يذنب دهرٌ ويستقيلُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
يذنب دهرٌ ويستقيلُ | ويستقيم الذي يميلُ |
والعيش لونٌ يوما ولونٌ | كلاهما صبغة ٌ تحولُ |
وربّما حنَّت الليالي | ثم لها مرة غفولُ |
فاسر فإن الدنيا طريقٌ | أسهلَ ميلٌ وشقَّ ميلُ |
لا غرو أن تظلع المطايا | فيها وأن يغلط الدليلُ |
والرجلُ الضربُ من تساوى | في نفسه الصعبُ والذَّلولُ |
فهو إذا انحطّ أو تعالى | لا التيهُ منه ولا الخمولُ |
كالسيفِ لا زينه التحلِّي | يوما ولا عيبهُ الفلولُ |
فقلْ وإن نال من أناس | في حسد المجد ما تقولُ |
أبناء عبد الرحيم أفقٌ | لم يهتضم شمسه الأفولُ |
إن شرّقتْ فالصباحُ منها | أو غرّبتْ فابنها الأصيلُ |
لها علاها فإن وجدتم | طولا إلى نيلها فطولوا |
لا تحسبوها إذا توارتْ | أنّ التواري لها نزولُ |
فالأسدُ أسدٌ في الغيل وال | نصولُ في قربها نصولُ |
والماء في السحب مستسرٌّ | لحاجة ٍ عندها يسيلُ |
قد يهجر القومُ عقرَ دارٍ | وهم بأخرى حيٌّ حلولُ |
والبدر في أفقه رديدٌ | ما بين أبراجه نقيلُ |
وهو على ترك ذا لهذا | مباركٌ وجهه جميلُ |
ما اعتزلوا أن أطاف عجزٌ | بهم ولا صدّهم نكولُ |
ولا رأوا هضبة َ المعالي | من تحت أقدامهم تزولُ |
كم جذعٍ منهمُ فتى ً | لم يعيه حملهُ الثقيلُ |
وبازلٍ فيهمُ جلالٍ | أنهضه بالعلا البزولُ |
لكنلأمرٍ يغيب عنكم | تعلقُ بالقنة الوعولُ |
فاجتنبوا اللوم وانظروها | غداً إذا استنوق الفصيلُ |
وأنكحتْ والصَّداقُ وعدٌ | وغير أكفائها البعولُ |
وهي إذا استصرختْ سواكم | أصرخها الناصرُ الخذولُ |
هم قطبها كيفما أديرتْ | وهم إذا ضلّت السبيلُ |
تقضى وتمضى الأمور فيها | وهي إلى أمرهم تؤولُ |
لله والمجدِ هم فروعا | تمّت بإقبالها الأصولُ |
توحّدوا بالعلا فبانوا | والناسُ من بعدهم شكولُ |
آباء صدقٍ دلّتْ عليهم | شهودُ أبنائها العدولُ |
وأصدقُ النقل في صفات ال | أسود ما قالت الشُّبولُ |
قومٌ إذاما السماء ضنّت | عاذت بأيديهم المحولُ |
أحلامهم رزَّنٌ ثقالٌ | ومالهم طائشٌ جهولُ |
فتحتَ عمَّاتهم جبالٌ | وفوق أقلامهم سيولُ |
إذا زعيم الملك اقتفاهم | يحمي من الضيم أو ينيلُ |
فاقض على نازح مدانٍ | واقطع فقد دلّك الدليلُ |
واسأل عليّاً بما بناه ال | حسينُ واقنع بما يقولُ |
أبلجُ لا رفده نسئٌ | فينا ولا عهده غلولُ |
ولا نداهُ الحيُّ المعافى | بالمطل ميتٌ ولا عليلُ |
ليمَ على الجود والتعنِّى | أن تعذلَ الديمة ُ الهطولُ |
سقى وروَّى وفي يديه | من ماله جدولٌ نحيلُ |
وضنَّ لوّامه ومنُّوا | وفيهمُ دجلة ٌ ونيلُ |
فيومُ سؤَّاله قصيرٌ | وليلُ عذَّاله طويلُ |
مضى وما استرهفتْ سنوه | فلم يخنه حدٌّ كليلُ |
أحرزَ شوطَ الصِّبا إلى أن | تناكصتْ خلفه الكهولُ |
ثمَّ جرى أعوجاًفقامت | تغضُّ أرساغها الخيولُ |
ينشقها نقعه غبارا | يشمُّه الراغم الذليلُ |
شيمَ لهامِ العدا فأغنى | غناءه الصارمُ الصقيلُ |
وحمَّلوه الجلَّى فأوفى | بيذبلٍ كاهلٌ حمولُ |
خلقتَ غيظا لكلِّ نفسٍ | حبُّ العلا عندها فضولُ |
وكلّ جسم لا مجدَ فيه | فأنت في صدره غليلُ |
عزَّ بك الفضلُ فاستقادتْ | أمُّ الندى وابنها قتيلُ |
وافترَّ منك الزمانُ طلقا | عن روضة ٍ ريحها قبولُ |
شمائلٌ أحزنتْ ولانت | كأنها الماءُ والشَّمولُ |
وطلعة ٌ تشرقُ الدياجي | منها وأقمارها أفولُ |
للحسن وجهٌ أغرُّ منها | والحسن في غيرها حجولُ |
ملكتَ رقِّى بالودّ حتّى | صرتُ من العتق أستقيلُ |
ولم يحوِّلك عن وفاءٍ | عهدته دولة ٌ تدولُ |
رشتَ وأخصبتَ والخوافي | حصٌّ ونبتُ المرعى وبيلُ |
ولم تكلني إلى دعيّ | منصبه في الندى دخيلُ |
يغضب إن قلتُ يا جوادا | لعلمه أنه بخيلُ |
فإنّ أولى من رابَ قولي | من فعلهُ ضدُّ ما أقولُ |
والمدحُ في معصم سوارٌ | وفي أكفٍّ أخرى كبولُ |
سوى جفاء يعنُّ نبذا | كما أغبَّ الحيا الوصولُ |
يعذر فيه المولى المولِّي | شيئا ولا يعذر الخليلُ |
فابتدر الآن من قريبٍ | ما كان من شوطه يطولُ |
واقدح ولو جذوة فإن ال | ظلماء يورى فيها الفتيلُ |
ولا تراعِ القليلَ فيها | فربّما ينفع القليلُ |
والق بوجه النيروز وجها | يضحك في صحنه القبولُ |
يومٌ جديدٌ يردُّ غصّاً | من ملككم ما جنى الذُّبولُ |
يشهدُ أنَّ السعودَ حالٌ | من أمركم ليس يستحيلُ |
وأنّ ما غاب من علاكم | غيرُ بطئٍ به القفولُ |
شهادة لا فسوقَ فيها | شعري بتصديقها كفيلُ |