سلْ في الغضا وصبا الأصائل تنفحُ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
سلْ في الغضا وصبا الأصائل تنفحُ | هل ريحُ طيبة َ في الذي يستروحُ |
و هل النوى وقضاؤها متمردٌ | تركتْ برامة َ بانة ً تترنحُ |
أم شقَّ ليلَ الغورِ عن أقمارهِ | بعدي يدٌ تمطو وطرف يطمحُ |
أهلُ القباب وَ من بهم لمصفدٍ | بالبعد أتلعَ بالعراق وأبطحزا |
جعلوا اللوى وعدَ اللقاء فقربوا | و رمتْ تهامة ُ دونهم فتنزحو |
و وراءهم عينُ الغوير وهامة ٌ | رعناءُ من أجإٍ ورحبٌ صحصحُ |
وَ سيالُ طيًّ في رؤوس صعادها | و الخيلُ تزبنُ في الحديد وترمحُ |
فمن المطالبُ والغريمُ ببابلٍ | و الدينُ يحجبه الأراكُ و توضح |
يا موردي ماءَ النخيل هناكمُ | أن تعذبوا وشروبُ دجلة َ تملحُ |
هل في القضية ِ عندكم من نهلة ٍ | تروي بها هذي القلوبُ اللوحُ |
تردُ الغرائبُ آنساتٍ بينكم | و أسيركم يجدُ الفراتَ فيقمحُ |
لا سكرة ُ البلوى ببابلَ بعدكم | تصحو ولا ليلُ البلابلِ يصبحُ |
كم سهمِ رامٍ عندكم أهدفته | قلبي ولكن تقتلون ويجرحُ |
و تملحت لي ظبية ٌ غورية ٌ | سنحتْ وظبيتكم بنجدٍ أملحُ |
إما عدتْ عنكم بسيطة ُ عامرٍ | فطراة ُ شيبة َ بالمناسم يرضحُ |
و الحرتان وزندُ ناجرَ فيهما | إما يشبُّ لظى ً وإما يقدحُ |
فلكمْ على الزوراءِ من متعلقٍ | بشكيمتي شعفا ورأسي يجمعُ |
و كريمة ِ الأبوين أطرقُ بيتها | و الليلُ بابن سمائه متوضحُ |
و على ّ من ثوبي هواي وعفتي | شوقٌ يبلُّ وخلوة ٌ لا تقبحُ |
و محجب الأبوابِ في ربعانه | أضحت مغالقه لشعري تفتحُ |
تتراحم الآمالُ حولَ بساطه | عظما ولي منه المكانُ الأفيح |
رفضَ الكلامَ الوغدَ يعلم أنه | يهجي سوى فقري بما هو يمدحُ |
و مشى يجرُّ قلائدي متخايلا | فيها يقلدَّ درها ويوشحُ |
و على السدير و حيرة النعمان لي | من خاطبٍ لو أنّ وديَ ينكحُ |
و فتى ً ذؤابة ُ هاشمٍ آباؤه | ديناً وبيناه منى ً و الأبطحُ |
رضعَ النبوة َ وارتبي في حجرها | جذعا على طول الإمامة يقرحُ |
و رمى بطرفيه السماءَ فلم يفت | طرفيه من ذلك المجرة ِ مطرحُ |
عمرو العلا أدته عن عمرو العلا | أمٌّ متممة ٌ وفحلٌ ملقحُ |
شرفٌ إلى الزهراء مسرى عرقهِ | و على الوصيَّ فروعه تترشحُ |
تتهابطُ الأملاكُ بين بيوته | و تطير وهي بهديه تستنجحُ |
يا راكبَ الوجناءِ ينقل رحلهُ | عنقٌ لها ذللٌ وذيلٌ ملوحُ |
تمضي عزوفا لا تغرّ ببوها | يلقى السقائطَ بالفلاة ِ ويطرحُ |
و اذا أراها الخمسُ ماءَ عشية | عدته قانعة ً لآخرَ يصبحُ |
بلغ كأنك مفصحا غيلانُ وان | تفض الطريقَ كأن عنسك صيدحُ |
الكوفة ُ البيضاءَ أنَّ بجوها | قمرا تغاظ به البدورُ وتفضحُ |
عرجْ وقل لأبي عليًّ مالئا | أذنيهِ حيتك الغوادي الروحُ |
و سقتك كفك فهي أغزرُ ديمة ً | ما فلصتْ عنك السحابُ الدلحُ |
و ازداد مجدك بسطة ًز إنارة ً | و علوُّ جدك والجدودُ تطوحُ |
فتَّ الصفاتِ فلجلجَ المثني بما | تولي وأعجمَ في علاك المفصحُ |
فالبدرُ تمَّ وأنت أكملُ صورة ً | و البحرُ عمّ وأنت منه أسمحُ |
و الخادرُ الحامي حمى أشبالهِ | لك عن وليجة ِ غابه يتزحزحُ |
تركتْ سيادتها العشيرة ُ رغبة ً | لك في اقتبالك وهي بزلٌ قرحُ |
و رأتْ زئيرك دونها فتأخرت | و ثعالبُ الأعداءِ فيها تضبجُ |
جمعتَ ألفة َ عزها وعزيبها | بقنا العدا طردا يشلُّ ويسرحُ |
و شفتْ سيوفك من بني أعمامها | داءً تضيقُ به الصدورُ وتبرحُ |
دينٌ شكوت إلى الحسامِ مطالهُ | فقضاه والسيفُ المشاورُ أنصحُ |
دمنٌ على القربي تزيدُ عداوة ً | فخروقها ما بينكم لا تنصحُ |
حسدوا تقدمَ فضلكم فحقودهم | لا تنطفي وفسادهم لا يصلحُ |
زحموك أمس فعاركوا ملمومة ً | صماءَ يوقصُ ركنها من ينطحُ |
فسقيتهم كأسا مجاجتها الردى | شربوا على كرهٍ لها ما يجدحُ |
يا جامعَ الحسناتِ وهي بدائدٌ | و مرب روضِ الفضل وهو مصوحُ |
كفٌّ تخفُّ مع الرياح سماحة ً | و مهابة ٌ تزن الجبالَ وترجحُ |
قد جاءت الغرر الغرائبُ طلعا | كالشهب تثقبُ في الدجى وتلوحُ |
ثمرٌ بغرسك قد حلتْ مجناتهُ | و نتائجٌ من بحر فكرك تلقحُ |
فنطقن والأشعار خرسٌ عندنا | و نجون سبقا والقوافي طلحُ |
فكأنَّ روضَ الحزنِ تنشره الصبا | ما ظلتُ من قرطاسها أتصفحُ |
فسوادها من ناظري ما يمحي | و سدادها من خاطري ما يبرحُ |
ألفتها من جوهرٍ في النفس لا | يفنى ومعدنِ فكرة ٍ لا ينزحُ |
نظمتْ ليَ الحسنَ المبرز والهدى | فكأنني بنشيدهنَّ أسبحُ |
و أما وذرعكِ في العلاء فإنه | قسمٌ لباع الصدقِ فيه مسرحُ |
ما خلتُ صدقَ القول شخصا ماثلا | يهدى وأن الرفد سحرٌ يمنحُ |
جاريتها متحذرا من سبقها | و البرقُ يكبو عن مداي ويكبحُ |
و متى أقوم مكافئا بجزائها | و نداك مفترعٌ بها مستفتحُ |
كرمٌ تطلع من شريفِ خلائقٍ | أصفى من المزن العذابِ واسجحُ |
لم أرمه بسهام تقديرٍ ولم | أطرح له الآمالَ فيما أطرحُ |
فلترضينك إن قبلتَ معوضة ٌ | مما أصونُ بحائلٍ تتنفحُ |
سيارة ٌ في الخافقين فذكرها | ذكرُ الغمائم باكرٌ متروحُ |
تجزي الرجالَ بصدقهم فصديقها | في غبطة ٍ وعدوها لا يفرحُ |
مجنوبة ٌ لك لا تزال جباهها | أبدا على السبق المبرحِ تمسحُ |
فامدد لها رسنَ الرجاءِ فإنها | بالودَّ تشكمُ والكرامة ِ تشبحُ |
مهما تعرضُ للرجالِ بدينها | فمديحها لك بالغلوّ يصرحُ |