يا قلب من أين على فترة ٍ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
يا قلب من أين على فترة ٍ | ردَّ عليك الولة ُ العازبُ |
أبعدَ أن مات شبابُ الهوى | شاورك المحتنكُ الشائبُ |
و بعدَ خمسين قضتْ ما قضتْ | و فضلة ٍ أغفلها الحاسبُ |
هبتْ بأشواقك نجدية ٌ | مطمعة ٌ أنت لها واجبُ |
ما أنت يا قلب وأهلَ الحمى | و إنما هم أمسكَ الذاهبُ |
لم تذكر الغائبَ من عهدهم | إلا لأنْ يأكلكَ الغائبُ |
قد وعظتْ واعظة ٌ من جحا | بوعظها ما زهدَ الراغبُ |
فارددْ على الريح أحاديثها | ففي صباها ناقلٌ كاذبُ |
جاءت وقد أفرقتَ تهدي الصبا | لا سلمَ المجلوبُ والجالبُ |
و دون نجدٍ وظباءِ الحمى | أن نفرعَ المنسمُ والغاربُ |
و الفيلقُ الشهباءُ من عامرٍ | و الطاعنُالغيرانُ والضاربُ |
و الشمسُ أدنى من تميمية ٍ | طالعها من رامة ٍ غاربُ |
لو سبقتْ بالغدرِ في قومها | لما وفي في قوسه حاجبُ |
مكنونة ٌ بيضاءُ لم يعدها | في البدو لونُ العربِ الشاحبُ |
إن وصفت تيمها وصفها | أو نسبتْ أعجبها الناسبُ |
فلا تغرنك تفاحة ٌ | منها ولا بارقة ٌ خالبُ |
يا راكبَ الأخطارِ تهوى به | انزلْ كفيتَ السيرَ يا راكبُ |
مالك والراحة ُ قد أمكنتْ | تشقى بما أنتَ له طالبُ |
قد آن أن يعفى الكليلُ المطا | و أن يراحَ النصبُ اللاغبُ |
إنّ المقيم اليومَ في غبطة ٍ | يحسدها السارحُ والساربُ |
قد أربعَ الوادي ببغداد واب | تلّ الثرى واتسع الجانبُ |
أظلها من سحبِ أيدي بني | عبد الرحيم الهاطلُ الهاضبُ |
و رجعتْ طالعة ً شمسهم | فيها وعاد الكوكبُ الثاقبُ |
إلى عميد الدولة استرجع ال | نافرُ أنسا وأوى الهاربُ |
عمَّ وسوى عادلا جودهُ | حتى استوى المحرومُ والكاسبُ |
طبقَ في التدبير أغراضهُ | سهما فسهما رأيهُ الصائبُ |
و أدب الأيامَ بالحلم وال | جهلُ على أخلاقها غالبُ |
و الملكُ سرحٌ نام رعيانهُ | و هبَّ يطغى ذئبهُ الساربُ |
كانت جحيما ترتمي بالأذى | في جانبيها الشررُ اللاهبُ |
فأخمدتْ هيبتهُ كلَّ ما | هبَّ عليها الموقدُ الحاطبُ |
صبَّ عليها الدمَ لما غدتْ | بالماءِ لا يطفئها الساكبُ |
فهامة ٌ ساقطة ٌ فوقها | حصداً وجنبٌ حولها واجبُ |
عشواءُ خطبٍ لم يكن ينجلي | حتى يؤوبَ القمرُ الغائبُ |
يا شرفَ الدين تمدحْ بها | فالعجبُ في أمثالها واجبُ |
ما زال تنكيلك بالمجرمِ ال | مصرَّ حتى خافك التائبُ |
صدعٌ من الدنيا تداركتهُ | لولاك ما كان له شاعبُ |
جاذبه الناسُ يرومونهُ | دهرا فلم يعلقْ به جاذبُ |
لا العاجز الواني تأنى له | منهم ولا المجتهدُ الدائبُ |
سللتَ بالعادة في جسمه | رأياً هو الصمصامة ُ القاضبُ |
قد ظهرتْ راية ُ أيامكم | و طبق الأرضَ بها الجائبُ |
و جمعَ الألسنَ تفضيلكم | فاصطلحَ المادحُ والثالبُ |
لا يصلحُ الأمرُ على غيركم | لا عارض منه ولا راتبُ |
و لا تدرُّ المالَ أخلافهُ | و غيرُ أيديكم له حالبُ |
وزارة ٌ مجلسها منصبٌ | له اصطفاك الله والناصبُ |
أنتَ لها فاشدد يمينا بها | الأخُ وابنُ العمَّ والصاحبُ |
فإن تعزلتَ وفارقتها | أو نابَ في تدبيرها نائبُ |
كان فراقاً لك تسديدهُ | و للأعادي سهمهُ الخائبُ |
بعدتَ فانحضَّ الذي رشتهُ | و انقبضَ السائمُ والساربُ |
فاعطف على الدنيا وما قد جرى | به عليه القدرُ اللازبُ |
فالليثُ لا يغمز في زأره | و إن ألحّ النابح الواثبُ |
في جلدهِ ذمي وفي عظمهِ | مظفرٌ في عزكم خالبُ |
مشى بها الماشي إلى حتفه | يا بؤسَ ما أعقبهُ العاقبُ |
يا باسطا من كفه مزنة ً | يبسمُ منها البلدُ القاطبُ |
و من حمى الأرضَ فما فوقها | للخوف مسلوبٌ ولا سالبُ |
و المصطفى المحبوب من ماله | يخبطُ فيه العائثُ الناهبُ |
أغنيتني عن كلَّ غرارة ٍ | سحابها المصعقُ والحاصبُ |
و كلَّ مبذولِ الحمى بابهُ | و اللؤمُ عن أمواله حاجبُ |
لا يخلقُ الخجلة َ في وجهه | لا مادحٌ أثنى ولا عائبُ |
و صنتَ وجهي بعد ما شفني | من مائه المنزفُ والناضبُ |
و خلطتني منك نعمى بها | شجرني في بيتك الناسبُ |
و حطتني أمنا وقد ثارَ لي | بالشرَّ صلُّ الرملة ِ الواقبُ |
كلبٌ أتى الليثَ فأغراه بي | و قال وهو الفاجرُ الكاذبُ |
وغدٌ دعيّ ليس من شكله | ما هو كاسٍ باسمه كاسبُ |
أعداه من مهنة ِ آبائهِ | عرقٌ إلى اللؤوم به ضاربُ |
و لم يكن لو أنه كاتبٌ | يراعُ منه الشاعرُ الكاتبُ |
و عند شعري لو هجا مثلهُ | لعرضه القاصمُ والقاصبُ |
فابقَ لأن ترغمَ لي أنفهُ | أنفٌ لعمري أجدعٌ تاربُ |
و البس من الدولة فضفاضة ً | يسحبُ من أذيالها الساحبُ |
و اقسمْ ليوم المهرجان الحيا | وفداً فنعمَ الوافدُ الآئبُ |
يومٌ لآبائك في حفظه | عهدٌ يراعى حقهُ الواجبُ |
و اصبحْ بفخرٍ طيرهُ أيمن | و في عداك البارح الناعبُ |
ما غردتْ ورقاءُ أو دافعتْ | فتخاءُ عن أفراخها خاضبُ |
و اسمعْ إذا شدت لها حبوتي | أفصحَ ما فاهَ به خاطبُ |
مرصوعة ً باسمك من خيرِ ما | لاثَ على مفرقه عاصبُ |
عندك منها غردٌ مطربٌ | و عند من عاديته نادبُ |
من معدنِ الجدّ ولكن ترى | رقتها أني بها لاعبُ |
لا ربُّ غمدانَ وعى مثلها | سمعاً ولا من داره ماربُ |
و امض مع العادة ِ في مهرها | على طريقِ نهجهُ لاحبُ |
فما تطيبُ الأرضُ موهوبة ً | عنديَ لولا أنك الواهبُ |