يقولونَ يومَ البينُ عينكَ تدمعُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يقولونَ يومَ البينُ عينكَ تدمعُ | دعوا مقلة ً تدري غداً منْ تودِّعُ |
ترى بالنَّوى الأمرَ الّذي لا يرونهُ | هوى ً فيقولونَ الَّذي ليسَ تسمعُ |
إذا كانَ للعذّالِ في السَّمعِ موضعٌ | مصونٌ فما للحبِّ في القلبِ موضعُ |
يرى القومُ فيهمُ أنَّ مسراهم غذاً | صدقتكّ إنِّي منْ غدٍ لمروَّعُ |
لكّ الله موضوعُ اليدينِ على الحشا | صباحاً وبيضاتُ الهوادجِ ترفعُ |
ودونَ انصداعِ الشَّملِ لو يسمعونهُ | أنينٌ حصاة ِ القلبِ منهُ تصدَّعُ |
أعدْ ذكر نعمانٍ أعدْ إنَّ ذكره | منَ الطِّيبِ ما كررتهُ يتضوَّعُ |
فإنْ قرَّ قلبي فاتهمهُ وقلْ لهُ | بمنْ أنتَ بعد العامريّة ُ مولعُ |
أمنقادَ أحلامِ الكرى أنْ تسرَّهُ | سهرنا فسلْ حسناءَ إنْ كنتَ تهجعُ |
أرميا على الهجرانِ والشَّيبِ واخطٌ | فهلاَّ وفي قوسِ الشّبية ِ منزعُ |
رويدكَ لو كانتْ سوى الحبِّ خطّة ٌ | لأعياكِ أنِّي الخاشعُ المتضرِّعُ |
سلي الدّهر عنْ حملي تفاوتَ ثقلهُ | وصبري على أحداثهِ وهوَ يجزعُ |
وتوقيرَ نفسي عنْ حظوظٍ كثيرة ٍ | يخفّ إليها الحاملُ المتسرِّعُ |
وما خشنتْ إلاَّ وقلتُ دعي غدا | لكلِّ غدٍ رزقٌ معَ الشّمسِ يطلعُ |
رشادكِ خيرُ الكسبِ ما جرَّ سودداً | عليكِ وميسورٌ منَ العيشِ يقنعُ |
وإلاَّ صديقاً كانَ أيُّوبّ حافظاً | بحيثُ السَّوادُ في الفؤادِ مضيَّعُ |
حمى اللهُ والمجدُ الصّريحُ ابنَ حرَّة ٍ | حماني وأرماحُ الحوادثِ شرَّعُ |
وناديتُ إخواني فأقبلَ وحدهُ | عليَّ فلباني وكلهمُ دعوا |
منِ السّابقينَ نجداً إنْ تحمَّسوا | لحفظِ حمى ً أوْ عفَّة ٍ إنْ تورَّعوا |
لهمْ قضبٌ فلُّوا بها قضبَ الوغى | مغامدها أيديهمُ حينَ تقطعُ |
أراقمُ لا ترجو الرُّقاة ُ اختداعها | ولا يبلغُ الدِّرياقُ موضعَ تلسعُ |
طلبنا فما جازتْ أبا طالبٍ بنا | منى ً شططٌ ولا رجاءٌ موسَّعُ |
وطرنا بهماتٍ تحومُ على العلا | فلمّا تراءى صاحَ رائدنا قعوا |
خلفتُ بهِ منْ كلّ رثِّ ودادهُ | كثوبِ العدا ينعطُّ وهو يرقَّعُ |
فعشْ لي أقلدكَ الجزاءَ مراسلاً | على العرضِ لا مازين سوقٌ وأذرعُ |
إذا زانتِ الدرَّ اليتيمة ُ أصبحتْ | بعيدة َ يتمٍ منْ معانٍ ترصَّعُ |
لها أرجٌ في السّمعِ باقٍ وإنْ غدتْ | يخبُّ بها نقعُ الرُّواة ِ ويوضعُ |
على أوجهِ الأعيادِ ميسمُ حسنها | من اسمكَ سطرٌ في الجباهِ موقَّعُ |
أراغمُ دهري بالحفاظِ عليكمُ | وحافظُ قومٍ آخرينَ مضيّعُ |
وقالَ غويٌّ إنَّ في النَّاسِ مثلكمْ | فقلتُ لهُ غيري بمثلكَ يخدعُ |