بلغتْ صبرا فقالت ما الخبرْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بلغتْ صبرا فقالت ما الخبرْ | قلتُ قلبٌ سيمَ ذلاًّ فنفرْ |
لا تعودي في هوى ً ظالمة ً | ربما عاذ بحلمٍ فانتصرْ |
نظرة ٌ أعرضتُ عنها أعقبتْ | غضبا آذنَ للقلب النظرْ |
أرهفتْ سيفين في أجفانها | كلَّ منْ غرا يبيتْ على غررْ |
أقسمتْ من جرحاه لا برا | يا طبيبي متْ ودائي في الحورْ |
أرسلتْ ليلة ََ صدتْ طيفها | ناظرا أين رقادي من سهرْ |
قال حياني فقالت نائما | طرفهُ قال نعم قالت غدرْ |
يا هوى حسناءَ ما شئتَ لها | من فؤادي غيرَ ذلًّ وخورْ |
ربَّ يومٍ باهلتني بالصبا | و صغارٌ عندها حظُّ الكبرْ |
و تنكبتُ مدلاًّ وفرة ً | نشرَ العنبرَ عنها منْ ضفرْ |
فرأت شيبا فقالت غيرتْ | قلتُ ما كلُّ شبابٍ في الشعرْ |
غيرت بيضاءَ في سودائها | قلتُ مهلا آية ُ الليلِ القمرْ |
ما لغزلانٍ تصافيني الهوى | ما استطاعتْ وأجازيها الكدرْ |
أنستْ إذ يئستْ من قنصي | فاستوى ما قرَّ منها ونفرْ |
و هل الزوراء إلا وطنٌ | يخدعُ الشوقَ وفي أخرى الوطرْ |
يا ندامايَ بها النسيانُ لي | و لكم منى َّ حفاظي والذكرْ |
كلَّ يومٍ أنا أبكي منكمُ | صاحبا بالأمس بقاني ومرّْ |
إنّ في الريَّ و سعدٍ عوضاً | كلما قايستُ طابَ وكثرْ |
سوف أنجو راكبا إحسانهُ | كلُّ مركوبٍ سوى ذاك خطرْ |
ساريا أجنبُ كبرى هممي | أطلبُ المرعى لها حيثُ المطرْ |
خاب من رام المعالي حاضرا | و الأماني في كفالاتِ السفرْ |
ما الغنى َ والمجدُ إن زرتَ فتى ً | ذا تناهٍ وهو ناءٍ لم يزرْ |
لا تباعدهُ الليالي إنه | أملٌ بين جمادى و صفرْ |
بأبي الساقي وبالغيثِِ صدى | و الفتى الحلوَ الجنيَ والشهدُ مرّْ |
علمتْ أعداؤه أموالهَ | لمماً يمنعها أن تستقرْ |
يافعٌ مكتهلٌ من حلمه | للصبا السنُّ وللرأي الكبرْ |
يا أبا القاسمِ صابتْ نعمة ٌ | لك لم يعدُ بها الغيثُ الزهرْ |
لم أزلْ أصبرُ علما أنه | أبدا يعقبُ خيرا من صبرْ |
ناظرا عادكمُ في مثلها | جنة ً لي من عذابٍ منتظرْ |
كان جرحا جائفا فاندملتْ | قرحة ٌ منه وكسرٌ فجبرْ |
يا ملوك الريَّ هل داركم ال | أرضُ طراً أم تعولون البشرْ |
وسعَ الناسَ جميعا جودكم | فاستوى من غابَ عنكم وحضرْ |
واصلتْ شاعرهم نعمى لكم | لم تدعْ مفحمهم حتى شعرْ |
حلَّ يا سعدَ العلا بهماءها | من قبولٍ بحجولٍ وغررْ |
واجلُ لي أخرى على الكافي متى اح | تشمتْ منه حياءً وخفرْ |
عرفتْ منكَ فيما قبلها | فأتتْ واثقة ً تقفو الأثرْ |
حاجة ٌ تمتْ ووافى حظها | حين نبهتُ لها منك عمرْ |