نشدتكَ يا بانة َ الأجرعِ
مدة
قراءة القصيدة :
9 دقائق
.
نشدتكَ يا بانة َ الأجرعِ | متى رفع الحيُّ منْ لعلع |
وهلْ مرَّ قلبي في التَّابعي | نِ أمْ خارَ ضعفاً فلمْ يتبعِ |
لقلدْ كانَ يطعمني في المقامِ | ونيَّتهُ نيَّة ُ المزمعِ |
وسرنا جميعاً وراءَ الحمولِ | ولكنْ رجعتُ ولمْ يرجعِ |
فأنَّتهُ لكِ بينَ القلوبِ | إذا اشتبهتْ أنَّهُ الموجعِ |
وشكوى تدلُّ على سقمهِ | فإنْ انتِ لمْ تبصري فاسمعي |
وأبرحُ منْ فقدهِ أنَّني | أظنُّ الأراكة َ عنِّي تعي |
يلومُ على وطني وافرُ ال | جوانحِ ملتئمُ الأضلعِ |
يبارحُ طيرَ النَّوى لا يفالْ | بأبترَ منها ولا أبقعِ |
وقالَ الغرامُ مدى ً لا يرامْ | فخذْ منهُ شيئاً وشيئاً دعِ |
تصبَّرْ على البينِ واجزعْ لهُ | لو كنتُ أصبرُ لمْ أجزعِ |
وفي الرَّكبِ سمراءُ منْ عامرٍ | بغيرِ القنا السُّمرِ لمْ تمنعِ |
أغيلمة ُ الحيِّ منْ دونها | تجرُ الذَّوابلَ أو تدَّعي |
تطولُ عرانيهمْ غيرة ً | إذا مااستعيرَ اسمها وادُّعي |
رجالٌ تقومُ وراءَ النِّساءِ | فيحمي اللِّثامُ عنْ البرقعِ |
أدرْ يا نديمي كأسَ المدامِ | فكأسي بعدهمُ مدمعي |
فإنْ كانَ حدُّكَ فيها الثَّلاثَُ | فإنِّي أشربُ بالأربعِ |
وزورٍ ولسنا بمستيقظين | ببطنِ العقيقِ ولا هجَّعِ |
ترفَّعنا جاذباتُ السُّرى | وتخفضنا فترة ُ الوقُّعِ |
سرى يتبعَ النَّعفَ حتى أطابَ | حثيثَ التُّرابِ على ينبعِ |
فبلَّ الغليلَ ولمْ يروهِ | وأعطى القليلَ ولمْ يمنعِ |
يدٌ نصعتْ لسوادِ الظَّلامِ | ومنْ لكَ بالأسودِ الأنصعِ |
تبرَّعَ منْ حيثُ لمْ أحتسبْ | بها وسقى حيثُ لمْ أشرعِ |
رأى قلقي تحتَ أوراقهِ | فدلَّ الخيالَ على مضجعي |
نذيريَ منْ زمنٍ بالعتا | بِ عنْ خلقهِ غيرُ مسترجعِ |
ومنْ حاكمٍ جائرٍ طينهُ | على طابعِ الحقِّ لمْ يطبعِ |
يميلُ على الحمرِ المقرباتِ | ة يغضبُ للأسمرِ الأجدعِ |
يكاثرني واحداً بالخطوبِ | ويحملُ منِّي على أضلعِ |
ويأكلني بتصاريفهِ | فها انا أفنى ولمْ يشبعِ |
وكمْ قامَ بيني وبينَ الحظوظِ | وقدْ بلغتني فقالَ ارجعي |
ولاحظني في طريقِ العلا | أمرُّ على الجددِ المهيعِ |
فقالَ لشيطانهِ قمْ إلي | هِ فاحبسْ بهِ الرَّكبَ أو جعجعِ |
فلا هو في عطني ممسكي | ولا تاركي سارحاً أرتعي |
أبغدادُ حلتِ فما أنتِ لي | بدارِ مصيفٍ ولا مربعِ |
صفرتِ فما فيكِ منْ درَّة ٍ | يقومُ بها رمقُ المرضعِ |
ودفَّعتْ البصرة ُ المجدَ عن | كِ حتى ضعفتِ فلمْ تدفعي |
فمالَ إليها فشلَّ الصَّلي | فَ عنكِ وملتفتَ الأخدعِ |
فخلِّي لنا نحوها طرفنا | وطيري لنا حسداً أو قعي |
إلى كمْ يزخرفُ لي جانباكِ | خداعاً ولو شئتُ لمْ اخدعِ |
وكمْ استرقَّ على شاطئيكِ | بمغربِ شمسكِ والمطلع |
وتهتفُ دجلة ُ بي والفراتُ | حذارِ منَ الآجنِ المنقعِ |
وتربة ُ ارضكِ لا تسمحنَّ | بجمرائها للثَّرى الأسفعِ |
ويرتاحُ وجهي لبردِ النَّسيمِ | ونارُ الخصاصة ِ في أضلعي |
وما انتِ إلاَّ وميضُ السَّرابِ | على صفحة ِ البلدِ البلقعِ |
ومالي أقمحُ ملحَ المياهِ | إذا كنتُ أشربُ منْ أدمعي |
وهلْ قاتلي بلدٌ أنْ أٌقيمْ | إذا خطَّ في غيرهِ مصرعي |
حفظتكِ حتى لقدْ ضعتُ فيكِ | فخفَّضَ حبُّكِ في موضعي |
ولو كنتُ انصفتُ نفسي وقدْ | قنعتُ بأهلكِ لمْ أقنعِ |
غداً موعدِ البينِ ما بيننا | فما أنتِ صانعة ٌ فاصنعي |
عسى اللهُ يجعلها فرقة ً | تعودُ بأكرمِ مستجمعِ |
وتأوي لهدي الأماني العطاشِ | قتأوي إلى ذلكَ المشرعِ |
ويسعدها الحظُّ منْ ظلِّ ذي السَّ | عاداتِ بالجانبِ الممرعِ |
فيرعى الوزيرُ لها ابنُ الوزي | رِ ما ضاعَ عندكَ لما رُعي |
سيعصفُ حادي القوافي لها | هبوباً إلى الملكِ الأروعِ |
فتنصرُ بالمحتمي المتَّقي | وتجبرُ بالرَّازقِ الموسعِ |
فتى ً عشقَ المجدَ لمَّا سلا | وعاشَ بهِ الفضلُ لمانعي |
وجمَّعَ منْ فرقِ المكرماتِ | بدائدَ لولاهُ لمْ تجمعِ |
غلامٌ انافَ بآرائهِ | على كلِّ كهلٍ ومستجمعِ |
ومدَّ بباعِ ابنِ ستينَ وهو | بباعِ ابنِ عشرينَ لمْ يذرعِ |
ودلَّ بمعجزِ آياتهِ | على قدرة ِ الخالقِ المبدعِ |
نوافرُ قرَّتْ لهُ لمْ تجزْ | بظنٍّ ولمْ تمشِ في مطمعِ |
رأى اللهُ تكليفهُ شرعها | فقالَ لهُ بهما فاصدعِ |
سقى كلَّ ضدَّينِ ماءَ الوفاقِ | بكأسِ سياستهِ المترعِ |
فخيسُ الأسودِ كنائسُ الظِّبا | ءِ والماءَ والنَّارُ في موضعِ |
وجمَّاءَ منْ سرحِ أمِ اليتي | مِ تنهلُ والذِّئبُ منْ مكرعِ |
وسدَّ بهيبتهِ في الصُّدورِ | مسدَ الظُّبا والقنا الشُّرَّعِ |
فلو لطمَ اللَّيثَ لمْ يفترسِْ | ولو وطئَ الصِّلَّ لمْ يلسعِ |
سلْ البصرة َ اليومَ منْ ذا دعا | لها وبأيِّ دعاءٍ دعي |
وكيفَ غدا جنَّة ً صيفها | وكانتْ جحيماً على المرتعِ |
ومنْ ردَّها وهي أمُّ البلا | دِ أنساً على وحشة ِ الأربعِ |
محرِّمة ً أنْ يحومَ الزَّمانُ | عليها بأحداثهِ الوقَّعِ |
وكانتْ روائعُ أخبارها | متى يروها ناقلٌ يفزعِ |
طلولاً تناعبُ غربانها | إذا الدِّيكُ أصبحَ لمْ يصقعِ |
يرى المرءُ منْ دمهِ في قميصِ | أخيهِ ضبائغَ لمْ تنصعِ |
فكمْ رحمٍ ثمَّ مقطوعة ٍ | ولو ربَّها الحزمُ لمْ تقطعِ |
ومنْ طامعٍ في المولَّى عليهِ | ولو سيسَ بالعدلِ لمْ يطمعِ |
رأى اللهُ ضيعتها في البلادِ | فأودعها خيرَ مستودعِ |
وردَّ لها الشَّمسَ بعدَ الغروبِ | بغيرِ عليٍّ ولا يوشعِ |
فبلِّغْ ربيعة َ إنْ جئتها | وسعداً وأسمعْ بني مسمعِ |
ضعي أهبَ الحربِ واستسلمي | لمالكِ امركِ واستضرعي |
ويكفيكِ منتتقعاً في الحدي | دِ انْ تأبري النَّخلَ أو تزرعي |
فقدْ منعَ السَّرحَ ذو لبدتينِ | متى ما يهجهجْ بهِ يوقعِ |
وسدَّتْ عليكَ مجازَ الطَّري | قِ مسحبة ُ الأرقمِ الأدلعِ |
وضمَّ عراقكَ منْ فارسٍ | شريفُ المغارسِ والمفرعِ |
بطيءٌ على السَّوءِ ما لم يهجْ | فإنْ يرى مطعمة ً يسرعِ |
منَ القومِ تعصفُ أقلامهمْ | لواعبَ بالأسلِ الزعزعِ |
وتقضي على خرزاتِ الملوكِ | عمائمهمْ وهي لمْ توضعِ |
ويقعصُ بالبطلِ المستميتِ | لسانُ خطيبهمْ المصقعِ |
إذا ادَّرعوا الرَّقمَ والعبقريَّ | سطوا بالدَّرائكَ والأدرعِ |
لهمْ في الوزارة ِ ما للبرو | جِ في الأفقِ منْ مطلعٍ مطلعِ |
مواريثُ مذ لبسوا فخرها | على أوَّلِ الدَّهرِ لمْ ينزعِ |
همْ ومنابتُ هذي الملوكِ | منَ النَّبعِ والنَّاسُ منْ خروعِ |
تصلصلَ منْ طينها طينهمْ | كما الماءُ والماءُ منْ منبعِ |
قرنتمْ بهمْ في شبابِ الزَّمانِ | قرينة َ عادٍ إلى تبَّعِ |
فمنْ قالَ آلُ بويهٍ الملوكُ | همْ آلُ عبَّاسَ لمْ يدفعِ |
تنوطُ وزارتكمْ ملكهمْ | مناطَ المعاصمِ بالأذرعِ |
فيا ابنَ الوزيرينِ جدِّاً أبا | وأثلثْ غذا شئتَ أو أربعِ |
إلى حيثُ لا يجدُ النَّاسبون | وراءَ المجرَّة ِ منْ مرفعِ |
بحقِ مكانكَ منْ صدرها | وكلُّهمْ غاصبٌ مدَعي |
وإنِّي لأعجبُ منْ عاجزٍ | متى تتصدَّ لها يطمعِ |
ومنْ مستطيلٍ لها عرقهُ | إلى غيرِ بيتكَ لمْ ينزعِ |
يمدُّ لها يدهُ أجذماً | وأينَ السُّوارُ منَ الأقطعِ |
أيا حاميَ الذَّودِ ما للعرا | قِ أٌهملَ بعضٌ وبعضٌ رعي |
فمنْ جانبٍ بلدٌ جرحهُ | بعدلكَ ألحمَ لمَّا رعي |
ومنْ جانبٍ بلدٌ لا يرى | لخرقِ الصَّبا فيهِ منْ مرتعِ |
وما مثلُ شمسكَ مما تخصُّ | فعمَّ البلادَ بها واجمعِ |
وبغدادُ دارُ حقوقٍ عليكَ | متى ترعَ أيسرها تقنعِ |
فسلطانُ عزَّكَ لمْ يقهرْ ال | عدا في سراها ولمْ يقمعِ |
وجعفرُ ما جعفرُ المكرما | تِ لمْ يسلُ عنها ولمْ ينزعِ |
وكمْ جذعٍِ منكَ اقرحتهُ | ومثغرٍ بعدُ لمْ يجذعِ |
وأنتَ وإنْ كنتَ جنَّبتها | فلمْ ترعَ فيها ولمْ ترتعِ |
فعندكَ منها الذي لا يرى | محاسنُ تبصرُ بالمسمعِ |
فجرِّدْ لها عومة ً كالحسامِ | متى ما يجدْ مفصلاً يقطعِ |
فإنَّ الطَّريقَ إليها عليمتى رمتها فهي من راحتيك بين الرواجب والأشجعِ | كَ غير مشيك ولا مسبع سقط بيت ص |
بنا ظمأٌ إنْ جفانا حياكَ | وواصلنا الغيثُ لمْ ينقعِ |
فغوثاً فما زلتَ غوثَ اللَّهيفِ | متى يدعِ مستصرخاً تسمعِ |
ولو لمْ يكنْ غيرَ أنِّي أراكَ | فيفزعْ فضلي إلى مفزعِ |
فإنْ يجمعُ اللهُ هذا الثَّناءَ | وتلكَ المكارمَ في مجمعِ |
وإنْ لمْ اسرْ فانتشلني إليكَ | وقدني بحبلِ الثَّنا أتبعِ |
ورشْ بالنَّوالِ جناحي أطرْ | وبالأذنِ في مهلي أسرعِ |
فما تطرحُ الأرضُ وفداً إلي | كَ أحسنَ عندكَ منْ موقعي |
ولو ساعدَ الشَّوقَ طولٌ إليكَ | طلعتُ بهِ خيرَ مستطلعِ |
فغيبة ُ مثلي عنْ موضعٍ | وإنْ عزَّ عمرٌ على الموضعِ |
وإنِّي لقعدة ُ مستفرهٍ | بصيرٍ ومتعة ُ مستمتعِ |
شهابٌ على أندياتِ الملوكِ | متى يقتبسْ بالنَّدى يلمعِ |
وإنْ لمْ يبنْ شبحٌ ذابلٌ | على طودِ ملككمْ الأتلعِ |
فإنَّ القلامة َ في ضعفها | تعانُ بها بطشة ُ الأصبعِ |
لكمْ في يدي وفمي صارمانِ | بصيرانِ في القولِ بالمقطعِ |
ومنْ دونِ ذلكَ رأيٌ يسدُّ | ناحية َ الحادثِ المفظعِ |
ومفضي الامانة ِ منِّي إلى | صفاة ٍ منَ الحفظِ لمْ تقرعِ |
فإمَّا علمتُ وإلا الخبيرُ | فسلهُ فمثلي لا يدَّعي |
بقيتُ لمعوزِ هذا الكلامِ | متى أدعُ عاصيهُ يبخعِ |
وحيداً أحيَّا بها إنْ حضرتُ | مدحتُ وإنْ غبتُ لمْ أقذعِ |
وهلْ نافعي ذاكَ بلْ ليتَ لا | يضرُّ إذا هو لمْ ينفعِ |
سمعتُ الكثيرَ وما إنْ سمعتُ | بأكسدَ منِّي ولا أضيعِ |
لعلَّكَ تأوي لها قصة ً | إلى غيرِ بابكَ لمْ ترفعِ |
ومنْ كنتَ حاكمَ أيَّامهِ | متى يطلبُ النَّصفَ لا يمنعِ |
متى تصطنعني تجدْ ما اقترحتُ | مكانَ اغتراسكَ والمصنعِ |
وعذراءُ سقتُ لكمْ بضعها | ولولا رجاؤكَ لمْ تبضعِ |
منَ المالكاتِ قلوب الملو | كِ لمْ تتذلَّلْ ولمْ تخشعِ |
تصلى القوافي إلى وجهها | فمنْ ساجداتٍ ومنْ ركَّعِ |
أقمتُ وقدَّمتها رائداً | فشفِّعْ وسيلتها شفِّعِ |
عصتني الحظوظُ فيا بدرُ كنْ | دليلاً على حظِّي الطَّيِّعِ |
فلا غروَ أنْ أقهر الحادثاتِ | ورأيكَ لي ولساني معي |