سوى رسنى قاده الباطلُ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
سوى رسنى قاده الباطلُ | وعاج به الطائلُ الحائلُ |
وغيري شفاه الخيالُ الكذوبُ | وعلَّله الواعدُ الماطلُ |
وبات يغلغل في صدره | بجدِّ الأسى رشأٌ هازلُ |
نبا اليومَ عن كلّ سمعٍ أحبَّ | وسمعي له وطنٌ قابلُ |
سرى البرقُ وهنا فما شاقني | وثار فما راعني البازلُ |
وغنَّى الحمامُ فلا صافرٌ | هفا بضلوعي ولا هادلُ |
وبيضُ الصوارم لي بارقٌ | وماءُ الجماجم لي وابلُ |
وللجبنُ خيرٌ لو أنَّ الردى | عن المرء في عيشه غافلُ |
نشزتُ فمن شاء فليجفني | إذا متُّ والعزّلى واصلُ |
كم الضيمُ تحت رواق القنوع | أما يأنف الأدبَ الخاملُ |
فلو أدرك المجدُ بين البيو | ت لما أصحرَ الأسدُ الباسلُ |
إذا كان في الأرض رزقٌ بلا | سؤال فلا أفلح السائلُ |
أرى المالَ يحميه ذلُّ الطِّلا | ب كالدُّر يشقى به العاملُ |
تقدَّمْ ولا تتوقَّ الحما | مَ فما أنت من يومه وائلُ |
وقد دلَّ حائلُ لونِ الشباب | على أنّ عمرَ الفتى حائلُ |
حبائلُ لا بدّ من جذبها | وإن هو راخى بها الحابلُ |
أرجِّي غداً وقريبا رجو | تُ لو كان لي في غدٍ طائل |
وكم سال دمعي لحال تزو | ل وهو على فقدها سائلُ |
يحبِّب مكروهَ يومي غدي | وينسي أذى عامي القابلُ |
وما الخطب في أدبٍ ناتج | ومن دونه أملٌ حائلُ |
إلى كم يكفكف غربي العرا | قُ خداعا وتسحرني بابلُ |
وتبرزُ بغدادُ لي وجهها | فيخدعني حسنها الخائلُ |
ويلوي بأياميَ الصالحا | ت يومُ بطالتها العاجلُ |
وهل نافعي ظلُّ أفيائها | وظلّ علائي بها زائلُ |
أقيم عليها بأمر الهوى | وأمرُ النُّهى أنني راحلُ |
غدا ربعُ حالي بها مقفرا | ومن فقري ربعها آهلُ |
وفي كلّ نادي قبيلٍ بها | من الفخر بي مجلسٌ حافلُ |
وفوق فقارى من أهلها | وسوقُ أذى ً ما لها حاملُ |
يفوتُ الطُّلاة َ مفاريقها | إذا صرّ من تحتها الكاهلُ |
إلام أدامجهم سابرا | لساني حشاً داؤها داخلُ |
وأحمل قلّة إنصافهم | كما يحملُ الجلبة البازلُ |
فمن جاهلٍ بي أو عارفٍ | بخيل فيا ليته جاهلُ |
وليس سكوتي عنهم رضاً | ولكنه غضبٌ عاقلُ |
كفى صاحبي غدرة ً أن علت | به الحالُ وانحطّ بي نازلُ |
أما تستحي حاليا بالغنى | ومولاك قبل الغنى عاطلُ |
وأن تركبَ النجم ظهرا إلى | مناك ولي أملٌ راجلُ |
فأقسم لو دولة الدهر لي | لما مال عنك بها مائلُ |
ولا اقتسمت بيننا صوعها | بأقسط ما قسمَ العادلُ |
تذكَّرْ فكم قولة ٍ أمس قل | تَ والفعلُ يضمنه القائلُ |
وكلْ إن أكلتَ وأطعمْ أخاك | فلا الزاد يبقى ولا الآكلُ |
عجبت لمغترسي بالوداد | وغصني من رفده ذابلُ |
ومنتقصي حظَّ إسعاده | ويشهدُ لي أنني فاضلُ |
أسلّم للفقر كفّي وأن | ت دون فمي رامحٌ نابلُ |
وهل عائدٌ بحياة القتي | ل أن يستقاد به القاتلُ |
سل الماضغي بفم الإغتيابِ | أما يبشمُ الدمُ يا ناهلُ |
أفي كلّ يومٍ دبيبٌ إل | يَّ بالشرّ عقربهُ شائلُ |
يقول العدوُّ ويصغي الصديقُ | وشرٌّ من القائل القابلُ |
لئن ساء سمعي ما قلتمُ | ففضلي لما ساءكم فاعلُ |
وما عابني ناقصٌ منكمُ | بشيء سوى أنني فاضلُ |
حمى الله لي منصفا وحده | حماني وَ الجورُ لي شاملُ |
وحيّا ابن أيوب من حافظٍ | وفى وأخي خائنٌ خاذلُ |
كريمٌ صفا لي من قلبه ال | ودادُ ومن يده النائلُ |
ولم ترتجعه معالي الأمو | ر عنى وحولُ الغنى الحائل |
ولا قلّص الملكُ عاداته | معي وهو في ثوبه رافلُ |
تسحَّلَ لي كلُّ حبلٍ علق | تُ وهو بيمناه لي فاتلُ |
مقيم على خلقٍ واحدٍ | إذا ملكالشبم الناقلُ |
زحمتُ صدورَ الليالي به | وظهري عن شملنى ناكلُ |
وضمَّ عليّ عزيبَ المنى | وقد شُلَّ سارحها الهاملُ |
فلا وأبى المجد ما ضرني | حياً قاطعٌ وهوَ الواصلُ |
فتى ً جوده أبدا مسبلٌ | وفي الديمة الطلُّ والوابلُ |
فكلُّ أنامله لجّة ٌ | ولا بحرَ إلا له ساحلُ |
يمدّ إلى المجد باعا تطول | إذا قصّر الأسمرُ العاسلُ |
تصافحَ منه يدٌ لا يخيب | مع الإشتطاط لها آملُ |
تعرُّقه شعبة ٌ للعلا | ء والرمحُ منفتلٌ ذابلُ |
إذا سمنتْ همّة ٌ في الضلوع | فآيتها البدنُ الناحلُ |
من القوم تنجد أيمانهم | إذا استصرخ البلدُ الماحلُ |
رحابُ المقارى عماقُ الجفانِ | إذا خفَّض المضغة َ الآكلُ |
وبات من القُرِّ ينفى الصبي | رَ عن رسغه الفرسُ البائلُ |
مطاعيمُ لا ينهر المستضي | ف فيهم ولا يخجل الواغلُ |
وساعُ الحلوق رطابُ الشِّفاه | إذا اعصوصب الكلم الفاصلُ |
سما بهم البيتُ سقفُ السما | ء لاطٍ لأطنابه نازلُ |
منيعٌ ولكنه بالعفا | ة مستطرق أبدا سائلُ |
يُراح عليه عزيبُ العلا | إذا روّح الشاءُ والجاملُ |
وكلّ غلامٍ وراء اللثا | م من وجهه القمرُ الكاملُ |
حليم الصِّبا مطمئنّ الضلو | ع واليومُ منخرقٌ ذاهلُ |
طوي الحمائل يعزى إلي | ه دون العرى سيفه القاصلُ |
له اسمان في جاره مانعٌ | وما بين زوّاره باذلُ |
كفى بأبي طالبٍ طلعة | إذا البخل بان به الباخلُ |
وبالشاهد العدل في مجده | إذا حرَّف الخبرَ الناقلُ |
إذا عدَّهم درجا فاتهم | وأخرى كعوبِ القنا العاملُ |
حمى الله منجبة ً طرَّقتْ | بمثلك ما ولدت حاملُ |
وخلّد نفسك للمكرما | ت ما ناوب الطالعَ الآفلُ |
فكم فغر الدهرُ بالمعضلات | وجودُك منتقذٌ ناشلُ |
وناهضتَ بالرأى أمَّ الخطو | ب والرأيُ في مثلها فائلُ |
وأعرضتَ عن لذّة أمكنتك | وعرضك من عارها ناصلُ |
سرى بك عرفى وعزَّت يدي | وحالمني دهري الجاهلُ |
وولَّت تناكصُ عنّى الخطوب | بآية ِ أنك لي كافلُ |
وكم مطلبٍ بك عاجلته | فنيلَ وميقاته آجلُ |
وحالٍ تدرّنَ عيشي بها | وماءُ نداك لها غاسلُ |
فلا أقشعت عنك سحبُ الثنا | ء قاطرُها لك والهاطلُ |
بكلّ مجنَّبة ٍ في العدا | جوادٌ لها الكلم الباخلُ |
سواء على جوبها في البلا | د عالٍ من الأرض أو سافلُ |
خرائدُ فكري بها عن سواك | أبيٌّ وفكري بها عاضلُ |
غرائبُ كلُّ معانٍ لهنَّ | منتحلٌ وأنا الناحلُ |
يباهل فحلا تميم بها | وتوقرها لابنها وائلُ |
بنتْ شرفا لكمُ فخرهُ | إلى فخركم زائدٌ فاضلُ |
تردَّى الجبالُ ويبقى لكم | بها علمٌ قائمٌ ماثلُ |
ويفنى الثوابُ وما تذخرو | ن من كنزها محرزٌ حاصلُ |
أسودُ الكلام وما تسمعو | ن من غيرها نعمٌ جافلُ |
إذا نطتُ منهنّ بالمهرجا | ن ما أنا منتخبٌ ناخلُ |
مشى فوق هامات أيامه | بها وهو مفتخرٌ خائلُ |
بقيتم لها أنتمُ سامعو | ن معجزها وأنا قائلُ |
مدى الدهر ما حسدتْ نعمة ٌ | وما فضلَ الحافيَ الناعلُ |