حماها أنْ تشلَّ وأنْ تراعا
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
حماها أنْ تشلَّ وأنْ تراعا | رصيدُ الكيدِ ما حملَ استطاعا |
هصورٌ تقبضُ الأقدارُ عنهُ | حبائلها إذا بسطَ الذِّراعا |
ذكيُّ العينِ أغلبَ لمْ تزدهُ | ممارسة ُ العدا إلاَّ امتناعا |
يبيتُ بنفسهِ جيشاً لهاما | ويكفيهِ توحُّدهُ الجماعا |
إذا ذعرَ الطّريدة َ لمْ يجرها | هوتْ خفضا أو اطلعتْ يفاعا |
يشمُّ الرِّزقُ عنْ مسرى ثلاثٍ | فيقطعها على سغبٍ تباعا |
تكلِّفهُ الدَّماءُ ملبَّداتٌ | لهُ بالغابِ تنظرهُ جياعا |
لهُ ثقة ٌ بأوبتهِ نجيحاً | يطاولها الهمامُ أو النزاعا |
إذا نصلتْ مخالبها لغوباً | أعادَ خضابها العلقُ المتاعا |
يغاديهاالغريضُ ويعتشيها | شبولاً أوْ تتمُّ لهُ سباعا |
فكيفَ يخافُ سائمها عليها | وما يحفظْ أسامة ُ لنْ يضاعا |
رعتْ وادي الأمانِ بهِ وراحتْ | رواءً منْ مشاربها شباعا |
تضيقُ على كراكرها خطاها | إذا صاحَ الحداة ُ بها الوساعا |
مضتْ بجنوبها عرضاً وطولاً | فما تسعُ الحبالُ ولا النَّساعا |
كفاها عمدة لإ الملكِ الولايا | وأفرشها النَّمارقُ والنّطاعا |
ومدَّ لها منَ الإحسانِ ظلاًّ | يفيءُ بهِ الحدائقَ والوقاعا |
وقدْ تامَ الرُّعاة ُ وغادروها | على جرَّاتها نهباً مشاعا |
تواكلها الحماة ُ وتصطفيها | ولاة ُ السُّوءِ بزلاً أو جذاعا |
إذا حامتْ لوردِ العدلِ قامتْ | عصيُّ الجوعِ تطردها تباعا |
فحرَّمَ سرحها وحنا عليها | وضمَّ سروحها بدداً شعاعا |
فتى ً إنْ مدّتْ الجوزاءُ كفّا | لها خرقاءَ مدّ يداً صناعا |
فقرَّتْ في معاطنها ودرَّتْ | وباركتِ المنائحَ والقراعا |
وفي الكافي وقدْ عجزتْ رجالٌ | علتْ حظَّاً ولمْ تعلو اضطلاعا |
ونالَ بحقِّهِ ما نالَ قومٌ | فشا غلطُ الزَّمانِ بهمْ وشاعا |
أضيفوا في العلا نسباً دخيلاً | فعدّوُها الزَّعانفَ والكراعا |
زوائدَ مثلما ألصقتَ ظلما | بثوبٍ لا خروقَ بهِ الرِّقاعا |
وما قرعوا على النَّعماءِ باباً | ولا بسطوا إلى العلياءِ باعا |
تعاطوها مكلفة ً كراهاً | وقمتَ بها مولَّدة ً طباعا |
وملَّككَ السِّيادة ُ عرقُ مجدٍ | تليدٍ كانَ إرثاً لا ابتياعا |
حضنتَ بحجرها وسقتكَ درَّاً | بخلفيها فوفّتكَ الرِّضاعا |
وجئتَ ففتَ عزَّ الأصلِ حتّى | فرعتَ بنفسكَ الأفقَ ارتفاعا |
نظمتَ الملكَ منخرطاً بديدا | وقمتَ بحفظهِ ملغى ً مضاعا |
شعبتْ قناتهُ ولقدْ تشظَّتْ | معاقدها وصوماً وانصداعا |
ورشتَ فطارَ وهوَ أحصُّ ترمي | محلِّقة ُ النُّسورِ بهِ الضِّباعا |
على حينِ النزيُّ رأى المداوي | وحطَّ مخمِّرُ الشَّرِّ القناعا |
وقامَ الدَّهرُ يجذبُ كلَّ عنقٍ | معظَّمة ٍ فيوطئها الرِّعاعا |
وباتَ الخوفُ يقسمُ كلَّ عينٍ | فما يجدِ الكرى طرفاً خشاعا |
وكلُّ يدٍ لها بطشٌ بأخرى | بغشمٍ لا ارتقابَ ولا ارتداعا |
نهضتَ وبالظُّبا عنها نياطٌ | تهزُّ قناً وأقلاماً شراعا |
ولمْ أرَ كالحسامِ غداً جبانا | دعا قلماً فأصرخهُ شجاعا |
فداجية ٌ برأيكَ قدْ تجلَّتْ | وعاصٍ منْ حذاركَ قدْ أطاعا |
إذا الوزراءُ ضمّهمُ رهانٌ | فتيَّاً أو~ْ ثنيَّاً أوْ رباعا |
سبقتَ بخصلة ٍ لمْ يحرزوها | على ما قدَّموا القضبَ الوساعا |
وكنتَ أعفَّهمْ نفساً وأجرا | همُ عزماً وأرحبهمْ ذراعا |
عزفتَ فما ترى الدُّنيا جميعا | وزخرفَ ملكها إلاّ متاعا |
وقدْ أعطتكَ مقودها ذهابا | على تصريفِ أمركَ واتِّباعا |
وغيركَ قادراً لمْ يعصِ والي | هواهُ ولا استطاعَ لهُ دفاعا |
مدحنا النّاسَ قبلكَ ذا نوالٍ | حوى خيراً ومحشيَّاً مراعا |
وقلنا في الكرامِ بما رأينا | عياناً أوْ نقلناهُ سماعا |
فلمَّا عبَّ بحرُ نداكَ كانوا | إلى يدكَ النَّقائرَ والبقاعا |
وأنَّكَ بالّذي سمعوا لأولى | ولكنْ صافقٌ غبنُ البياعا |
فيالشهادة ٍ بالجودِ زوراً | جرتْ ومدائحَ ذهبتْ ضياعا |
ولو أنّا ملكنا الرِّيحَ رمنا | لذاهبٍ ما استعاروهُ ارتجاعا |
وسقناهُ إليكَ فكانَ أنقى | وأضوعَ عبقة ً بكَ وارتداعا |
هلْ أنتَ لقولة ِ طغتْ اضطرار | تقابلها فتوسعها استماعا |
أدومُ على خصاصتهِ طويلا | مخافة َ أنْ يقالَ شكا اقتناعا |
يسارقُ عيشة ً رعناءَ حيرى | فلا وهداً تحلُّ ولاتلاعا |
يرقِّعها وتسبقهُ خروقاً | وهذا الفريُّ قدْ غلبَ الصِّناعا |
وكنتَ تعيرهُ لحظاً فلحظا | فتحفظهُ ولولا أنتَ ضاعا |
وتمسكهُ ببلغة ِ ما تراهُ ال | مكارمُ ممكناً لكَ مستطاعا |
فينقصُ عمرهُ يوماً فيوماً | بفضلة ِ ذاكَ أوْ ساعاً فساعا |
وقدْ نسخَ العطاءُ فصارَ منعاً | وعادَ الوصلُ صدَّاً وانقطاعا |
وكادَ الكامنُ المستورُ يبدو | وأسرارُ التَّجمُّلِ أنْ تذاعا |
وضاقتْ ساحة ُ الأوطانِ حتَّى | تطاولَ أينَ يرسلها اطِّلاعا |
وما للحرِّ تلفظهُ بلادٌ | كعزمٍ ينهضُ الإبلَ الظِّلاعا |
وأقسمُ لوْ أمنتُ عليكَ عقبى ال | سماحة ِ لمّا بم خفتُ الزَّماعا |
وما ونداكَ ما هوَ أنْ أمرَّتْ | مريرة ُ جفوتي إلاَّ الوداعا |
أفارقكمْ لغيرِ قلى ً فظنِّي | بنفسي بعدكمْ أنْ لا انتفاعا |
وأتركُ بينكمْ غررُ القوافي | تناوحُ خلفَ ظهري أو تناعى |
فمنْ لكمُ يقومُ بها مقامي | إذا اندفعتْ مواكبها اندفاعا |
بقيتُ لها وماتَ النَّاسُ غيري | فغاروا للبقية ِ أنْ تضاعا |
هبوني مهرة َ العربيِّ فيكمْ | تجاعُ لها العيالُ ولنْ تجاعا |
أعيذُ علاكَ انْ أنسى قريباً | وأنْ تشرى الكفاة ُ وأنْ أباعا |
لعلَّكَ تصطفي عرقاً كريماً | فتحمدهُ اغتراساً واصطناعا |
ومدلية ٍ إلى نعماكَ عنِّي | بحقٍ في المكارمِ أنْ تراعى |
تشافهكَ الثَّنا عنِّي وتمسي | حصاباً في عدوِّكَ أوْ قراعا |
لها في بعدِ مسراهُ أجيجٌ | عصوفُ الرِّيحِ يخترقُ اليراعا |
تكونُ تمائماً لكَ أوْ رقى ً في | لساعِ الدَّهرَِ إنْ لهُ لساعا |
وأنَّ المهرجانَ لهُ شفيعٌ | خليقٌ أنْ يبرَّ وأنْ يطاعا |
فلا عدمتكَ يا بدرُ الليالي | ولا خفتَ المحاقَ ولا الشِّعاعا |
ولا خلجَ الزَّمانُ عليكَ بيتاً | بفرِّقُ ما تحبُّ لهُ اجتماعا |
فإنَّ ظعائناً بالسَّفحِ قدَّتْ | أديمَ اللّيلِ ينصعنَ انصياعا |
حملنَ بها مكرّمة ً رخيَّاً | حصينا عهدهُ ودماً مضاعا |
طوالعُ أوْ غرائبُ في شرافٍ | ملاً فملاً يرونَ بها ملا عا |
وفي الأحداجِ محجوباً هلالٌ | إذا راقَ العيونَ خفى فراعا |
يحييهِ خفوقِ الظّلِّ حتّى | إذا ركبَ الهوى صدقَ المصاعا |
أشاطَ دمي وخلَّفني ودمعي | أسيلُ بهِ الملاعبَ والرِّباعا |
سطا بقبيلهِ فلوى ديوني | قضاعة َ منْ لخصمكمُ قضاعا |
أمنكَ سرى ابنة َ الأعرابِ طيفٌ | وقدْ كذباَ على الشَّعبِ انصداعا |
سرى والصُّبحُ يذعرُ من توالي ال | نُّجومِ معذِّباً بقراً رتاعا |
ألمتْ منْ شرافَ لنا فحيَّتْ | أظبية ُ أمْ أرى حلماً خداعا |
فإمَّا أنتَ أوْ طيفٌ كذوبٌ | كلا الزُّورينِ كانَ لنا متاعا |