رضيتُ وما منْ طاعة ٍ كلّ منْ رضيَ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
رضيتُ وما منْ طاعة ٍ كلّ منْ رضيَ | وفاءً لغدَّارٍ وحبَّاً لمبغضِ |
وراجعتُ قلبي أسترُ الصَّبرَ بعدهُ | فلمْ أرَ إلاَّ مقبلاً نحو معرضِ |
حفاظٌ ولكنْ لو وجدتُ جزاؤهُ | وودٌّ ولكنْ منهُ لمْ أتعوَّضِ |
أكنتَ بصحراءِ الأبيرقِ صارفي | بعذلكَ عنْ بثِّ الهوى أمْ محرِّضي |
عشيَّة َ لا يخفى جوى متجلدٍ | ولا تسعُ الأجفانُ دمعَ مغيِّضِ |
وأنتَ تمنيني بدمعٍ سمعتهُ | وما كانَ إلاَّ قولة ً منْ ممرِّضي |
ألا في ضمانِ اللهِ لبٌّ أطارهُ | أصيلاً سنا برقٍ بدجلة َ مومضِ |
لهُ منْ سحوقِ الغيمِ ردَّة َ غامدٍ | وفي خفقانِ الرِّيحِ سلَّة ُ منتصي |
أضاءَ ويومي بالجزيرة ِ مظلمٌ | يذكِّرني منْ بابلٍ ليلها المضي |
وحسناءُ لمْ ترجُ الإيابَ لغائبٍ | فترعى ولمْ تنوِ القضاءَ لمقرضِ |
لها منزلٌ بالغورِ بينَ معدَّنٍ | مشيدٍ ومنشورِ البساطِ مروَّضِ |
حبستُ بهِ أبغي الحياة َ لقاتلي | غراماّ وأدعو بالشفاءِ لممرضي |
ولمَّا توافقنا وفي العيسِ فضلة ٌ | بقدرِ الوقوفِ ساعة ً ثمّ تنقضي |
رأتْ شيبة ً ما لوّحتْ بعوارضي | فصرّحَ بالهجرانِ كلُّ معرَّضِ |
وقالتْ أشيخٌ قلتُ كهلٌ فأطرقتْ | وقالتْ أمامَ السَّهمِ إنذارُ منبضِ |
يناغيكَ بعدَ الشَّيبِ قلبي وناظري | ومنْ أينَ يصفو أسودانِ لأبيضِ |
قيالسنِّي أيَّامَ يعطلُ مسحلي | وصمتي في حلى الِّلجامِ المفضَّضِ |
أنوَّامَ ليلٍ قصَّرَ النومُ عمرهُ | سلوا ببقاءِ الليلِ منْ لمْ يغمِّضِ |
وكنتمْ جناحي ثمَّ هيض ببعدكمْ | فهل بعدكمْ عضوٌ إذا طرتُ منهضي |
أأركضُ أبغي في البلادِ معوضة ً | بكمْ طالَ تطوافي إذن فتركُّضي |
بلى قبصٌ منْ آلِ أيُّوبَ صاحَ بي | سناهُ وقدْ اعتمتْ دونكَ فاستضي |
رعتْ نفسي الخلاَّتُ قبلَ ودادهِ | هشيماً فلمَّا عنَّ لي قلتُ أحمضي |
أبا طالبٍ والظنُّ أنَّكَ شافعٌ | لها في غنى ً عنْ باعثٍ ومحضِّضِ |
شكيَّة َ مملوءٍ منْ الوعدِ قلبهُ | تحدَّثَ عنْ داءٍ منْ المطل مريضِ |
غنيٌّ بتسويفِ الأماني تقطَّعتْ | عرى صبرهُ بينَ المجيءِ إلى المضي |
أحلّ بكمْ في الصَّومِ حاجة ً | وقدْ عبرَ الأضحى بهِ وهوَ يقتضي |
أترضونَ أنْ تصفو لغيركمْ حياضكمْ | وأرضيَ تغذي جرعة َ المتبرّض |
لعلكمْ ارتبتمْ بفضلِ تسهُّلي | عليكمْ وإلمامي بكمْئ وتعرُّضي |
فلا تحسبوا ذلاًّ فما منْ ضراعة ٍ | بدا لكمْ نابُ الشُّجاعِ المنضنضِ |
وغيرك منْ يرمي القضاءَ بذنبهِ | إذا قيلَ قدْ فرَّطتْ قالَ كذا قضي |
تسمَّعْ لها لمْ توفِ شكركَ حقَّهُ | ولو قدْ وفتْ ما كنتُ بالشُّكرِ أرتضي |
جميلة ُ وجهٍ عاطلٍ منْ كسى الغنى | وإنْ وسمتها منكَ حلَّة ُ معرضِ |
وفي القلبِ مالا يبلغِ الفمُ ثبُهُ | وفي بقريضٍ دونهُ الهمُّ مجرضي |
فعذراً وفوزاً بانبساطي فإنَّهُ | عزيزٌ على ما اعتادَ فرطُ تقبُّضي |
وأخذا منَ الأيَّامِ أوفى حظوظها | بخيرٍ تجدِ ما شئتَ منهنَّ وأرفضِ |
تساقُ لكَ الدُّنيا بظهرٍ مذلَّلٍ | إذا وزعتْ قرما بنفرة ِ ريِّضِ |