هبَّتْ ومنها الخلابُ والخدعُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
هبَّتْ ومنها الخلابُ والخدعُ | تأخذُ منِّي باللَّومِ أو تدعُ |
لأهبة ِ السَّيرِ لا تطيرُ مع الذ | كرِ بها لوعة ٌ ولا تقعُ |
لمْ يختلبْ جنسها الوداعُ ولا أه | تزَّتْ لها خلفَ ظاعنٍ ضلعُ |
قبلك أعيتْ عواذلي أذني | ايُّ صفاتٍ بالعذلِ تنصدعُ |
في سلفِ الرَّائحينَ جائرة ٌ | تسمعُ أحكامها فتتَّبعُ |
لها سوادا قلبي وطرفي فما | يغربُ فيها دمعي ولا الجزعُ |
حوراءُ ودَّ الظَّبي المكانَ الذي | تنظرُ منهُ والظَّبيُ مرتبعُ |
صحَّحَ رقيِ حبُّ الوفاءِ لها | ومهجتي في لحاظها قطعُ |
بانتْ بحلو المنى وعيشي وآ | تي العيشَ ماضٍ ولو كانِ يرتجعُ |
وعلَّمتْ طيفها الصُّدودَ وقدْ | كنتُ بأفكِ الأحلامِ أقتنعُ |
وليلة َ النَّعفِ والسُّرى آمرٌ | بالنَّومِ والشَّوقُ زاجرٌ يزعُ |
أكرهتُ عيني على الكرى رقبُ ال | طَّيفَ ونومي أولاهُ ممتنعُ |
فما وفتْ شيمة ٌ ملوَّنة ٌ | تستنُّ في غدرها وتبتدعُ |
حتى تمنيتُ لو سهرتُ مع الرَّ | كبِ وودَّ السَّارونَ لو هجعوا |
شيَّبني قبلَ انْ كبرتُ لهُ | حبٌّ لظمياءَ ناشئٌ يفعُ |
يأخذُ ما تأخذُ السُّنونَ منْ ال | جسمِ ولا يتركُ الذي تدعُ |
آهِ لشمطاءَ لا هي الشِّعرُ | برأسي ولا هي الصَّدعُ |
تؤذنني بالمدى وتخرقُ منْ | عمري ولا تسدُّهُ الرّقعُ |
صحبتُ منها يبسَ الرَّفيقَ ويا | ليتَ افترقنا منْ فبلِ نجتمعُ |
كصاحبِ البلدة ِ القواءِ أخو | هُ الذئب فيها وجارهُ السَّبعُ |
قالوا ارتدعْ إنَّهُ البياضُ وقدْ | كنتُ بحكمِ السَّوادِ أرتدعُ |
لمْ ينقلْ الشَّيبُ لي طباعاً ولا | دنَّسني قبلَ صقلهِ طبعُ |
نفسي أحجى منْ أنْ تحلِّمَ بال | وعظِ وقلبي بالمجدِ مضطلعُ |
وإنْ هوى بي أو حطَّني حمقُ ال | حظِّ فهمِّي يسمو ويرتفعُ |
صدقتُ دهري عنِّي ليعرفني | لو كنتُ فيهِ بالصِّدقِ أنتفعُ |
وقلتْ ملْ بي عنْ طرقِ مسألة ِ النَّ | ناسِ وقدنى فإنّني تبعُ |
جرَّبتُ قوماً وفاؤهمْ بارقُ ال | خلَّبِ لا يمطرونَ إنْ لمعوا |
في العسرِ واليسرِ يمنعونَ فإنْ | أعطوا تنميتُ أنَّهمْ منعوا |
طمعتُ فيهمْ حتى يئستُ ما ال | يائسُ سوى ما أفادكَ الطمعُ |
فاقعدْ إذا السَّعيُ جرَّ مهضمة ً | وجعْ إذا ما أهانكَ الشَّبعُ |
وصاحبٍ كاليدِ الشَّليلة ِ لا | يدفعُ شيءٌ بها فيندفعُ |
مشى جواداً معي فحينَ علا | تجمّعتْ لي بودِّهِ ضبعُ |
حملتُ نفسي عنهُ عزوفاً وقدْ | يحمي فيمشي بثقلهِ الظَّلعُ |
وقلتُ بابُ الإلهِ إنْ ضقتَ مف | توحٌ وهذا الفضاءُ متَّسعُ |
وفي وفاءِ الحلوِ الوفاءُ ابن أيَّ | وبَ مرادٌ كافٍ ومنتجعُ |
مولى يدي والحسامُ يسلمها | وناصري يومَ تخذلُ الشِّيعُ |
علقتُ منهُ شررَ القوى مرسَ ال | فتلِ وحبلُ الآمالِ منقطعُ |
أبلجَ يعدي الدُّجى سناهُ فتب | يضُّ إذا خاضها وتنتصعُ |
راضِ العلا قارحَ العزيمة ِ واس | تظهرَ حتى كأنَّهُ جذعُ |
مسدِّد النَّطقِ مستريبٌ بما | قالَ منَ الحقِّ آمنٌ فزعُ |
يطلعهُ نجدَ كلِّ مشكلة ٍ | رأيٌ وراءَ الغيوبِ مطَّلعُ |
عنَّ على قدرة ِ وجادَ وجوُّ ال | جدي جعدُ الأرواحِ منقشعُ |
وشدَّ منهُ ملكَ الإمامينِ جل | دَ المتنِ لا عاجزٌ ولا ضرعُ |
ينصح ُللهِ والخلافة ِ لا | يرفعُ في شهوة ٍ ولا يضعُ |
وزارة ٌ مذ اتيتها عاشتْ السُّ | نَّة ُ فيها وماتتْ البدعُ |
تشهدُ لي أنّها اليقينَ قضا | يا اللهِ والمسلمونَ والجمعُ |
وزرتهمْ وارثاً اباكَ فما ار | تابوا بما أصَّلوا وما افترعوا |
واغترسوا عرقكَ الكريمَ فما | أطيبَ ما أستثمروا الذي زرعوا |
كانَ اصطناعاً على تمنُّعهِ | منهمْ بمنْ قدَّموا وما اصطنعوا |
كنتَ لساناً يقضي إذا نطقوا | قضاءَ أرماحهمْ إذا شرعوا |
وسنَّة ً تدفعُ المخالفَ عنْ | دعوتهمْ مذ همْ بكَ ادَّرعوا |
فضلٌ طريفٌ منهُ ومتَّلدٌ | تنقلهُ حاكياً وتخترعُ |
وحَّدكَ النَّاسُ في الدُّعاءِ ولو | ثنُّوا لضلُّوا إفكا ولو جمعوا |
وأطنبَ المادحونَ فيكَ بما | صاغوا منَ السَّائراتِ أو رصعوا |
ولمْ يقولوا إلاَّ بما علموا | ولا رووا فيكًَ غيرَ ما سمعوا |
فليبقَ للنَّاسِ منكَ منْ أطبقَ النَّ | اسُ عليهِ في الفضلِ واجتمعوا |
ولتجتنبْ ربعكَ الخطوبُ وفي | قومٍ مصيفٌ لها ومرتبعُ |
وليغشَ منكَ النيروزُ أكرمَ منْ | حطَ إليهِ الوفودُ أو رفعوا |
يومٌ جوادٌ حكاكَ حتى على ال | تُّربِ حلى منْ جداهُ أو خلعُ |
يعطيكَ بشرى الخلودِ ما طفقتْ | تحتجبُ الشَّمسُ ثمَّ تطَّلعُ |
وليفدْ كفَّيكَ مغلقُ اليدِ مخ | فورُ النَّواحي بالبخلِ ممتنعُ |
ما عندهُ في المهمِّ يطرقهُ | جدٌّ ولا بالنَّدى لهُ ولعُ |