إلى كمْ حبسها تشكو المضيقا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
إلى كمْ حبسها تشكو المضيقا | أثرها ربَّما وجدتْ طريقا |
تنشّطْ سوقها واسرحْ طلالها | عساها أنْ ترى للخصبِ سوقا |
وإنْ لمْ تمضي هرولة ً وجمزاً | فأمهلها الروائدَ والعنيقا |
أجلها تطلبْ القصوى ودعها | سدى ً يرمي الغروبُ بها الشروقا |
فإنَّ منَ المحالِولمْ تهدَّمْ | غواربهاتنجزُّكَ الحقوقا |
أتعقلها وتقنعْ بالهوينا | تكونُ إذاً بذلَّتها خليقا |
ولمْ يشفقْ على حسبٍ غلامٌ | يكونُ على ركائبهِ شفيقا |
أخضْ أخفاقها الغمراتْ حتّى | ترى في الآلِ سابحها غريقا |
سمائنٌ أوتعرِّقها الفيافي | فتتركها عظاماً أو عروقا |
تلاقطَ جوهرَ الحصباءِ منها | مناسمُ منْ دمٍ يصفُ العقيقا |
يصيبُ بهِ رميَّتهُ معانُ ال | يدينِ موفَّقٌ نصلاً وفوقا |
يفضُّ على جنوبِ البيدِ منها | سهامُ النزعِ مفلتة ٌ مروقا |
صبورٌ للهواجرِ والسوافي | يرى بجدوبهِ العيشَ الرقيقا |
إذا عدمَ المياهَ على الركايا | كفاهُ أنْ يعدَّ لهُ البروقا |
تورَّطها فإمّا نلتَ خيراً | فسعى ٌ وافقَ القدرَ المسوقا |
وإمّا أنْ تخيبُ فلستُ فيها | بأوّلِ طالبِ حرمَ اللُّحوقا |
أرى الأيّامُ تأخذُ ثمَّ تعطي | وتخرقُ ثمَّ تنتصحُ الخروقا |
وتوقدْ نارها دقّاً لقومٍ | وفي قومٍ تضرِّمها حريقا |
وكلُّ حلوبها عندي سواءٌ | مشوبا أو صريفاً أو مذيقا |
مظالمَ لو رفعنَ إلى كريمٍ | لكانَ بسدِّ عورتها حقيقا |
ولو نادتْ كمالِ الملكِ ألفتْ | على الأدواءِ حاسمها الرفيقا |
وحطَّتْ فادحَ الأثقالِ منهُ | بذي جنبينِ يحملها مطيقا |
غيورٌ لا ينامُ على اهتضامِ ال | كرامِ ولا الغرارِ ولا الخفوقا |
تنقِّلهُ منَ العزماتِ شمٌّ | يدوسُ جبالها نيقاً فنيقا |
إذا ركبَ الطريقَ إلى المعالي | فلا زادٌ يعدُّ ولا رفيقا |
وحيدُ ترهفُ الاْحداثُ منهُ | على أعناقها نصلاً عتيقا |
لبيبُ الرأيِ يكبرُ عنْ مشيرٍ | إذا ما الرأيُ شارفَ أنْ يموقا |
إذا خفيتْ شواكلُ كلُّ أمرٍ | جليلِ الخطبِ أبصرها دقيقا |
فلو روّي ليفرقَ بينَ ماءٍ | وماءٌ مثلهُ وجدَ الفروقا |
نمتْ أمُّ الوزارة ِ منْ أخيهِ | ومنهُ البدرَ والغصنَ الرشيقا |
هما الولدانِ منْ صلة ٍ وبرٍّ | إذا ولدتْ منَ النّاسِ العقوقا |
منَ النفرِ الّذينَ إذا استغيثوا | رأيتَ بهمْ وساعَ الأرضِ ضيقا |
كتائبَ ما رعتْ عيناكَ خرساً | مسوَّمة ً وألوية ً خفوقا |
تخالُ بديهَ أمرهمُ رويَّاً | إذا اجتمعوا وواحدهمْ فريقا |
رطابُ النطقِ بسّامو المجالي | إذا ما أيبسَ الفرقُ الحلوقا |
لهمْ شرفٌ سرى منْ ظهرِ كسرى | مطاً فمطاً فما ضلَّ الطريقا |
طوى أصلابهمْ أو جاءَ عبدُ ال | رّحيمِ فجاءَ متَّسقاً مسوقا |
ترى الأبَ بالشهادة ِ في بنيهِ | قريباً وهو قدْ أمسى سحيقا |
وما تسمو النفّوسُ ولا تزكّي | إذا لمْ تنظمْ الحسبَ العريقا |
وبانتْ آية ٌ بأبي المعالي | فكانَ مصلِّيا فضلَ السَّبوقا |
ربا معهُ الكمالُ فشقَّ منهُ | لهُ لقبٌ فصارَ لهُ شقيقا |
خلائقَ تارة ً يشربنَ صابا | وأحياناً مشعشعة ً رحيقا |
يثيرُ السخطُ منها والتغاضي | صواعقها ووابلها الدَّفوقا |
ففي حالٍ تكونُ بها شريباً | وفي حالٍ تكونُ بها شريقا |
ويسكركَ الّذي يصحيكَ منها | فما تنفكُّ سكراناً مفيقا |
فداؤكَ كلُّ جهمِ الوجهِ أنَّي | لقي مرَّ الخلائقَ كيفَ ذيقا |
تراهُ ناشطاً يأتي ويمضي | وقيدُ العجزُ يجعلهُ ربيقا |
إذا عزلوهُ لمْ يحذرْ عدوّاً | وإنْ ولَّوهُ لمْ يحرزْ صديقا |
يراكَ بمؤخرِ العينينِ غيظاً | وقدْ أفديتهُ جفناً وموقا |
فلا مدّتْ لنعمتكَ اللّيالي | يدا طولي ولا ظفراً علوقا |
وإنْ سنحتْ ميامنُ كلِّ يومٍ | صباحاً بالسعادة ِ أو طروقا |
فغنّتكَ المطاربَ ثمَّ أبكتْ | ديارَ عداكَ نوحاً أو نعيقا |
وجادكَ كسبُ جودكَ منْ ثنائي | مواقرَ ترجعُ الذاوي وريقا |
إذا هي وبلتْ بسطتْ عريضاً | وإنْ هي أسبلتْ حفرتْ عميقا |
فتلحمَ في ربوعكِ أو تسدِّي | خمائلَ تأسرِ الطرفِ الطليقا |
تزوركَ شاكياتٍ كلَّ يومٍ | حشى ً حرّانَ أو قلباً مشوقا |
على مسعاتها قامتْ مقاماً | مقرّاً منْ قبولكَ أو زليقا |
وكمْ عثرتْ بذنبٍ كانَ سهواً | فكنتَ بأنْ تغمّدهُ حقيقا |
وحرَّ بالخطيئة ِ صارَ عبداً | غفرتَ غلاطهُ فغدا طليقا |