لا تلمسُ الشمسَ يدُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لا تلمسُ الشمسَ يدُ | فما يردُّ الحسدُ |
ما لمريدِ حسنها | إلا الأسى والكمدُ |
يفنى نزولا ولها | علاؤها والخلدُ |
أرى نفوسا ضلة ً | تنشدُ ما لا تجدُ |
تحسب بالكسب العلا | ءَ والعلاءُ مولدُ |
أفضحها مفندٌ | لو سدّ غيظا فندُ |
و كلّ قلبٍ قرحة | يشفُّ عنه الجسدُ |
أبردهُ بعذلي | لو أن نارا تبردُ |
هيهات من دوائها | و داؤها محمدُ |
فات على أطماعهِ | حمى العيون الفرقدُ |
شوقها لحاقهُ | جهلُ الحظوظِ المسعدُ |
و نعمٌ نابتة ٌ | مع الربيع جددُ |
حدثها أضغاثها | هذا السرابُ الموقدُ |
و الصبحُ في تكذيبها | إن بلغوه الموعدُ |
يا حاسدي محمدٍ | لا تطلبوه واحسدوا |
شريعة ٌ مورودة ٌ | لو أصدرتْ منْ يردُ |
منتكمُ جدودكم | أن السبيلَ جددُ |
تنكبوا فإنما | على الطريق الأسدُ |
أغيدُ لا ينجى الرقا | بَ من يديه الجيدُ |
أوفى على مرقبه | لكفه ما يرصدُ |
أزبُّ ما من قرة ٍ | خيطت عليه اللبدُ |
إذا غدا لسفرٍ | أقسمَ لا يزودَ |
الناجياتُ عنده | وذية ٌ ونقدُ |
قد قلتُ لما أجمعوا | و أنت عنهم مفردُ |
تخبطُ عشواؤهمُ | ما فعل المقودُ |
البدرُ في أمثالها | حنادسا يفتقدُ |
ضاع بياضُ ناركم | و الليلُ بعدُ أسودُ |
أكرمكم أحقكم | بأن يقالَ سيدُ |
دلَّ على آياتهِ | فما لنا نقلدُ |
و ناقصُ الشكة مض | عوف الحشا معودُ |
صمّ القنا الصلابِ من | خورهِ تقصدُ |
يطولها شوارعا | و هو لقى ً موسدُ |
إذ الكمالُ كله | في جسد يحددُ |
ما تلدِ الأرضُ كذا | و الأرضُ بعدُ تلدُ |
قل لبني الآراب تج | فى والمنى تشردُ |
و الحاج يلقى دونه | نّ الحزُ المزيدُ |
الكوفة َ الكوفة َ يا | مغورٌ يا منجدُ |
ما الناس إلا رجلٌ | و الأرض إلا بلدُ |
من راكبٌ مربعة ً | تمَّ عليها العددُ |
موضوعة َ الرحل تل | سّ حكمها وتردُ |
يمدُّ قيد الرمح ظ | لاّ قصرها المشيدُ |
تحمله مخفة ً | و لو علاها أحدُ |
تخدّ في الصخر ملا | طمَ عليها تخدُ |
عجلى إذا ما الساق صا | دت ما تثيرُ العضدُ |
لم يدر لحظُ ضابطٍ | ما رجلها وما اليدُ |
بلغ بلغتَ راشدا | تسري ويحدو مرشدُ |
شوقا يقضُّ نبلهُ ال | أضلاعَ وهي زردُ |
دام على حصاة قل | بي ويذوب الجلمدُ |
أفنى الوقودُ كبدي | فهل يحسّ الموقدُ |
كم يسعد الصبر ترى | بعدك خان المسعدُ |
على من الفضلُ وقد | فارقته يعتمدُ |
يا طولَ ذمي للنوى | هل من لقاءٍ يحمدُ |
متى فقد طال المدى | لكلَّ شيء أمدُ |
يا باعثَ النعمى التي | آياتها لا تجحدُ |
لو كتمتْ تطلعتْ | من حسن حالي تشهدُ |
كانت سدادَ رحلة ٍ | أصيب فيها المقصدُ |
رممتَ منها ثلما | ما خلتها تسددُ |
علك من مطليَ بالش | كر عليها تجدُ |
ما كان تقصيرا فهل | يقتصر المجتهدُ |
لكنها عارفة ٌ | من الثناء أزيدُ |
أفسدني إفراطها | بعضُ العطاء يفسدُ |
و الجود ما أسرفَ وال | إمساك فيه أجودُ |
و الآن رثتْ مسكة ٌ | فاسمع لها أجددُ |
تأتيك بشرى ما تسو | د أبدا وتسعدُ |
و ما تصوم مرضاً | بقاك أو تعيدُ |
سنينَ لا يضبطه | نّ في الحساب عددُ |
إن عاقني دهرٌ أقو | مُ أبدا ويقعدُ |
عن المثول اليوم ما | بين يديك أنشدُ |
فربما قمتُ غداً | إنّ أخا اليومِ غدُ |