ألا صاحبٌ كالسيفِ حلوٌ شمائلهْ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
ألا صاحبٌ كالسيفِ حلوٌ شمائلهْ | رداءُ الهوى مثلي على الشيبِ شاملهْ |
أخو عزمة ٍ أو صبوة ٍ عربيّة ٍ | أحامسه شكوى الجوى وأغازلهْ |
معي أين مالت بي من الأرض حاجة ٌ | أعطِّفه حتى كأنّي مفاصلهْ |
أضنّ به ما ضنّ جفني بمقلتي | فلا أنا مهديه ولا أنا باذلهْ |
خليليَّ هل من نظرة ٍ ترجعانها | إلى روح نجدٍ هل تخضَّر ذابلهْ |
وهل رشأ بالبانتين عهدته | على ما افترقنا ليته وأياطله |
رمى يومَ سلعٍ والقلوبُ حوائدٌ | فما رام حتى أثبتَ السهمَ نابلهْ |
هربتُ بلبّي أتّقي سحرَ لفظهِ | ولم أدر أنّ السحرَ عيناه بابلهْ |
رأى مهجتي مرعى ً وعينيَ مشرباً | فلم يغنه ماءُ النّخيل وباقلهْ |
أساهر ليلا بالغضا كلّما انقضت | أواخره كرّتْ عليَّ أوائلهْ |
كأنّ الدجى برد تعاقد هدبه | برضوى يمادي عمره ويطاولهْ |
رفعت لحاظي والظلامُ يصدُّها | لحيٍّ بسلمى أين زالت زوائلهْ |
كأنّ خلاطَ البين بين حمولهم | لواعجُ قلبي بعدهم وبلابلهْ |
وخلفَ سجوف الرقمِ بيض أكنَّة ٍ | تكنّفه من جنب سلمى طلائلهْ |
حمته الرماحُ والحصانة أن ترى | مصاونه أو أن ترام مباذلهْ |
وأغيد أعياه سوارٌ يغصّه | بخضبِ يديه أو حقابٌ يجاولهْ |
حفظتُ الذي استودعتُ من سرّحبّه | وهاجرته بغيا وقلبي مواصلهْ |
فما زال طرفي في الهوى وسفاهه | بحلمِ فمي حتى علا الحقَّ باطلهْ |
عذيريَ من دنياي فيما ترومه | على عفّتي من بذلتي وتحاولهْ |
تكلّفني أطماعها تركَ شيمتي | لشيمتها والطبعُ يتعبُ ناقلهْ |
كفى شربتيْ يومى رواحُ حلوبة ٍ | عليّ وشاءُ الحيّ دثر وجاملهْ |
أرى المرء لا يضويه ما ردّ وجههُ | مصونا ولا يعييه ما هو باذلهْ |
وما الحرصُ إلا فضلة ٌ لو نبذتها | لما فاتك الزادُ الذي أنت آكلهْ |
ومن غالب الأيامَ كان صريعة ً | لجانب قرنٍ لا يضعضع كاهلهْ |
يصيب الفتى بالرأى ما شاء حظَّه | وما جرت الأقدارُ وهي تنازلهْ |
يداوى بصيرا كلَّ داءٍ يصيبه | ويعمى عن الداء الذي هو قاتلهْ |
فما لي وفي الأحرار بعدُ بقيّة ٌ | تصافح كفّي كفَّ من لا أشاكلهْ |
إذا ما ابن عبد الله صحَّ وفاؤه | كفاني الطلابَ ودُّه لي ونائلهْ |
فما غام خطبٌ وجهُ أحمدَ شمسهُ | ولا جفَّ عامٌ كفُّ أحمدَ وابلهْ |
كريمٌ جرى والبحر شوطا إلى الندى | فعاد بفضل السبق والبحرُ ساحلهْ |
يُصدَّقُ ما قال الرواة فأسرفوا | عن الكرماء بعضُ ما هو فاعلهْ |
لعاذله حقٌّ على من يزوره | لكثرة ِ ما يغريه بالجود عاذلهْ |
كأنّ الندى دينٌ له كلّما انقضت | فرائضه عنه تلتها نوافلهْ |
يلوم على إنفاقه كثر ماله | فمن لك أن تبقى عليه قلائلهْ |
ترى مجده الشفَّافَ من تحت بشره | إذا الخير دلّتنا عليه دلائلهْ |
كأنّ قناعَ الشمس فوق جبينه | ومنكبَ رضوى ما تضمّ سرابلهْ |
مديدُ نجادِ السيف إن هو لم يُطلْ | إذا قام قيدَ الرمح وهو يعادلهْ |
قليل رقاد العين إلا تعلَّة ً | لماما كأنّ الليلَ بالنوم كاحلهْ |
إذا عجَّ ظهرٌ مثقلٌ فهو عامدٌ | لأثقلَ ما حمَّلتهُ فهو حاملهْ |
فإن نزل الخطبُ الغريبُ تطلَّعتْ | له من خصاصاتِ الذكاءِ شواكلهْ |
حمى الملكَ والذؤبانُ وفوضى تنوشه | تخاتله عن سرجه وتعاسلهْ |
ولبَّى وقد ناداه يا ناصرَ العلا | على فترة ٍ فيها أخو المرء خاذلهْ |
رمى خللَ الآفاق منه بسدّة ٍ | إذا وزنتْ بالدهر شالت مثاقلهْ |
فيوماه عنه يومُ قرنٍ يحاولهْ | فيرديه أو خصمٌ ألدُّ يجادلهْ |
إذا الدولة استذرت بأيام عزِّها | فما هي إلا رايهُ ومناصلهْ |
ولم يك كالمدلي بحرمة ِ غيرهِ | ولا من أنالته العلاءَ وسائلهْ |
غريبا على النعماء والخفضِ وجههُ | وناطقة بالعجز عنه مخايلهْ |
ولكنَّه البدرُ الذي ما خبت له ال | كواكبُ حتى بيَّضَ الأفقَ كاملهْ |
هو الراكب الدهماءَ تمشي بظهرها | على جددٍ لا يحسد الركبَ راجلهْ |
عريض النياط لا يثور ترابه | بخفٍّ ولا تحفي المطايا جنادلهْ |
أمين الظما لا تعرف العيسُ خمسهُ | ببلٍّ إذا ثارت عليه قساطلهْ |
لزاجر أعجازِ السوابق فوقه | سياطٌ من النسل الذي هو ناسلهْ |
تراه بحضنيه يحاركُ ظلَّه | يقاومه طورا وطورا يمايلهْ |
وتحسبه يهوي ليفضي بسرّه | إلى جالسٍ ما إن يزال يزاملهْ |
أمينٌ بسرّي أو مؤدٍّ تحيَّتي | ومن يحمل السرّ الذي أنا حاملهْ |
لعلَّ الذي حمِّلتُ من شوق أحمدٍ | يخف بأن تشكى إليه دواخلهْ |
عهدتُ فؤادي أصمعا لا يخونني | وصدري متينا لا ترثُّ حبائلهْ |
فما بال قلبي يستكين لهذه | وجأشيَ قد جالت عليَّ جوائلهْ |
وأولى الهوى إن يستخفَّكَ ثقلهُ | هوى ً لم يجرَّب قبله ما يماثلهْ |
وقبلكمُ ما خفتُ أن تسترقَّني | مياهٌ عن الماء الذي أنا ناهلهْ |
ولا أنّ ربعاً بالصليقِ تشوقني | على بغضها أو طانهُ ومنازلهْ |
ولكن أبى الفضلُ المفرّع منكمُ | على الناس إلا ان يخيّلَ خائلهْ |
جزى الله يوما ضمَّ شملي إليكمُ | صلاحا وأعطاه الذي هو سائلهْ |
فما كنتمُ إلا سحابا رجوته | لبلِّ فمى فعمَّمتني هواطلهْ |
ويا طيبَ ما استعجلتُ كتبَ ودادكم | لو أنّي ببعدٍ لم يرعني آجلهْ |
بلغتُ بكم غيظَ الزمان وفيكم | وأكثرُ ممّا نلت ما أنا آملهْ |
فهل أنتَ يابن الخير راعٍ على النوى | أخاً لك لم تشغله عنك شواغلهْ |
نعم عهدك العقد الذي لا تحلّه | يدُ الغدرِ والحبلُ الذي لا تساحلهْ |
وأنك قد أحرزتَ منّى مهنَّدا | يروق وإن رثَّتْ عليه حمائلهْ |
وعذراءَ من سرّ الفصاحة بيتُها | طويل العمادِ متعبٌ من يطاولهْ |
لها نسبٌ في الشعر كالفجر في الدُّجى | متى تظلم الأنسابُ ترفعْ مشاعلهْ |
أبوها شريفُ الفكرِ والفخرُ كلُّه | إصابتُها صهرا كأنتَ تباعلهْ |
أتاك بها النيروزُ منى هديّة ً | فلله ماأرسلتُ أو من أراسلهْ |
إذا برزتْ في زيّ فارس قومها | فحليتها تيجانه وأكاللهْ |
فعش يُعجز الأقوامَ ما أنت فاعلٌ | كما يعجز الأقوال ما أنا قائلهْ |
وأفضل ما ملِّكته صفو خاطري | وها أنا مهديهِ فهل أنت قابلهْ |