أرشيف المقالات

لا للتعدد في المعاصي والتقلب فيها

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
لا لتعدد الزوجات عندما يكون ضرره أكثر من نفعه، ولا للتعدد عندما يكون بدون الشروط والضوابط، ولا للتعدد عندما يكون على حساب السعادة والاستقرار والأمان وطاعة الرحمن.
 
صحيح أنه ليس بحرام تعدد الزوجات بالشروط والضوابط، بل هو مطلوب لمن كان لديه القدرة، ويأمن على نفسه عدم الظلم .
 
ولكن لا وألف للتعدد عندما يكون للمعاصي والموبقات، واقتراف الفواحش والمنكرات، فالمعصية حرام ولو كانت واحدة فكيف بها إذا تعددت؟
والسؤال هل يمكن أن تتعدد المعاصي؟
نعم وللأسف، فكما أن البعض يحب التعدد في الطاعات والقربات، ويضرب بسهم في كل نوع منها، البعض الآخر من الناس يحلو له التعدد في المحرمات، فيتنقل والعياذ بالله من معصية إلى أخرى، والشيطان يشجعه ويؤزه أزا ويزين له الموبقات، ويسهل له الطرقات، ويوجد له المبررات، فتجده يتنقل بينها ليل نهار، صيف شتاء، بل أحيانا يسافر لها، ويقطع المسافات الطويلة ويتحمل الأعباء المالية الكثيرة، ويهجر الأهل والأوطان من أجل الفساد والطغيان.
 
ويقع في الظلم والظلمات، يظلم نفسه ويظلم أقاربه، ويظلم الآخرين، وقد يعتبر ذلك ذكاءً وفطنة ودهاء، وهو يعرف أنه يأكل الحرام.
 
فالتعدد هنا حرام يضر بصاحبه في دنياه وآخرته، ويجر له الكثير من المتاعب في حياته وبعد مماته أكثر من تعدد الزوجات بكثير.
 
المشكلة أحيانا نجد من يعترض على تعدد الزوجات ويشن هجوما تلو آخر على المعددين، ولكنه يسكت أمام المعددين في المعاصي، بل ويضحك لهم وينبسط معهم، وكأن لسان حاله يقول: لا حرج عليكم، وربما يشجعهم في غيّهم ولهوهم وتعددهم دون أن يعلم أنه بذلك شريك لهم في الإثم والوزر، والخطر يشمله مثلهم، ويحشر في زمرتهم "فالمرءُ مع من يحب".
 
فانتبه يا عبدالله لنفسك، مثلما تخاف من التعدد المباح، فكن أكثر خوفا من التعدد الحرام، واحذر أن تكون شريكا لهم أو داعما ومشجعا، بل لا تكن راضيا على فعلهم هذا، فهو منكر، وأنت مطالب بإنكاره وتغييره بيدك إن استطعت وإلا بلسانك وكلامك معهم بتركه، وأقل القليل إن أعياك الكلام وخرس اللسان ابتعد وفارق المجلس والمكان، واحمل غيرة في قلبك يعلمها الله الواحد الديان، تلقاه بها يوم طلب النجاة والغفران، فتنجو بنفسك قبل أن تقف بين يديه نادما خسران حيران.
 
اللهم ارزقنا التعدد في الطاعات والخيرات والصالحات، وابعدنا عن المعاصي قليلها وكثيرها، واجعلنا من عبادك الصالحين المصلحين.
_______________________________________
الكاتب: د.
سليمان الحوسني

شارك الخبر

المرئيات-١