أبا لغور تشتاقُ تلك النجودا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أبا لغور تشتاقُ تلك النجودا | رميتَ بقلبك مرمى بعيدا |
وفيتَ فكيف رأيتَ الوفاءَ | يذلّ العزيزَ ويضوي الجليدا |
أفي كلّ دارٍ تمرُّ العهودُ | عليك ولم تنس منها العهودا |
فؤادٌ أسيرٌ ولا يفتدى | و جفنٌ قتيلُ البكا ليس يودي |
سهرنا ببابلَ للنائمي | ن عما نقاسى بنجدٍ رقودا |
من العربيات شمسٌ تعودُ | بأحرارِ فارسَ مثلي عبيدا |
إذا قومها افتخروا بالوفا | ءِ والجود ظلتْ ترى البخلَ جودا |
و لو أنهم يحفظون الجوا | رَ ردوا على فؤادا طريدا |
نعم جمعَ الله يا من هويتُ | و صدَّ عليك الهوى والصدودا |
رنتْ عينه ورأت مقتلي | ففوقها ورماني سديدا |
قلوبُ الغواني حديدٌ يقالُ | و قلبك نارٌ تذيبُ الحديدا |
سأجري مع الناس في شوطهم | فعالا بغيضا وقولا وديدا |
أغرّ ببشرِ أخي في اللقا | ءِ لو تبعَ الغيثُ تلك الرعودا |
و يعجبي الماء في وجهه | و في قلبه الغلُّ يذكي وقودا |
مريبون أوسعهم حجة ً | و عذرا معي من يكون الحسودا |
و حادِ فلستَ ترى المستري | حَ في الناس من لا تراه الوحيدا |
و حازت سجايا ابن عبد الرحيم | ثناءً كسؤدده لن يبيدا |
و مدحا إذا مات مجدُ الرجا | ل أعطى الذي سار فيه الخلودا |
تمهدَ من فارسٍ ذروة ً | تحطُّ المجرة عنها صعودا |
مكانة َ لا تستفزُ العيو | بُ فخرا ولا يغمزُ اللؤمُ عودا |
تشابهَ عرقٌ وأغصانهُ | كما بدئَ المجدُ فيهم أعيدا |
فعدَّ الكواكبَ منهم بنينَ | و عدَّ الأهاضيبَ منهم جدودا |
سعدتُ بحبك لو أنني | لحظيَ منك رزقتُ السعودا |
إلامَ توانٍ يميتُ الوفاءَ | و عندي ضمانٌ يحلُّ العقودا |
و نقصُ اهتمامٍ أرى مكرهاً | لجودك من أجله مستزيدا |
أما آن للعادة المرتضا | ة ِ من رحبِ صدرك لي أن تعودا |
و لو لم يكن ماءُ وجهي يذوبُ | بها ثمنا لم يرعني جمودا |
أمانٍ صدرنَ بطاناً وعدنَ | خمائصَ مما رعين الوعودا |
إلى الله محتسبا عنده | بعثتُ هوى مات فيكم شهيدا |
على ذاك ما قصرتْ دولة | فطاولْ زمانكَ بيضاً وسودا |
و لا تبرحنَّ بشعري عليك | عرائسُ يجلينَ هيفاً وغيدا |
تخالُ اليمانيَّ حاك البرودَ | إذا أنا قصدت منها القصيدا |
و لي كلَّ عيدٍ بها وقفة ٌ | أناشدُ عطفك فيها نشيدا |
تهانٍ يغصُّ التقاضي بها | فهل أنا لا أتقاضاك عيدا |