ذكرَ العيشَ بالحمى فبكى لهْ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
ذكرَ العيشَ بالحمى فبكى لهْ | ورأى العذلَ حظَّه فاستقالهْ |
وأخو الشوق منْ أطاعَ هواه | وفتى العهدِ من عصى عذَّالهْ |
من تناسى بالبان مغنى هواه | فبنفسي غصونه الميّالهْ |
ونسيم من تربه حملته | لفؤادي ريحُ الصِّبا الحمّالهْ |
كلّما قلت قرَّ قلبي على با | بلَ هبّت فهيّجتْ بلبالهْ |
وجدتني أنى يئستُ فعادت | لوعتي جمرة ً وكانت ذبالهْ |
لا وأيّامِ حاجرٍ وليالي | ه تقضَّى قصيرة ً مستطالهْ |
وزمانٍ أعاده الله بالجز | عِ تباري أسحاره آصالهْ |
وأحاديثَ كالسقيط من العق | دِ فإن كنّ السحرَ كنّ حلالهْ |
لا يقول الوشاة ُ عنّى محبٌّ | غيَّرَ النأيُ ودَّه فأحالهْ |
ومتى ما سلوتُ يأسا وحزما | فتعلَّم أني سلوتُ ملالهْ |
من عذيري والليلُ تختلب العي | نَ على جوزهِ البروقُ الخالهْ |
فيريني تلك الثنايا الطريرا | تِ وتلك المراشفَ السلسالهْ |
أنا في صبغة ِ الوفاء وإن حوّ | لَ دهري في لمَّتي أحوالهْ |
أنكرتني مع البياضِ وقالت | قبسٌ يكرهُ الظلامُ اشتعالهْ |
من جناها حربا عوانا على رأ | سك أم من أثارها قسطالهْ |
لثْ عليها الرداءَ فالشّعر المق | تول داءٌ في الأعين القتّالهْ |
قلتُ لكنّها الهدى من ضلالي | والهدى عندهنّ تلك الضلالهْ |
يا ثقاتي على الغرام وأحلا | في في طاعة الصِّبا والبطالهْ |
أكلَ الدهرُ بعدكم ما كفاه | من مراحي وضامني ما بدا لهْ |
غادرتْ عودي الصليبَ ليالي | ه سفاة ً على الصعيد مذالهْ |
تتبع الريحَ شأمة ً ويمينا | وتطيعُ المساحبَ الذيّالهْ |
واحدا أزحمُ الأعادي بصدرٍ | لو بغى مثله البعوضُ أمالهْ |
ما غناء الوحيد غاب موالي | ه وبتَّ المصارمون حبالهْ |
ورماه في أهل وصلته الده | رُ ولكن رمى بهم أوصالهْ |
وحدة َ السيف مغمدا غير أن قد | شرب الغمدُ ماءه وصقالهْ |
وبرأيٍ يضيع عند زمانٍ | لا مفيدٍ ولا مؤدٍّ حمالهْ |
والذي في يدي من الناس محلو | لُ الأواخي مقلقلٌ جوّالهْ |
في الغنى عنه صاحبي ومع الحا | جة خصمٌ لا أستطيع جدالهْ |
فكأني راميتُ أعزلَ منه | نغلا أو أمنتُ ودَّ ثعالهْ |
وإذا ما انتصرت بالفضل يوما | نصرتني معونة ٌ خذّالهْ |
فاتني حظّه وعاد وبالا | وشقاءً لا ينعم الله بالهْ |
رحل الحاملون كلفته عن | ي وبقَّوا لكاهلي أثقالهْ |
كلّ حام لسرحه قائم الحف | ظ على رعيه أمين الكفالهْ |
صحب الله والثناء رجالا | ناهضوا دهرهم فكانوا رجالهْ |
أدركوه معنَّسا أشمطَ الرأ | س فردّوا شبابهُ واقتبالهْ |
أعجز البُزلَ داؤه فتلافو | ه وكانوا جذاعهُ وفصالهْ |
دعِّم الملك منهمُ بأكفٍّ | صعبة ِ الأسرِ جلدة ٍ عمّالهْ |
لم يخنها ضعفُ العروق الأصيلا | ت ولا طينة ِ الثرى الهلهالهْ |
طاب عبدُ الرحيم في تربها عي | صا وطابت عصارة ً وسلالهْ |
ركبوا أنجمَ السرايا وصالوا | ورؤوا أنجم الحجا والأصالهْ |
فهمُ في الوغى السيوفُ المصالي | ت وفي الندوة الملوكُ القالهْ |
ووفى ذو الرياستين بسعيٍ | أعرض المجدَ ما اشتهى وأطالهْ |
أحرز السؤددَ التليدَ ومدَّتْ | يدهُ تبتغي المزيدَ فنالهْ |
علقَ الحظّ والغناءُ بكفي | ه فكافا بفضله إقبالهْ |
واستردّ الكهولُ مقتبلَ العم | ر تودّ اجتماعه واعتدالهْ |
لا الحصور الذي إذا ازدحم القو | ل على بابه أضاق مجالهْ |
وإذا أظلم الصوابُ على الرأ | ى أضاءت له فجاجُ المجالهْ |
ملك الجودَ يوم يُعطى على البح | ر فأمواههُ تظلِّمُ مالهْ |
وشكاه بدرُ السماء إلى الأر | ض وقد بزَّ نوره وجمالهْ |
فحمى الله من غدا البحرُ والبد | رُ معاً يطلبان منه الإقالهْ |
أيّ غمزٍ في الملك مذ لم تثقّف | ه ومذ لم ترشْ يداك نبالهْ |
لكفاه نقصا رضاه بأن تب | عدَ عنه وقد دعاك كمالهْ |
غبت عنه نجما وغاب أخوك ال | بدرُ فالتِّيهُ سيرهُ والضلالهْ |
ومتى البطشُ والدفاعُ إذا فا | رق جسمٌ يمينه وشمالهْ |
خبط الملكُ بعدكم يخطب الأك | فاءَ للأمر والكفاة َ العالهْ |
فإذا بالصدى الغرورِ يلبّي | ه ورجع المنى يجيبُ سؤالهْ |
فهو يستولد البطونَ العقيما | تِ ويسترفد الظنونَ المحالهْ |
ويبيح السنَّ البنان إذا ما | غاله من ندامة ٍ ما غالهْ |
زال عنه وعن وزارته ظلّ | كمُ وهو بالعقوق أزالهْ |
بات يدعو طلسَ الذئابِ إليها | ويدبُّ العقاربَ الشوّالهْ |
كلّهم أجنبون عنها وأنتم | زعماءٌ لها وآلٌ وآلهْ |
واليكم مسيرها إن قضى الل | هُ لها ما يسرّها وقضى لهْ |
نذُرٌ فيكمُ وآياتُ صدقٍ | ليَ فيها شريعة ٌ ومقالهْ |
قول شعري فيها قسامة ُ صدقٍ | وحديثي فيها زكيّ العدالهْ |
ويرى بعدها العدا وأراها | رجعة َ الطرف سرعة ً وعجالهْ |
ما لعينيّ قرّة ٌ ولقلبي | غيركم إذ أرى غداً أطلالهْ |
وأرى منك ملءَ سرجك ليثا | يرهبُ الناسُ بطشه وصيالهْ |
تجتليك الأبصارُ بدرا مكانَ الت | اج منه عمامة ٌ كالهالهْ |
فوق طرفٍ مثلِ الغزالِ عليه | منك وجهٌ يزري بوجه الغزالهْ |
أملٌ من مفجَّعٍ بنواكم | كان منكم مبلَّغا آمالهْ |
ظلُّكم ربعه الأنيسُ وأيا | مكمُ الصالحاتُ تصلح حالهْ |
سالمِ الغيبِ فيكمُ كلّما ب | دَّل دهرٌ بأهله أبدالهْ |
واحد القلبِ واللسانِ سواءٌ | ما نواه في مدحكم أوقالهْ |
ترك الناسَ جانبا وثنى نح | وكمُ عيسه وحطَّ رحالهْ |
لا يبالي إذا بقيتم من الحا | بسُ عنه النوال أو من أنالهْ |
فافترعها مع الملاحة والد | لِّ سليسا قيادها وصَّالهْ |
حفظتكم فما أخلَّ لها رس | مٌ بكم تنكر العلا إخلالهْ |
هجرتْ قومها إليك ومغنا | ها وزارتك برزة ً مختالهْ |
لم تخف جانبَ المحول من الأر | ض ولم تخشَ في السُّرى أهوالهْ |
يصحب المهرجانُ منها جمالا | يقتفي إثره ويحذو مثالهْ |
ويكرَّانِ يطرقانك ما قا | مت بنعمان بانة ٌ أو ضالهْ |