عمى صباحا بعدنا واسلمي
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
عمى صباحا بعدنا واسلمي | يا دار صفراءَ على الأنعمِ |
واحتلبي المزنَ أفاويقها | بينِ سماكيها إلى المرزمِ |
مرضعة ً تفطمُ أولادها | من الثرى الجمّ ولم تُفطمِ |
حتى ترى واسم روض الحمى | عليكِ خصبا أثرَ الميسمِ |
وتخطري من خلل الزَّهر في ال | مفوَّف الموشيِّ والمعلمِ |
وملِّيتْ أرضكِ ما تحمل ال | ريحُ إليها من هدايا السُّمي |
دعاء من أقنعه البين بع | د العينِ بالآثارِ والمعلمِ |
بكى النوى أمسِ فلم يدَّخرْ | دمعا يفيض اليومَ في الأرسمِ |
خان بكاءُ العين أجفانه | فناح والنوحُ بكاءُ الفمِ |
تكلَّمي إن كنتِ قوّالة ً | هيهات أو فاستمعي وافهمي |
ومن بليات الهوى أنني | أستفصح الأخبارَ من معجمِ |
أهلُكِ لا أهلكِ إلا الشجا | في الصدر لم يُلفظ ولمْ يُكظمِ |
بأيّ عيشٍ حادثٍ بدّلوا | من عيشنا في ظلِّك الأقدمِ |
وأيّ أرضٍ حملتْ أرضهم | فلم تمدْ خسفا ولم تظلمِ |
كم خفروا ذمة َ مستسلمٍ | واحتقروا قتلَ امرئٍ مسلمِ |
وأجرمتْ عينٌ فساقوا الضنا | إلى فؤادٍ ليس بالمجرمِ |
وليلة ٍ بتُّ سهادي بها | لديكِ أحلى من كرى النوّمِ |
معتصما من حرّ وجدي ببر | د الحليِ في جيدٍ وفي معصمِ |
ندمان غضبان يريني الرضا | ومانع في صورة المنعمِ |
تلين تحت الدلِّ أعطافه | وهو إذا استعطف لم يرحمِ |
أمزج كأسي معه بالبكا | منه ولا أشربُ إلا دمي |
فكيف يشفيني جنى ريقه | ووعده الإبدالَ بي مسقمي |
الله لي من زمنٍ مائلٍ | عليّ جورا كيفَ قلتُ احكمِ |
وصاحبٍ لو نقل الأرضَ ما | رأى عقالا ليَ في المغنمِ |
يقسم بالوافي وبالبخس في ال | ناس وعندي خيبة ُ المقسمِ |
ولو رعى الحقَّ وإنصافه | ما فاز بالقدح سوى أسهمي |
للدهر عندي ولأبنائه | بعد اجتماعي وثبة ُ الأرقمِ |
ووقفة ٌ لا يبلغ الجرح ما | يبلغ مفضى قولها المؤلمِ |
تغادر الغدرَ قتيلا على | غربِ حسام الكلمِ المخذمِ |
وتصبح الأعراضُ من بعدها | مفضوحة في موسمٍ موسمِ |
لكنّ بيتا من بيوت العلا | بعدُ مشيدُ المجدِ لم يهدمِ |
تضمُّني حوطة ُ أبنائه | ضمَّ وفاض النَّبل للأسهمِ |
كأنّ أيديهم على خلَّتي | عصائبُ الجبرِ على الأعظمِ |
بيتٌ بنى أيوبُ أركانه ال | عليا بناءَ الموثقِ المحكمِ |
وتمَّ من أبنائه بعده | بالمسندِ الضابطِ والمدعمِ |
رحِّلْ إليهم كلَّ خرَّاجة ٍ | من مخرمٍ غفلٍ إلى مخرمِ |
تدوس باليمنى شمالا كما | قارن زندُ القادحِ الأجذمِ |
لا يخلقُ الليل لألحاظها | وحشة َ عين العاكر المعتمِ |
إذا احتذت أرجلها بالحصا | خدَّمها الإسآدُ بالعندمِ |
إلى عميد الرؤساء انبرتْ | تلاحكُ الغاربَ بالمنسمِ |
إلى فتى ً يسفرِ عن بشره ال | أبيض وجهُ الزمنِ الأقتمِ |
أبلج يستعدى بإقباله | على هجوم القدرِ الأشأمِ |
وتفتح الصفقة ُ في كفِّه | رتاجَ باب الأمل المبهمِ |
يفقره الجودُ وفيه الغنى | والجودُ قدما ثروة ُ المعدمِ |
وينزل العسرُ بمستصغرٍ | لديه والشكرُ بمستعظمِ |
يمدُّ كفّاً في الندى سبطة | بعضّة النادم لم تُكلمِ |
لو قرنتْ بالبحر لم تحتشمْ | أو مسحتْ بالنجم لم يُظلمِ |
للرّشفِ واللثم مكانٌ بها | ينبو عن الدينار والدرهمِ |
أرضى الإمامين وفاءٌ له | وذمّة ٌ بالغدر لم تذممِ |
وذبَّ عن ملكهما صارمٌ | من رأيه بالعجز لم يُثلمِ |
آزرهُ أو عزَّ مستبصرا | في الحق لم يرتب ولم يوهمِ |
تعصمه العفّة والعزُّ أن | تأخذه لائمة ُ اللوَّمِ |
لا حرَّم الحلَّ ولا استعذبت | شهوته يوما جنى محرمِ |
ولا اقتفى إثر رجالٍ مضوا | عيابهم ملأى من المأثمِ |
لم يصدفوا عن خلفاء الهدى | ولم يكافوا نعمة َ المنعمِ |
حتى إذا نيطت به لوطفت | جروحها بالعاصب الملحمِ |
قالوا له لما رأوه لها | خذ دستها العالي فقل واحكمِ |
فأنتَ في الميراثِ في قعددٍ | منها بحقٍّ عنه لم تزحمِ |
حملتها ثقلا وأكرمتَ في الص | بر فلم تعي ولم تسأمِ |
مقامُ عزٍّ لك من رامه | تحرُّشا فرَّ من الضيغمِ |
وساوسٌ حدَّثَ جنِّيُّها | قوما ولم يرق ولم يعزمِ |
وربّ صعبٍ جاهلٍ حلمهُ | لم يعرف الصدر ولم يحلمِ |
وطامعٍ شمَّ رياحَ المنى | في جوّها بالأجدع الأرغمِ |
يجاذب الأقدارَ من دونها | بمسحلِ التدبيرِ لم يبرمِ |
وعمر أيامك فيها وإن | أدواه عمرُ الجذعِ الأزلمِ |
وأرقبُ الناس لما لا يرى | في الليل باغي عثرة ِ الأنجمِ |
يا حافظَ المجد بحفظي ويا | معظمه في أنّه معظمي |
ومعلقاً كفِّيَ ملمومة ً | في العهد لم تنكثْ ولم تفصمِ |
غرستَ من ودِّك حلو الجنى | وربَّ غرسٍ ليس بالمطعمِ |
وخاس قومٌ بجديد الهوى | وأنت راعٍ للهوى الأقدمِ |
وإنما بقَّاك لي دونهم | تمسُّكي بالأكرمِ الأكرمِ |
فاسمعْ أكايلك جزاءً بها | غنيمة ً جاءتك من مغرمِ |
سيّارة ً في الأرض لم تغترضْ | عنساً إلى سير ولم تحزمِ |
نافقة ً في موسمٍ مكسدٍ | ناطقة ً من زمنٍ مفحمِ |
تنسى الليالي وهي مذكورة ٌ | ويهرمُ الدهر ولم تهرمِ |
عزَّة ُ ذاتِ البعلِ فيها وإن | أعطتك ليناً ذلَّة الأيِّمِ |
نسيبة إمّا إلى هاشم ال | قريضِ أو مخزومة ِ تنتمي |
ما ضرَّها والعربْ أبياتها | آباؤها منّى الأب الأعجمي |
فاشرح لها صدرا ومهرجْ مع ال | أنعمِ من عيشك فالأنعمِ |
ملتقطا سمعك من جوهرِ ال | كلام ما أنثره من فمي |