أإن تحدَّث عصفورٌ على فننِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أإن تحدَّث عصفورٌ على فننِ | أنكرتُ يومَ اللّوى حلمي وأنكرني |
ما كنتُ قبل احتبالي في الحنينِ له | أخافُ أن بُغاثَ الطير تقنصني |
زقا فذكَّرني أيامَ كاظمة ٍ | عمارة الدار من لهوٍ ومن ددنِ |
أشتاق ميّا ويشكو فقدَ أفرخهِ | لقد أبنتُ عن الشكوى ولم يبنِ |
دلَّت على الحزنِ ريشاتٌ ضعفن به | عن نهضة ٍ ودليلُ الحبِّ في بدني |
من راكبٌ حملت خيرا مطيّته | بل ليتها موضعَ الأرسانِ تحملني |
مذكِّرٌ تسعُ الحاجاتِ حيلته | إذا ندبتُ إليها ضيّقَ العطنِ |
عج بالقبابِ على البيضاء تعمرها | بيضٌ تخالُ بها البيضاتِ في الوكنِ |
فاصدع بذكري على العلاّت واكنِ لهم | عن ميَّة ٍ بهن إن شئتَ أو بهنِ |
وقل مضلٌّ ولكن من نشيدتهِ | شخصٌ تولَّد بين البدرِ والغصنِ |
عنَّتْ له أمُّ خشفٍ من كرائمهم | سمَّى الهوى عينها جلاَّبة َ الفتنِ |
رأت مشيبا يروع اللحظَ واستمعتْ | شكوى فأصغت لأمر العين والأذنِ |
عافت من الشيب وسما ما اغتبطتُ به | يا ليت عالطَ هذا الوسمِ أغفلني |
زمَّت قناعا وأحرى أن تنصِّفه | إن افتلتْ رأسها يوما يدُ الزمنِ |
وما عليها ونفسُ الحبّ سالمة ٌ | من ناعياتٍ تحاشيها وتندبني |
لها شبابُ الهوى منّى ونضرته | والشيبُ إن كان عارا فهو يلزمني |
وإن تكن باختلاف الشَّعر معرضة ً | تنكّرتني فبالأخلاق تعرفني |
أنا الذي رضيتْ صبري ومنزهتي | وعودي الصُّلبَ والأيامُ تغمزني |
قد أرغم الدهرَ تهويني نوائبه | من عزَّ بالصبر في الأحداثِ لم يهنِ |
إن سرَّ أو ساء لم تظفرْ مخالبه | منّى بموضع أفراحي ولا حزني |
والمالُ عنديَ ماءُ الوجه أخزنُهُ | فإن وجدتُ فمالي غيرُ مختزنِ |
ولي من الناس بيتٌ من دعائمه | أمُّ النجوم إذا استعصمتُ يعصمني |
بيتٌ سيوفٌ بني عبد الرحيم به | تحمي حمايَ وتدمي من تهضَّمني |
لبستُ نعمتهم فاستحصدتْ جنناً | عليّ والدهر يرميني بلا جننِ |
علقت منهم ملوكا بالعراق محوا | بجودهم كرم الأذواءمن يمنِ |
ما ضرّني بعدما أدركتُ عصرهمُ | ما فاتَ من عصرذي جدنٍ وذي يزنِ |
عمُّوا ثرايَ بسحبٍ من نوالهمُ | وخصَّني فضلُ سيبٍ من أبي الحسنِ |
رعى عهوديَ يقظانا بذمَّتها | محافظٌ لا يبيع المجدَ بالوسنِ |
أغرُّ لا تملك الأيامُ غرَّته | ولا ينام على ضيم ولا غبنِ |
يُدوي عداه ويُذوي عودَ حاسده | غيظا وينمى على الشحناء والإجنِ |
ضمَّ الكمالُ جناحيه على قمرٍ | في الدَّست يجمع بين الفتك واللسنِ |
ترى المدامة َ من أخلاقه عصرتْ | والموتَ إن لم يكن أمرٌ يقول كنِ |
كالشهد تحلو على المشتار طعمته | وقد مرى لينه من مطعم خشنِ |
جرى ولم تجرِ غاياتُ السنينَ به | لغاية ِ المجد جرى القارحِ الأرنِ |
مخلَّقا قصباتُ السبق يفضلُها | ملقى الشكيمة ِ خرّاجا من الرَّسنِ |
كفى أخاه التي أعيى القرومَ بها | عينُ الكفاة فلم يضرع ولم يَهنِ |
عافَ الأجانبَ واسترعاه همَّته | موفَّقٌ بأخيه عن سواه غني |
أدّيتَ مع لحمهُ القربى أمانته | وكلُّ من نصطفيه غيرُ مؤتمنِ |
فكلُّ ما نال بالتجريب محتنكٌ | مجرِّبٌ نلته بالظَّنّ والفطنِ |
عناية ُ الله والجدُّ السعيدُ بكم | وطبنة ُ المجدِ والعلياءُ في الطَّبنِ |
علوتَ حتى نجومُ الأفق قائلة ٌ | حسدتهُ وتساوقنا فأتعبني |
وعمَّ جودك حتى المزن تنشدهُ | هذي المكارم لا قعبانِ من لبنِ |
ظفرتُ منك بكنزٍ ما نصبتُ له | سعيا ولا كدَّني معطيه بالمنن |
مودة ً ووفاءً منصفا وندى ً | سكباً ورأياً بشافيّ السلاح عني |
أكذبتُ قالة َ أيامي وقد زعمت | للضيم أنّ زعيم الملك يسلمني |
وما ذممتُ زماني في معاتبة ٍ | وحجَّتي بك إلا وهو يخصمني |
فلا يُغرْ كوكبٌ منكم ولا قمرٌ | إذا ضللتُ تراءى لي فأرشدني |
ولا تزلْ أنت لي ذخرا أعدُّك مس | تثنى ً إذا قلتَ لي من في الخطوب مَنِ |
وسالمتك الليالي باقيا معها | حتى ترى الدهرَ همَّاً أو تراه فني |
وراوح المهرجانُ العيدَ فاختلفا | عليك ما جرت الأرواح بالسفنِ |
وقفا على المدح منصوصا إليك به | محدوّة العيس أو مزجورة ُ الحصُنِ |