متى وصلت تحية ُ مستهامِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
متى وصلت تحية ُ مستهامِ | فخصَّكِ غيرَ محجوبٍ سلامي |
وساعدَ جدبَ داركِ خصبُ جفنى | إذا قلَّت مساعدة ُ الغمامِ |
لترضى يابنة السّعدي عنّى | وترضى ما وفاي وما ذمامي |
سلى بصبابتي طيفا بخيلا | بهجرك إن سمحتِ بأن تنامي |
يزور من العراق وأنتِ شامٌ | لقد أرعاك ظاعنة ً مقامي |
إذا وعدته رؤيتكِ الليالي | سرى مستصحبا بك في الظلامِ |
يلوح الركبُ نشرُك فيه مسكٌ | فأعرفُ منجدٌ هو أو تهامي |
وأسأل عن سواك وكنتِ همِّي | تجنُّبَ أن ألامَ وأن تلامي |
على شرفٍظباءٌ مطمعاتٌ | وما قيِّضنَ قطُّ لسهمِ رامي |
فيا ظبياتُ إن خفتنَّ عقبى | فخفن الله في قتلى الغرامِ |
فلولا بغي بدرِ بني تميم | لما بعثَ المحاقُ على التمامِ |
ولو سلم ابنُ أيّوب ولمّا | يحلْ سلمِ البقاءُ من الحمامِ |
ولكن خانني منه أمينٌ | وأسلمني إلى الأخطار حامي |
رعيتُ به الو بيئة َ من جميمي | وجرِّعتُ القذيَّة َ من جمامي |
وقلتُ السيف في نصري فلما | شققتُ بسلِّه ثوبَ القتامِ |
ضربتُ به فخان وأيّ ذنب | لكفّي والخيانة ُ من حسامي |
إذا بلَّغتَ عن قلبٍ مصابٍ | بكهلِ الودّ والعيشِ الغلامِ |
فقل لمحمّدٍ ولعلَّ عوداً | ذوى بالعذلِ يرجع وهو نامي |
أبعدَ تطاولي بك واقتصارِ ال | وداد عليك من دون الأنام |
وشغلكِ بي وإن عرضتْ أمورٌ | تحيلُ الجفنَ عن عهدِ المنامِ |
أذكِّرك التي ما كنتَ تنسى | وأشحذُ ماضيا شحذَ الكهامِ |
وأنحتُ بالتقاضي منك صخرا | وداءُ المطلِ ينحتُ من عظامي |
وترضيني بعذرٍ بعد عذرٍ | وكرُّ الحكِّ أقرفُ للكلامِ |
ولو أنصفتَ فضلكَ وانبساطي | إليك وكنتُ بعدُ على احتشامِ |
ضننتَ بقطرة ٍ من ماء وجهٍ | إذا القطراتُ دامت فهو دامي |
أردتك للّتي قربت وقلَّتْ | عليك ولم أرم صعبَ المرامِ |
أراك اليومَ بعد البين تأبى | على رسني وتصعبُ عن حزامي |
كآخر إن شكوتُ إليك منه | شكوتُ من السَّقام إلى السَّقامِ |
فقل يأسا يمتْ أملي فإني | أحلُّك من دم الأمل الحرامِ |
يريني المجدُ أن أرمي سديدا | وما هو في عيابك من سهامي |
وأحتمل السكوتَ وفيه معنى ً | من التعنيف أوجعُ من كلامي |
فيسقم فيك إعلاني وجهري | ويسلم باطني لك واكتتامي |
ومن لك بالأخ الموتور تبدو | ضغينة ُ قلبه لك في الخصامِ |
يشقُّ إهابه غضبا فيرضى | بحلو العتب من مرِّ الكلامِ |
وغيرك لو أساء فخاف عتبي | أمنتُ من البعوضِ على القطامي |
وفي الجانين محتملٌ لئلا | يشاد بذكره في الانتقامِ |
فلا تتجرَّمنَّ على القوافي | مطاوعة َ التسرُّعِ والعرامِ |
فإن سفورها لك فرط نصحٍ | وكم داجت بما تحت اللئامِ |
فإن النثر لما ضج ممّا | تجنِّبهُ شكاكَ إلى النظامِ |