لمن دارٌ على إضم
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لمن دارٌ على إضم | كوحي الخطِّ بالقلمِ |
عفتْ إلاّ بما تملي | من الزفراتِ والألمِ |
وقفنا محدثين بها | جوى أيّامنا القدُمِ |
نشاكيها ونفضلها | بفيضِ دموعنا السُّجمِ |
وكلٌّ بالنحولِ على ال | شّكاية ِ غيرُ متهمِ |
فنحنُ ردائدُ البلوى | نعمْ وطلائحُ السَّقمِ |
سقاكِ على ادكارِ العه | دِ غيثُ مواقرِ الديمِ |
وزارك خيرُ ما نسجتْ | على أرضٍ أكفُّ سمي |
فكم من عيشة ٍ صلحتْ | لنا بك ثمّ لم تدمِ |
وليلٍ تسلب الأسحا | رُ فيه مواهبَ العتمِ |
شكرنا فيه شكر الح | قّ منه كاذبَ الحلمِ |
يغطّينا الدجى ويبو | ح ومضُ البارق الضَّرمِ |
وهل تتموَّه الأقما | رُ إن غطِّينَ بالظُّلمِ |
ويشرقُ في الصِّفاح اللث | مُ إشفاقا من التُّهمِ |
فنقضي في يدٍ ويدٍ | مآربَ من فم وفمِ |
فيا علم الحمى ذكرتْ | عهودك ظبية ُ العلم |
وعادكَ من زمان ذما | كَ ناشرُ تربك الرّممِ |
ويا ريح الصَّبا اقترحي | على الأحشاء واحتكمي |
متى راوحتها خبرا | على البيضاتِ في الخيمِ |
أراكِ نسمتِ تختبري | ن ما عهدي وما ذممي |
فهذي في يدي كبدي | وذا في وجنتيَّ دمي |
سلامٌ كلّما ذكرتْ | ليالينا بذي سلمِ |
وحيّا الله مختبطاً | ونارُ الليل في الفحمِ |
تجشّمَ يركبُ الأسلا | تِ من كعبٍ ومن جشمَ |
سرى أنسا وفي الرقبا | ء كلُّ ألدَّ محتشم |
خفيَّاً أن يُرى بالعي | ن أو يقتصَّ بالقدمِ |
وأعجب كيف نمتُ له | وليلى قبلُ لم أنمِ |
إلى أن صاح بي وبه | صديعُ الفجر قمْ وقمِ |
ومرّ فليتَ مختلسي | زيارته ومجترمي |
يعالجُ ودَّ منتقلٍ | ويأملُ عفوَ منتقمِ |
وطرفا قد أصاب علا | أبي الحسن العميد عمي |
أخى ودّاً وعرق الو | دِّ فوق وشائج الرّحمِ |
ومولى حاجتي يوم ان | قطاع علائقِ الحرم |
ومنهض همّتي ما قم | ت أطلب عاليَ الهممِ |
وكان طفى الزمان به | أوامي أو شفى قرمي |
وأوجده عل عدمٍ | وأولده على عقمِ |
أكيدُ به النوائبَ أو | تكونَ بأمره خدمي |
وألبسُ منه ضافية ً | ذلاذلها على قدمي |
فسلَّ عليَّ جفوته | مسلَّ الصارم الخذمِ |
ولوّنه عليّ مل | وّن الشعراتِ في اللِّمم |
تناسى والمدى كثبٌ | وعهدُ الوصل من أممِ |
مؤاخذة ٌ بلا سببٍ | وإعراضٌ بلا جرمِ |
سوى أني كثرتُ فم | لَّ والمملولُ للصُّرمِ |
وعزَّ بنفسه ذلّي | له بنوافذِ الكلمِ |
وخفضي في مدائحهِ | خزامة َ أنفي العرمِ |
ولولا شيمة ٌ رفعت | ه ما خودعتُ عن شيمي |
وغيرك صارما أعطي | ه حبلَ أحذَّ منفصمِ |
أكايله بصاعِ يدي | ه من عوجٍ ومن قيمِ |
وأترك سنَّه وعداً | لأكلِ يديه بالندمِ |
ولكن قطعى العضو ال | أليمَ يزيد في ألمي |
فؤادي فيك مبتذلي | وطرفُ العين مهتضمي |
فما لي في قراعك غي | ر أن ألقى يدَ السلمِ |
وأنظر رجعة الإنصا | ف منك وعطفة َ الكرمِ |
وإني في رءوس عدا | ك ولاَّجٌ على القحمِ |
وعلمك أنّ مثلي السي | فُ لم يغمد ولم يشمِ |
ودونك في الخصام ألدَّ | آخذِ موضعِ الكظمِ |
فخفْ عقبى الغبينة فيَّ | يومَ تفاوتِ القيمِ |
فمن لك بي إذا ما قا | ل بأني السؤدد انهدمِ |
ومن لك يومَ يحمى العر | ضُ مثلُ يدي ومثلُ فمي |
ومن ذا إن شردتُ يردّ | ما أرسلتُ من خطمي |
أرى أملي يشتَّتُ أو | أراك تعود منتظمي |
فيا مبدي الوفاءِ أعد | ويا معطي المنى أدمِ |
ويا من قدّم الحسنى | هب الحدثانَ للقدمِ |
وثقِّف ما حطمتَ فلا | طعانَ لصدرِ منحطمِ |
وكن لي مثل ما قد كن | ت منتقذي ومعتصمي |
ووفِّر فضلَ مالك لي | وجاهك مسنيا قسمي |
فلو عاد الزمان فتى | وشبّ لكم على الهرمِ |
لما أخلفتمُ مثلي | ولا في سالف الأممِ |
عتبتُ وتحت حرِّ العت | ب قلبٌ غيرُ محتدمِ |
وأضلاعٌ تضمُّ علي | ك شوقا موضعَ الحزمِ |
ومثل الغيث عوتب أن | أخلَّ بصوبه الرّهمِ |
ولم يأسف على العليا | ء مثل معود النِّعمِ |