(7) المشاكل الكبرى لأهل الأعراف - أهل الأعراف - محمد علي يوسف
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
ومن المشاكل الكبرى لأهل الأعراف: مصاحبتهم للطرفين ومخالطتهم للباطل وأهله، فعرفوهم وعرفوا أقوالهم كما تبين من الآيات دون نكير يذكر في الدنيا ، حيث أرجأوا ذاك النكير المفترض للآخرة حين لا ينفعهم..وفيها إيه لما نخالط الباطل وأهله دون استعلان بالحق أو إنكار للمنكر، ما دمنا لا نشاركهم باطلهم؟!
الحقيقة المؤسفة أن كثرة مخالطة المتطاولين على الثوابت والمنتهكين للشرائع والمقدسات..
قد تؤدي بشكل تدريجي إلى هبوط معدل التعظيم في النفس وتجعل الشعور بالإنكار القلبي يخبو رويدًا رويدًا..
ورغم ما في تلك المخالطة من فوائد حوارية وما تحويه من ضرورات دعوية وإدراك لطبيعة الواقع المحيط، إلا أن ذلك لا يوازي أبدًا كارثة التطبيع القلبي مع الفجور والتطاول على القيم والمقدسات، بحيث يصير الاستماع والقراءة اليومية لتلك الإهانات والتعديات أمرًا عاديًا وطبيعيًا مع الوقت ، وهذا خلل رهيب إن لم يتم التنبه إليه ومعالجته مبكرًا..
إن كنت ولا بد مخالطًا أهل الزيغ محاورًا لهم، أو مجالدًا لباطلهم منافحًا عن ثوابتك ومقدسات..
فاحرص قدر وسعك على متابعة معدل التعظيم في قلبك، واحرص على موازنة تلك المخالطة بمخالطة أخرى للصالحين وأهل (تقوى الله)، المعظمين لشرعه ولهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، لعل تلك المخالطة الأخيرة تذكرك كل حين أن ما يفعله المنتهكون المتطاولون مهما كثر وعم بلاؤه، وكنت أنت ممن عاينوا ذاك البلاء فإنه يظل أمرًا غير عادي..
أمر ينبغي أن يختلج له قلبك وتعافه نفسك، ولا تطبع معه أبدًا تعظيمًا لمولاك ولشعائره وحرماته، ولا تنس أبدًا: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ} [ الحج من الآية:30].