ما لكمُ لا تغضبون للهوى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ما لكمُ لا تغضبون للهوى | و تعرفون الغدرَ فيه والوفا |
إن كنتمُ من أهله فانتصروا | من ظالمي أو فاخرجوا منه براَ |
أما ترون كيف نام وحمى | عيني الكرى فلم ينم ظبيُ الحمى |
و كيف خلاني بطيئا قدمى | عنه ومرّ سابقا مع الونى |
غضبانُ يا لهفيَ كم أرضيته | لو كان يرضى المتجنى بالرضا |
ما لدليلٍ نصلتْ ركابهُ | من الدجى حاملة ً شمسَ الضحى |
ضلَّ ولو كان له قلبي اهتدى | بناره أو شام جفنيَّ سقى |
قالوا الغضا ثم تنفستُ لهم | فهم يدوسون الحصا جمرَ الغضا |
بين الحدوج مترفٌ يزعجهُ | لينُ مهادٍ ورفيقاتُ الخطا |
عارضني يذكرني الغصنَ به | و أين منه ما استقام وانثنى |
حيَّ وقربْ بالكثيب طارقا | من طيف حسناءَ على الخوفِ سرى |
عاتبَ عنها واصفاً مودة ً | ما أسأرتْ إلا علالاتِ الكرى |
أضمُّ جفنيَّ عليه فرقاً | من الصباح وعلى ذاك انجلى |
كأنني عجباً به وشعفاً | محبة ُ العمدة ِ في حبَّ العلا |
شمرَ للمجدِ وما تشمرتْ | له السنونَ يافعٌ كهلُ الحجا |
و قام بالرأي فكان أولُ | من رأيه وآخرُ الحزمِ سوا |
سما إلى الغاية حتى بلغتْ | همتهُ به السماءَ وسما |
فابن الملوك بالملوك يقتدى | و ابن البحار بالبحار يبتغى |
سكنتموها فاضحين جودها | مبخليها بالسماحِ والندى |
نشلتم الملكَ وقد تهجمتْ | سائلة ٌ بلغت الماءَ الزبى |
و اعترضت وجهَ الطريق حية ٌ | صماءُ لا تصغى لخدعاتِ الرقى َ |
أنكر فيها الملكُ مجرى تاجهِ | و قام عن سريره وقد نبا |
لفتْ على العراق شطراً وانثنت | لفارسٍ فدبَّ سمٌّ وسرى |
لم تدرِ أنَّ بعمانَ حاوياً | ما خرزاتُ سحرهِ إلاّ الظبا |
يتركها تفحصُ عن نيوبها | درداءُ تستافُ الترابَ باللها |
سبقاً أتتك وحمتك حسرا | عن هذه الدولة هاذاك العشا |
مهلا بني مكرمَ منْ سماحكم | قد أثمر المصفرُّ واخضرّ الثرى |
إن كنتم الغيثَ تبارون به | فحسبكم ما يفعل الغيثُ كذا |
يا نجمُ كانت مقلتي تنظرهُ | حتى استنار بدرَ تمًّ واستوى |
صحبتهُ ريحانة ً فلم يزل | دعاى حتى طال غصنا ونما |
اذكرْ ذكرتَ الخيرَ ما لم تنسهُ | من صحبتي ذكركَ أيامَ الصبا |
و حرمة ً شروطها مكتوبة ٌ | على جبين المجدِ راعوا حقَّ ذا |
ما نعمة ٌ تقسمها إلا أنا | بها أحقُّ من جميع منْ ترى |
أيُّ جمالٍ زنتني اليومَ به | زانك بين الناس من مدحي غدا |
لا تعدمَ الأيامُ أو عبيدكم | نعماء منكم تحتذى وتجتدى |
و لا تزل أنتَ مدى الدهر لنا | كهفا إلى أن لا ترى الدهرَ مدى |
كلُّ صباحٍ واجهتك شمسهُ | عيدٌ وكلُّ ليلة ٍ ليلُ منى |
إن نحروا فرضاً فقم نافلة | فانحر عداك حسداً بلا مدى |
و ابقَ على ما قد أحلَّ محرمٌ | و ما دعا عند الطوافِ وسعى |