ردَّ عليها النومَ بعد ما شردْ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ردَّ عليها النومَ بعد ما شردْ | إشرافها على شرافٍ من أحدْ |
و ضمها منشورة ً مجرى الصبا | و عطنَ الدارِ وطينة َ البلدْ |
فعطفتْ كلَّ صليفٍ ناشزٍ | على الخشاش وعلى لين المسدْ |
يقودها الحادي إلى حاجته | و همها أخرى إليها لم تقدْ |
و إنما تيمها بحاجرٍ | أيامها بحاجرٍ لو تستردْ |
و صالحاتٌ من ليالٍ أخلقتْ | عهودها وهي مع الذكرى جددْ |
يا دين من أهل الغضا سقامها | و وجدها بمدعٍ ما لم يجدْ |
و حفظها عهدَ ملولٍ ماطلٍ | يذكر ما استرعى وينسى ما عهدْ |
و كم على وادي الغضا من كبدٍ | يحكم فيها بسوى العدل الكمدْ |
و من فؤادٍ بددٍ تلفظه | و لائدُ الحيّ مع الحصا البددْ |
و صارمٍ ما شقى َ القينُ به | مذ سله غنجُ اللحاظِ ما غمدْ |
و من غزلٍ لا يقلُّ ردفه | ضعفا وفي حباله عنقُ أسدْ |
و قامة لو لم يكن لشكلها | فعلُ القناة لم تملْ ولم تمدْ |
بانات وادٍ مذ حمتْ شجراءهُ | رماحُ قيسٍ ما اختلى ولا عضدْ |
تلاوذُ الريحُ بكلَّ مرهفٍ | غصنٍ إذا قام وحقفٍ إن قعدْ |
حبائب بالخيف في ملاعبٍ | هنّ النعيمُ وهي جناتُ الخلدْ |
سقتْ دموعي حرها وملحها | عيشا بها بالأمس طاب وبردْ |
لو كان لي على الزمان إمرة ٌ | بطاعة ٍ قلتُ أعدها لي أعدْ |
يا راكبا تدوسُ للرزقِ به | حرَّ الثرى والليلَ وجناءُ أجدْ |
ترى الطريقَ عرضهُ وطولهَ | لقطبها بين ذراعٍ وعضدْ |
تطوى السرى طيَّ الرياح لا ترى | سائلة أين المدى وما الأمدْ |
كأنها من خفة ٍ من مسها ال | أرضَ على أربعها لا تعتمدْ |
تطلب نجحَ حاجها بجهد من | أقسمَ لا يطلبُ إلا ما يجدْ |
ارجعْ وراءَ فاسترحْ وأعفها | ما كلُّ حظًّ لك منه أن تكدّْ |
مطرحُ عينيكَ غنى َ مقترفٍ | كفى بنى الحاجاتِ شقاتِ البعدْ |
بجانب الزوراء قصرٌ قصدهُ | بحرٌ إذا أعطى الغنيَ لم يقتصدْ |
أيدي بنى عبد الرحيم مدهُ ال | دائمُ والبحرُ يغيضُ ويمدّْ |
قد أفعموه وأباحوا ورده | مخلدا عذبا فمن شاء وردْ |
قومٌ إذا لم تلقَ منهم واحدا | و إن لقيتَ الناسَ لم تلقَ أحدْ |
صانوا حمى أعراضهم ومالهم | و ذية ٌ على الطريق تنتقدْ |
و عقدوا لكلّ جارٍ ذمة ً | و ذمة ُ المال بهم لا تنعقدْ |
هم دبروا الأرضَ فلم يعيهمُ | بثقلها تدبيرها ولم يؤدْ |
ملوكها اليومَ وآباؤهمُ | ملوكها وما على الأرض وتدْ |
تمطقوا السؤددَ في مهودهم | من حلمٍ ما أرضعتْ من لم يسدْ |
و طوحوا وهم جذاعٌ فصلٌ | بالقارح البازل والقرمْ الأشدْ |
و كلما نازعهم منازعٌ | سلمَ مختارا لهم أو مضطهدْ |
و لا ومنَ قاد الصعابَ لهمُ | و أوجدوا الفضلَ بهم وقد فقدْ |
و أظهرَ الآية َ في اشتباههم | بأسا وجودا وعناءً وجلدْ |
ما تلدُ الأرضُ ولو تحفلتْ | مثلَ كمالِ الملكِ والأرضُ تلدْ |
رعى بني الدنيا على اختلافهم | منفردا بما رعاه مستبدْ |
لا مستشيرٌ يبصر الشورى له | رأيا ولا منتصحٌ فمرتفدْ |
وحدة ُ ذي اللبدة ِ لا يفقره | عناؤه بنفسه إلى العددْ |
تحرم النومَ المباحَ عينه | إزاء كلَّ خلة ٍ حتى تسدّْ |
لا مغلقُ الرأي ولا مضطربُ ال | أحشاءِ تحت حادثٍ من الزؤدْ |
إذا أصاب فرصة ً لعزمه | صممَّ لا يسوفُ اليومَ بغدْ |
مباركُ النظرة ِ من أبصره | مصطحبا بوجهه فقد سعدْ |
لو صيغت الأيامُ من أخلاقه | لم يعترضها كدرٌ ولا نكدْ |
لم يسمه الملكُ الكمالَ أو رأى | عن عفوه نقصانَ كلَّ مجتهدْ |
و لا أرادته العلا أباً لها | إلا وقد أفلحَ منها ما ولدْ |
أقرّ بالفضل له حاسدهُ | و لو رأى وجهَ الجحود لجحدْ |
أفقره الجودُ وإن أغناه أن | ساد به ولم يسدْ من لم يجدْ |
فلا يزلْ على الزمان منكمُ | مسلطٌ يفرى الأمورَ ويقدْ |
و لا تبدلْ بسواكم دولة ٌ | أنتم على أرجائها ستر يمدّ |
و لا أرى سريرها وسرجها | من غيركم من يمتطي ويقتعدْ |
و كنتَ أنت باقيا مساوقا | بعمره وعزه شمسَ الأبدْ |
تسبى العطايا لك كلَّ حرة ٍ | لولا نداك لم تكن لتعتبدْ |
بنتِ الخدور في الصدور رضعتْ | ثدى النهى ونأتْ من الكبدْ |
لم تمتهنْ بلفظة ٍ يلفظها | من شرها السمعُ ولا معنى ً يردّْ |
يرقى بها ودَّ القلوبِ ساحرٌ | ما شاء بالنفثة ِ حلَّ وعقدْ |
كل لسانٍ ثنويٌّ مشركٌ | و هو لكم في شعره فردٌ صمدْ |
ما دار مذ دار الكلامُ ناطقٌ | بمثلها ولا جرتْ في الصحفِ يدْ |
تغشاك منها كلَّ يومٍ تحفة ٌ | نخبة ُ ما قال الخبيرُ أو نقدْ |
رآك دون الناس أولى بالذي | بالغ فيه من ثناء واجتهدْ |
ما نافقتك مدحة ٌ ولم يقلْ | فيك غلوَّ الشعر إلا ما اعتقدْ |