من موصلٌ بالسؤال والقسمِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
من موصلٌ بالسؤال والقسمِ | إليّ علما عن دارة العلمِ |
أحدوثة تنسخ الغليلَ فيل | تام من القلب غيرُ ملتئمِ |
هيهات نجدٌ والمخبرون به | قلَّ عناءُ السؤال من أممِ |
ليس سوى نفحة ِ الصَّبا لك أو | لمحة ِ برقٍبالغور مبتسمِ |
وخادعاتٍ وهناً يصانعك ال | ليلُ بها من كواذب الحلمِ |
تطرقُ لقطَ القطاة ِ خائفة ً | مكايدَ الراصدين في الطُّعمِ |
نمتُ لها نومة َ المريب وأص | حابي هجودٌ من جانبي إضمِ |
والليلُ تسرى نجومهُ الشهبُ في | جحافلٍ من خيوله الدّهمِ |
فزارنا قرِّبتْ زيارته | من آنسٍ بالظلام محتشمِ |
يعرف رحلى من الركابِ برج | عات التشكِّي وأنَّة ِ السَّقم |
ثم دنا جاذبا عطافي وال | خوفُ يلوى منه فقال قمِ |
قم لي فلولاك لم أجبْ خطرا | قلت ولولا سراكَ لم أنمِ |
أكرومة ٌ للدجى وهبت ذنو | ب الصبح فيها لشافع الظُّلمِ |
وعارض تصبح البلادُ به | في نعمة ٍ من مواهب الديمِ |
عدّلَ حتى تلاحق الحَزنُ بال | سهل وسوّى الجفارَ بالأطمِ |
راخى له المرزمانِ وانشالت ال | عقربُ عن كلِّ هاجم عرمِ |
يوغلُ في الأرض ماؤه مولداً | منها بطونَ الحوائلِ العقمِ |
ترى القراراتِ منه رافلة ً | في أزُرٍ من عمائمِ الأكمِ |
تقولُ عنه الرياضُ مفصحة ً | أحسنَ ما قال شاكرُ النِّعمِ |
كأنما الله قبله قطّ ما | قلّد أرضا صنيعة ً لسمي |
تعبث آثارهُ بمشعرة ِ ال | أعضادِ قرعَ الجنوبِ واللِّممِ |
قد أكلَ الجدبُ أطيبيها فلم | يبقَ سوى رسمها لمرتسمِ |
بعيدة العهدِ بالعشيب من ال | أرض ورقراقِ مائها الشَّبمِ |
تنهضُ أشباحها النواحلُ في | حاجاتنا بالجسائم العظمِ |
تطلب من ذي الرياستين قرا الر | كبِ ونارَ القِرى على العلمِ |
وعزة َ الجارِ في ربيعة َوالد | ارِ وأمنَ الحمام في الحرمِ |
والقائلِ الفاعلِ الذي سيط جو | دُ العربِ منه بطيبة العجمِ |
تزجرها باسمه الحداة فتن | قاد بغير الخشاشِ والخطمِ |
فخلِّ عنها لسّاً ومضمضة ً | ثم استقمْ في السُّرى بها ورُمِ |
فاليومَ ترعى وادي الغضا وغداً | ترعى بنعماه واديَ الكرمِ |
يبلغنَ لا ضيِّقَ الخناق من ال | عي ولا مسندا من السأمِ |
ولا قصير الإزار إن جذبَ ال | جدبُ بأذيال خائض القُحمِ |
أملس لا تعلقُ العيوبُ به | معطَّر العرض أبيض الشِّيمِ |
غضبان مما غار الأبيُّ له | وفي الرضا شهدة ٌ لملتقمِ |
إما ترى ما لديه قسرا فخذ | عنه وإما سألت فاحتكمِ |
عسفا ولطفا ويجمع الماءَ وال | نارَ غرارُ المهندِ الخذمِ |
جاد فقال اللوّام حسبك فاز | داد فقالوا يا ليت لم نلمِ |
وذوّقوه العقبى فقال لها | عدّة ُ صبري وجامعُ الرِّممِ |
أعجبُ من عاملِ الرزق عدوٌّ | قاسمُ الرزق غيرُ متّهمِ |
لله والمجدِ والحفيظة وال | عزائم العالياتِ والهمم |
ما ضُمِّنتْ منأبي المعاليحبى ال | دستِ وأدَّتْ جوامعُ الكلم |
وربّ عوصاء تعصب الفمَ بالرِّ | يق وتهفو بالناطقِ الخصمِ |
نافرة ِ الجانبين مبهمة ِ ال | وجهِ على جامع ومنتظمِ |
عزَّت على القائلين وهي له | تذلُّ بين اللسان والقلمِ |
تفعل خرساءَ في صحائفها | فعلَ زئير الآسادِ في الأجمِ |
كأنه من ردى النفوس بها | يكتبها في طروسها بدمِ |
فضائل إرثها ومكسبها | له بحق الحدثان والقدمِ |
يابن المحامين عن حقائقهم | في الصبح والمطعمين في العتمِ |
والضاربين العدا بحدّهمُ | والبالغين المدى بجدهمِ |
مشى على الدهر ملككم يفعا | وعانسا مشرفا على الهرمِ |
ورضتمُ أظهرَ الليالي المقا | ديمِ وطلتم سوالفَ الأممِ |
قد أصلح الناسَ سعيكم لهمُ | وأفسد الناسَ لطفكم بهمِ |
وقلَّبتكم أيدي الملوك فلم | يغمزْ قناكم عارٌ ولم يصمِ |
واستصرخوكم مستضعفين على | حربٍ فكنتم أنصارَ ملكهمِ |
واستقدحوا رأيكم فأرشدهم | والنصحُ حيرانُ والصوابُ عمي |
فلا تزعزعكم الخطوب ولا | تدخلْ عليكم صوارفُ النِّعمِ |
ولا تزلْ منكم الأساورُ والت | يجانُ فوق الأكفِّ والقممِ |
شريتكم بالورى فما قرع ال | غبنُ بظفري سنِّى من الندمِ |
وصرتُ منكم بحكمِ كلِّ فتى ً | منكم لحقّ الوفاء ملتزمِ |
دستُ رءوسَ العدا بمجدكمُ | وهان هاماتهم على قدمي |
لففتموني بعيصكم فسرت | عروقُ عبد الرحيم في رحمي |
لكن هناتٌ تعرو فتلفتُ عن | حقّي وتقصى القريبَ من ذممي |
وشاغلاتٌ حوادثٌ صرفتْ | وجوهكم عن حقوقيَ القدمِ |
ألقاكمُ آنسا فيرجعُ بي | إعراضكم في ثيابِ محتشمِ |
ملالة ٌ والمزار غبٌّ وإق | صاءٌ بلا زلَّة ٍ ولا جرُمِ |
وجفوة ٌ لو شربتها في إنا | ء الماءِ صديانَ ما شفى قرمي |
لم ترقها خدعتي بقولي ولا | فعلي والسحرُ في يدي وفمي |
تشمتُ آمالى الصحائح في | إشفاءِ حالي فيكم على السَّقمِ |
ويعجب المجدُ من وجودكمُ | على الغنى قدرة ً ومن عدمي |
وما أقول البحارُ غاضت بأي | ديكم وحالت طبائعُ الدِّيمَ |
لكن عتابي على الحظوظ وشك | واي إليكم تحيُّفُ القسمِ |
وأنني في زمان عزّكمُ | وهو زماني بحالِ مهتضمِ |
كنت أظنّ الأيامَ إن خدمتْ | إقبالكم أن يكونَ من خدمي |
وأنّ نيرانكم إذا ارتفعتْ | أوّل ما يعتلقن في فحمي |
وأن تزولَ الدنيا وأنت على | عهدك لي لم تزل ولم ترِمِ |
فلا يخب ذلك الرجاء ولا | تهتكْ مصوناتُ تلكم الحرمِ |
ولي ديونٌ أجِّلن عندك قد | أكلن لحمي وقد شربن دمي |
فاقض فقد أمكنتْ وخفَّف بها | ظهرك إن الديون في الذّممِ |
واقصدِ بها غاية َ الجمال على ال | عادة فيها لا غاية َ القيمِ |
والبس من المهرجان ضافية ً | في العزّ أذيالها على القدَمِ |
ينسجها السعدُ ما أطال وما | أعرض في الأسدياتِ واللُّحمِ |
معقودة ً بالخلود طرّتها | فما تقول الدنيا لها انفصمي |
وقابلِ الصومَ أبلجَ الوجه جذ | لانَ وعيِّدْ مؤيَّدا وصمِ |