ما أنكرتْ إلا البياضَ فصدتِ
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
ما أنكرتْ إلا البياضَ فصدتِ | و هي التي جنتِ المشيبَ هي التي |
غراءُ يشعفُ قلبها في نحرها | و جبينها ما ساءني في لمتي |
لولا الخلافُ وأخذهنّ بدينه | لم تكلف البيضاءُ بالمسودة ِ |
أأنستِ حين سريتِ في ظلمائها | و نفرتِ أن طلعتْ عليك أهلتي |
و لقد علمتِ وعهدُ رامة َ عهدنا | فتيينْ أني لم أشبْ من كبرة ِ |
و إذا عددتِ سنيَّ لم أك صاعدا | عددَ الأنابيب التي في صعدتي |
أجنيتها من خلة ٍ في مفرقي | فتكونَ عندكِ قادحا في خلتي |
نكروا فلا عرفوا برامة َ وقفة ً | ميلاءَ نادتها الديارُ فلبتِ |
و ألام فيكِ وفيكِ شبتُ على الصبا | يا جورَ لائمتي عليك ولمتي |
و حننتُ نحوكِ حنة ً عربية ً | عيبت وتعذرُ ناقة ٌ إن حنتِ |
ماذا على الغضبانِِ ما استرفدتهُ | دمعا ولا استوقفتهُ من وقفتي |
أبغى الشفاءَ بذكرهِ من مسقمي | عجبا لمن هو علتي وتعلتي |
يا هلْ لليلاتٍ بجمعٍ عودة ٌ | أم هل إلى وادي منى ًً من نظرة ِ |
و الحاصباتِ وكلُّ موقع جمرة ٍ | ينبدنها في القلبِ موقدُ جمرة ِ |
و من المحرمَّ صيدهنّ خليعة ً | طابت لها تلك الدماءُ وحلتِ |
حكمتْ عليك بقلبِ ليثٍ مخدرٍ | و رنتْ اليك بعين ظبيٍ مفلتِ |
و رأيتُ أمَّ الخشفِ تنشد بيتها | أفأنتِ تلك سرقتِ عينَ الظبية ِ |
نشطوا عن الركب الحبالَ فنفروا | سكناتِ أضلاعي بأولِ نفرة ِ |
رفعوا القبابَ وكلُّ طالبِ فتنة ٍ | يرنو اليكِ وأنتِ وحدكِ فتنتي |
لا استوطأتْ مني مكانكِ خلة ٌ | كلُّ الفؤاد نصيبُ ذاتِ الكلة ِ |
يا من يلوم على اجتماعي قاعدا | و الأرضُ واسعة الفروجِ لنهضتي |
و يرى الرجالَ وكلهم متكثرَّ | بصحابة ٍ فيلومني في وحدتي |
أعذرْ أخاك فما تهجر مشمسا | حتى تقلص عنه ظلُّ الدوحة ِ |
كيف اعترافي بالصديق وكيف لي | بالفرق بين محبتي من بغضتي |
و قلوبُ أعدائي الذين أخافهم | مغلولة ٌ ليَ في جسوم أحبتي |
رقص السرابُ فراقني من راقصٍ | كشرتْ مودتهُ وراءَ الضحكة ِ |
و رأيتُ فاغرة ً ظننتُ كشورها | طلباً لتقبيلي فكان لنهستي |
ولدَ الزمانُ الغادرين فما أرى | أمَّ الوفاء سوى المقلَّ المقلتِ |
و هزلتُ أن سمنَ اللئامُ وإنما | ذلُّ المطامع حزَّ عزة َ جوعتي |
و لكلَّ جسمٍ في النحول بلية ٌ | و بلاءُ جسمي من تفاوتِ همتي |
أما على كذبِ الظنون فإنها | صدقتْ أمانٍ في الحسين وبرتِ |
المجدُ ألقحَ في السماء سحابة ً | نتجتْ به مطرَ البلاد فعمتِ |
أروى على يبس الشفاهِ وبيضتْ | كفاه باردة ً سوادَ الحرة |
متهللالا أعدي بخضرة جودهِ | جدبَ الربي من أرضها المغبرة ِ |
بالصاحب انفتقتْ لنا ريحُ الصبا | خصبا وغنى الساقُ فوقَ الأيكة ِ |
كفلتْ بأولى مجدهِ أيامهُ ال | أخرى فأحيا كلَّ فضلٍ ميتِ |
شرفاً بنى عبد الرحيم فإنما | تجنى الثمارُ بقدرِ طيبِ المنبتِ |
لكمُ قدامى المجدِ لكن زادكم | هذا الجناحُ تحلقا في الذروة ِ |
غدتِ الرياسة ُ منكمُ في واحدٍ | كثرتْ به الأعدادُ لما قلتِ |
عطفتْ لكم يدهُ وزمتْ آنفا | شما لغير خشاشهِ ما ذلتِ |
لما تقلدها وكانت ناشزاً | ألقتْ عصاها للمقام وقرتِ |
موسومة بكمُ فمن تعلقْ بها | دعواهُ يفضحهُ علاطُ الوسمة ِ |
نيطتْ عراها منه بابنِ نجيبة ٍ | سهلِ الخطا تحتَ الخطوبِ الصعبة ِ |
يقظانَ يلتقطُ الكرى من جفنهِ | نظرُ العواقبِ واتقاءُ العذرة ِ |
لا يطمئنُّ على التواكلِ قلبهُ | فيما رعى إن نامَ راعي الثلة ِ |
تدجو الأمور وعنده من رأيه | شمس إذا ما جنَّ خطبٌ جلتِ |
و يصيبُ مرتجلاً بأول خطرة ٍ | أغراضَ كلَّ مخمر ومبيتِ |
تدمى بنانُ النادمين وسنهُ | ملساءُ إثرَ ندامة ٍ لم تنكتِ |
ما ضمَّ شملَ الملكِ إلا رأيهُ | بعد انشار شعاعهِ المتشتتِ |
حسرَ القذى عن حوضهِ وسقى على | طولِ الصدى فشفى بأولِ شربة ِ |
من بعد ما غمز العدا في عودهِ | و استضعفوا قدماً له لم تثبتِ |
و لربَّ بادئة ٍ وكانت جذوة ً | كملتْ ضراما بالحسينْ وتمتِ |
حاميتَ عنه بصولة ِ المتخمطِ ال | عادي وهدي المستكينِ المخبتِ |
و إذا عرى الحزمِ التقتْ علقَ الفتى | بمدى السريع على خطا المتثبتِ |
إن الذينَ على مكانك أجلبوا | ضربوا الطلى بصوارم ما سلتِ |
طلبوا السماءَ فلا هم ارتفعوا لها | شلَّ الأكف ولا السماءُ انحطتِ |
و بودّ ذي القدمِ القطيعة ِ ماشيا | لو أنها سلمتْ عليه وزلتِ |
خان السرى ركبَ القلاصِ وسلمتْ | بسطُ الفلاة ِ إلى القروم الجلة ِ |
يفديك مرتابٌ بغلطة ِ حظه | سرقَ السيادة َ من خلالِ الفلتة ِ |
ما ردَّ يوما عازبٌ من عقله | إلا رأى الدنيا به قد جنتِ |
قبضتْ يداه وما يبالي سائلٌ | بخلتْ عليه يدُ امرئٍ أو شلتِ |
و أرى الوزارة َ لا يعاصلُ نابها | حاوٍ سواك على اختلاف الرقية ِ |
يرجوك ريضها لمتنٍ مزلقٍ | قد قطرتْ فرسانهُ فتردتِ |
يشتاق ظهرك صدرَ مجلسها وكم | شكت الصدورُ من الظهورِ وضجتِ |
و إذا التفتُّ إلى الأمور رأيتها | مذخورة ً لك من خلالِ تلفتي |
فألٌ متى يامنت سانحَ طيرهِ | صدقتْ عياقها بأولِ زجرة ِ |
فهناك فاذكرْ لي طريفَ بشارتي | بعلاك واحفظ تالداً من صحبتي |
لو شافهَ الصمَّ الجلادَ محدثٌ | عنكم بني عبد الرحيم لأصغتِ |
أو عوضتْ بكم السماءُ وقد هوتْ | أنوارها بدلَ النجومِ تسلتِ |
الباذلون فلو تصافحُ راحكم | ريحُ الصبا وهي الحيا لاستحيتِ |
و القائلون بلاغة ً فلو احتبتْ | أمُّ الفصاحة بينكم لأذمتِ |
أنستْ بفاتحة الكتاب شفاهكم | و رزقتمُ ظفرَ الكتابِ المسكتِ |
لكمُ انحنى صيدي وأعسلَ حنظلي | للمجتني وتولدتْ حوشيتي |
و سجرتموني منصفين مودة ً | و رفادة ً يوميْ رخايَ وشدتي |
أعشبتمُ فبطنتُ في مرعاكمُ | و الدهرُ يقنعُ لي بفضلِ الجرة ِ |
أدعو وغابَ أبي وقلَّ عشيرتي | فيكون نصركمُ إجابة َ دعوتي |
و متى تقيدني الليالي عن مدى | قمتم فأوسعتم إليها خطوتي |
عجبَ المديحُ وقد عممتكمُ به | من رجعتي فيه عقيبَ أليتي |
حرمته زمنا فكنتم وحدكم | من بينِ منْ حملَ الترابُ تحلتي |
هو جوهرٌ ما كلُّ غائصة ٍ له | بالفكر تعلمُ ما مكانُ الدرة ِ |
و يصحُّ معناه ويسلمَ لفظهُ | و نظامهُ وهناك باقي العلة ِ |
كم خاطبٍ بأعزَّ ما تحوي يدٌ | عذراءَ منه وعرضهُ دونَ ابنتي |
و لقد زففتُ لكم كنائنَ خدرهِ | فكرمتمُ صهراً وواليَ عذرة ِ |
من كلَّ راكبة ٍ بفضلِ عفافها | و الحسنِ عنقَ العائبِ المتعنتِ |
عزتْ فما عثرتْ بغير معوذٍ | بلغاً ولا عطستْ بغير مشمتِ |
أمة ٌ لكم بجزيل ما أوليتمُ | و تصانُ عندكمُ صيانَ الحرة ِ |
سلمتْ على غررِ الخلاف ولادها | في أمة ٍ وودادها في أمة ِ |
مدتْ إلى ساسانَ ناشرَ عرقها | و قضت لها عدنانُ بالعربية ِ |
يصغى الحسودُ لها فيشكر أذنهُ | طربا وودَّ لغيظه لو صمتِ |
تسري رفيقة َ يومٍ مؤذنٍ | بسعادة ٍ فإذا ألمَّ ألمتِ |
تروي لكم عن ذي القرون حديثهُ | قدماً ويحيي نشرها ذا الرمة ِ |
أحمدتمُ ماضيَّ في أمثالها | و لئن بقيتُ لتحمدنَّ بقيتي |