تمناها بجهلِ الظنَّ سعدُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
تمناها بجهلِ الظنَّ سعدُ | و ما هي من مطايا الظنَّ بعدُ |
و خالَ ظهورها قعدا ليانا | فرحلَ وهي مزلقة ٌ تكدُّ |
و راوحها القعابَ ليعتشيها | فضرعٌ زلَّ أو خلفٌ يندُّ |
براثنُ أوسقتهُ دما صبيبا | و في قومٍ لها أقظٌ وزبدُ |
لعلك سعدُ غرك أن تراها | على الجراتِ تأكلُ أو تردُّ |
و أنّ العام أخلفها فجاءتْ | حبائلَ في حبائلها تمدُّ |
مفللة ً على الأعطانِ فوضى | هببتَ تظنُّ أنّ الفلَّ طردُ |
و ما يدريكَ من يحمي حماها | و يحضرُ ذائدا عنها وببدو |
و إنَّ وراءها لقنا تلظى | و أسيافاً وألسنة ً تحدُّ |
و منتقصَ الطبائع إن أخيفت | لشدُّ الأسدِ أهونُ ما يشد |
إذا صاح الإباءُ به تنرى | و يطيع الغيظَ أغلبُ مستبدُّ |
و مشحوذا من الكلم المصفى | به الأعراضُ تفرى أو تقدُّ |
إذا عصبَ اللهاة َ الريقُ فاضت | دوافقُ منه واديها ممدُّ |
تحاشدُ يعربٌ ان قال نصرا | و تغضبُ بالطباع له معدُّ |
فما لك لا أبالك تتقيها | و فيها السيفُ والخصمُ الألدُّ |
طغى بك أنْ ونتْ عنك القوافي | و خلفَ فتورها دأبٌ ووخدُ |
لئن دردتْ فلا يغررك منها | أراقمُ يزدردنَ وهنَّ دردُ |
و إن نأت البلادُ برافديها | فقومٌ آخرون لها ورفدُ |
و لم يقعدْ عن المعروف جندٌ | من الكرماء إلا قام جندُ |
و كم من حاضرٍ دانٍ كفاني | رجالا لفهمْ سفرٌ وبعدُ |
و لم أعدمْ نوالهمُ ولكن | وجوهٌ بعدها ألمٌ ووجدُ |
سقى اللهُ ابنَ أيوبٍ سماءً | تروح سحابها ملأى وتغدو |
و إلا ماءُ خديه حياءً | و إلا خلة ٌ منه وودُّ |
و أيْ خلالهِ كرماً سقاه | كفىو سقى َ نميرٌ منه عدُّ |
أخوك فلا تغيره الليالي | إذا لم يرعَ عند أخيك عهدُ |
و مولاك الذي لا الغلُّ يسرى | به ظهراً ولا الأضغانُ تحدو |
تضيفهُ وأنت طريدُ ليلٍ | رمى بك فيه إقتارٌ وجهدُ |
و قد ألقت بكلكلها جمادى | لخيط سمائها حلٌّ وعقدُ |
و هبتْ من رياح الشامِ صرٌّ | عسوفٌ لم ترضها قطّ نجدُ |
و أبوابُ البيوت مقرناتٌ | فلا نارٌ ولا زادٌ معدُّ |
تجدْ وجهاًيضىء لك الدياجي | كأنَّ جبينه في الليل زندُ |
و كفا تهربُ الأزماتُ منها | ترقرقُ سبطة ً والعامُ جعدْ |
و بتْ وقراك ميسرة ٌ وبشرٌ | و زادك نخبة ٌ وثراك مهدُ |
تمامَ الليلِ واغدُ بصالحاتٍ | من الأخلاق إن تركتك تغدو |
شمائلُ أصلها حسبٌ وخيرٌ | و زهرة ُ فعلها كرمٌ ومجدُ |
تقبلها أباً قأباً مؤدًّ | كما أخذَ العلا إرثا يردُّ |
تتمُّ به إذا حسبَ المساعي | عن الآباء عدة ُ ما يعدُّ |
تفردَ بالمحاسن في زمانٍ | تنكرَ أن يقالَ البدرُ فردُ |
و جاراه على غررٍ رجالٌ | لهم شدٌّ وليس لهم أشدُّ |
فقصر كلُّ منتفخٍ هجينٍ | و مرَّأقبُّ يطوي الشوطَ نهدُ |
ثقيلٌ والحلومٌ مشعشعاتٌ | نصيعُ العرض والأعراضُ ربدُ |
ملكتُ به المنى وعلى الليالي | ديونٌ بعدُ لي فيه ووعدُ |
و كان نوالُ أقوامٍ ضمانا | أسوفه وجودُ يديه نقدُ |
أحدَّ بنصره نابيَّ حتى | فرستُ به الخطوبَ وهنَّ أسدُ |
و عاد أشلَّ كفُّ الدهر عنيّ | بأنك لي به سيفٌ وزندُ |
فلا يعدمك معتمرٌ غريبٌ | له بك أسوة صبرٌ وحشدُ |
و لا يفقدك منى ّ مستضيءٌ | بهديك في الظلام وأنتَ ردُ |
وردَّ عليك رائحة ً ثنائي | عزائبَ مثلها لك يستردُّ |
خمائصَ أو يجدنَ اليك مرعى | خوامسَ أولهنَّ نداك وردُ |
حواملَ من نتاج الجود ملء ال | جيوب فمالها شكرٌ وحمدُ |
من الكلم الذي إن كان حدٌّ | لغاياتِ الفصاحة فهو حدُّ |
سبقتُ به المقاولَ مستريحا | ففتهمُ وقد نصبوا وكدوا |
تكرُّ عليك واحدة ً ومثنى | بهنّ وفودها ما قام أحدُ |
ليوم المهرجان وكان عطلاً | وشاحٌ من فرائدها وعقدُ |
سلبتُ الناس زينتها ضنينا | بها وبرودها لك تستحدُّ |
عتقني من الحرص اقتناعي | بما تولى ومولى الحرنقصِ |