كن نقيا
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
كن نقيًّا لتحيا في الحياةِ بأمنٍ وطُمأنينةٍ وراحةِ بالٍ، تعوَّدْ ألَّا تحمِل في قلبِكَ ضغينةً أو حِقْدًا لأحدٍ من المسلمين، مهما ازدادَ ظُلمًا لكَ، ومهما تجاوزَ الحدَّ في التعدِّي عليكَ وأذيَّتِكَ.
أنتَ لا تُريدُ أن تدخُل القبرَ وفي جوفكَ قطعةٌ صُلْبةٌ سوداء قاسية، بَلْقعٌ خاليةٌ من بقايا الحسِّ والخيرِ والعطاء...
أنتَ لا تُريدُ لرُوحكَ أن تصيرَ خِرْقةً باليةً مُهلْهلةً، مُرقَّعةً ببقعٍ واسعةٍ وثقوبٍ من السوادِ والكُرهِ والتشوُّهات...
أنتَ تُحبُّ أن تَلْقى اللهَ بقلبٍ صافٍ نديٍّ، نقيٍّ جديدٍ، عابقٍ بالمشاعر والعواطف والإحساس...
قلبٍ وُلِد للتوِّ، لم تلوِّثْه خطوطُ الأيام وتعاريجُها، ولم تترك فيه شيئًا من عوالِقِها وشوائبِها وأثقالِها والأحمال...
أنتَ تُحبُّ أن تظلَّ كما تحبُّ...
أنْ تُلاقي ربَّكَ طفلًا باسمًا شفَّافًا يدفقُ البسْمةَ من قلبهِ على قلبِ كلِّ من يلقاه...
أنت تُحبُّ أن تظلَّ ذلك الطفل النقيَّ، اللطيف الودود، البريء الطاهر، الناصع البياض، العامر قلبُهُ بالمحبَّةِ والرحمةِ والمشاعر، الذي لا يُبطنُ الأذيَّةَ، ولا يُضمرُها في قلبهِ لأحدٍ من المسلمين، بل ولا لأيِّ كائنٍ حيٍّ من الكائناتِ التي لم تمْسسْهُ بأيِّ أذًى...
أنتَ إنسانٌ بقدرِ ما يُسعدُكَ أن ترى الفرحةَ بازغةً في عيون الآخرين...
وبقدرِ قدرتِكَ على الإحسانِ، تتجلَّى عظمتُكَ كإنسانٍ...
فَلْتسْعَ جاهدًا لأن تتذكَّرَ الجانبَ الطيِّبَ دومًا لكلِّ المسلمين...
فلتكُنْ وفيًّا لكلِّ مَنْ أفادكَ بحرفٍ أو بعطفٍ أو نصيحة، أو كلمةٍ أو دعاء، أو حتى ابتسامة...
أحبِبْ للناس ما تُحبُّهُ لنفسِكَ، وأعطِ بقدرِ ما تُحبُّ أن تأخذ، بل وأكثر، فالحسنةُ بعشرِ أمثالِها، ﴿ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [البقرة: 261].
فابذل الخير، تكُنْ بخير.