثمارٌ | حظُّ فمٍ ما اشتهى وعينِ |
بهبة ِ الله يستدلّ ال | رُّوَّادُ منها على الحسين |
عالِ بكفَّي أبي المعالي | ذروة ثهلانَأو حنينِ |
واستسق خلفيهما وأهوِنْ | إذا استهلاّ بالمِرزمينِ |
ففيهما ديمتا سماح | عصراهما غير زائلينِ |
تمطر حمراً لنا وبيضا | حياً من التبرِ واللجينِ |
أناملٌ كلّهنَّ غصنٌ | روضته بين إصبعينِ |
أروعُ سلَّ الإقبالُ منه | عضبا طريرا لصفحتينِ |
إذا مضى في وغى ً وشورى | نزا فقدَّ الضريبتينِ |
من صيغة الله لم يُثلَّم | ولم يُذله طِراقُ قينِ |
ناهزَ حلمُ الكهول طفلا | وساد بين التميمتينِ |
فكان في مهده وقارا | كأنه في الوسادتينِ |
يا فارس المشرفِ المعالي | كجدولٍ بين أشبتينِ |
صاغ لك الأفقَ ذاتَ طوقٍ | هلالها بين كوكبينِ |
يمدُّ في سبقه بعرقٍ | سرى إليه من سابقينِ |
يصرف عن لاحقٍأبيه | وجها إلى خالهالغضينِ |
ذلّت له الأرض لم تذلَّلْ | من قبله تحت حافرينِ |
أربعة ٌ في الثرى وقوعٌ | ما بين نسرين طائرينِ |
يا سربهِ الجزعَ من دجيلٍ | حديقة ً بين جنتينِ |
مسافة لا يطول فيها | مدى ً على ذي قصيرتينِ |
ولا يراعي بها دليلٌ | صوبَ سماكٍولا بُطينِ |
لو رمتُ إبلاغها بسوقي | بلغتها كلَّ ساعتينِ |
وقل لناءٍ قلبي إليه | شرارة ٌ بين جمرتينِ |
ما كسيتْ بعدك المعالي | فخرا ولا حلِّيتْ بزينِ |
ولا عرفنا منها لياءٍ | ولا لللامٍ ولا لعينِ |
كنتَ أباها من قبل تكنى | بها وقبل المكنِّيينِ |
مولودة ٌ منك لا بأمٍّ | والخلق ما بين والدينِ |
ووجهُبغدادَ مقشعرٌّ | مقفلُ ما بينَ الحاجبينِ |
غبتم وغاب السرور عنها | فقلبها بين غائبينِ |
بانت مجاليكمُ مساءً | عنها وصبحا بالنيّرينِ |
فنحن نمسي فيها ونضحي | نخبط ما بين ظلمتينِ |
فراجعوها ذكرى لجنبيْ | دجلة َ فيها والشاطئينِ |
واحنوا لملكٍ عودتموه | حنوَّ برَّين حانيينِ |
زال وزلتم فقد عرته | ندامة ٌ بين العبرتينِ |
تاب وتاب الواشي إليه | والعفوُ ما بين توبتينِ |
والتفتوا تنظروا عداكم | حيّاً غدا بين ميتتينِ |
وشارداً فاته مناه | يأكل غيظا لحم اليدينِ |
عادٌ من الله في علاكم | نيطت بحبلٍ ذي مرَّتينِ |
يغنى بها محصدا قواها | حمدا لربّ العنايتينِ |
غداً تُقضَّى إليَّ فيكم | نقدا ويقضي الزمانُ ديني |
فكلّ يوم للشعر فيكم | عائفة ٌ بين زاجرينِ |
تجري ولم تتَّهم بدعوى | ولم تطالبَ بشاهدينِ |
صادقة َ الوعد لي عليها | معجزة ٌ بالدلالتينِ |
سيَّرتُ فيكم راياتِ مدحٍ | تخفقُ عنى في الخافقينِ |
لكم فتوحي بها وختمي | والناس من بعدُ بينَ بينِ |
تغشاكمُ غيّبا شهودا | على دنو منكم وبينِ |
يحوب مطرى قوم وشعري | في مدحكم ذو الشهادتينِ |
منعتُ ظهري بكم فخورا | بجانبيّ المحصَّنينِ |
فما أبالي صرفَ الليالي | وأنتمُ بينها وبيني |