شواردُ حظًّ لا يقرُّ نفورها
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
شواردُ حظًّ لا يقرُّ نفورها | و ربقة ُ همًّ لا يفكُّ أسيرها |
و صحبة ُ أيام تعدُّ حظوظها | قصارا إذا عدتْ طوالا شهورها |
و نزعٌ بأطماعٍ ضعافٍ تمدها | أمانيُّ لم يقبلْ يمينا معيرها |
أمرُّ على عميائها أستدلها | و آوى إلى بلهائها أستشيرها |
بوارقُ ما للعين إلا وميضها | و لا للثرى العطشانِ إلا غرورها |
تعجبُ من صبري وعندي خلوبها | و مصعقها وعند غيري مطيرها |
أجدك لم يأنس فمي بثديها | فأسئلُ عن أخلافها ما درورها |
و جاذبتها ثم استمرّ ضرورة ً | مريري على ما ساءني ومريرها |
كأنيّ إذا لم أفض منها لبانة ً | و قد نضبتْ أوطارها وندورها |
و أني تراني أغسلُ الدمَ موجعا | أو العارَ فاعلم ثمَّ أني عقيرها |
عطاءٌ على التقتير إلا غديرة ً | تزاحمَ حول الأربعين قتيرها |
غرابيبُ من لون الشبيبة ِ وقعٌ | أسفَّ من الأيام بازٍ يطيرها |
تقسى القلوبَ بعدها وحشة ً لها | كأنَّ قلوبَ الغانيات وكورها |
ترى بوجوهٍ أنها بجمالها | تصيدُ وما الأشراكُ إلا شعورها |
أجاور في شيي عيونا قوية ً | على جزلِ الشيبِ المغالطِ حورها |
و كلّ بياضٍ فضلة ٌ لا يلقيها | إذا لم يكن إلا السواد يضيرها |
سلا جمراتِ البين بي كيف دستها | يوقدُ بالأنفاس تحتي سعيرها |
حملتُ بقلبي منهمُ وهو حبة ٌ | و من عيسهم ما لا تقلُّ ظهورها |
تلفتُّ بالأظعانِ رفعا ومهبطا | تعوجُ لي أو تستقيمُ سطورها |
بعشواءَ من فرطِ البكاء كأنما | تواعدَ نارُ الحيَّ بيناً ونورها |
و فيمن نكرتُ الحلمَ من جزعٍ له | صبورُ مقاماتِ الوداع شكورها |
إذا أفحمتني قولة ٌ فصحتْ له | و أقتلُ ألفاظ الإناثِ ذكورها |
يدير كئوسا سامرة ً من لحاظه | و فى فيه أخرى حلوة ٌ لا يديرها |
من العربياتِ الكرائمِ درة ٌ | تخاض إليها من تميم بحورها |
تلوم أمشاعي في القناعة جالسا | فهل ثورة ٌ ترضى المعالي أثورها |
و أوحدني كما ترينَ وعفَّ بي | فسادُ موداتٍ أرى وفجورها |
و أبناءُ علاتٍ أخوها غنيها الص | ريحُ ومولاها الهجينُ فقيرها |
وجوهٌ يصفيها النفاقُ وتحتها | بطائنُ من غشًّ يشفُّ كدورها |
أضمُّ القوافي لي تفيءُ عليهمُ | و ليس وراء الخدر إلا نفورها |
و أوحشها ممن تقلدُ أنه | سواءٌ حصاها عنده وشذورها |
و أن قياما بالفناءِ لدودها | أعزُّ إذا لم يرعَ خصبا مسيرها |
أفي نصرة الأعرابِ من حسدٍ لها | و منهم بواديها ومنهم حضورها . |
و في قومها من فارسٍ للسانها | عدوُّ فسل في قيصرٍ من نصيرها |
لعلَّ غلاماً أدبَ الملكُ رأيهُ | تئطُّ به أرحامها فيجيرلها |
و ما ضرَّ في غير الكفاة ِ ارتحاضها | إذا ما غلت عند ابن عيسى مهورها |
إذا ما دعتْ أفضى إليه افتراعها | فكان فتاها من أبوه وزيرها |
سعى للمعالي سعيها وهو يافعٌ | و أكبرها من ساد وهو صغيرها |
و هيبَ وما طرتْ خميلة ُ وجهه | و أولى النصولِ أن يهابَ طريرها |
أراك وما أسديتَ بعدُ صنيعة ً | يقول الرضا عنها ويشهدُ زورها |
تخالفُ أقوالٌ عليك اتفاقها | و تكثرُ أوصافٌ إليك مصيرها |
لقد فخر النادي أبٌ عدلَ ابنهُ | إذا خاف خجلاتِ الرجال فخورها |
و في شططِ الآمالِ فيك لنفسه | و أكثرُ آمالِ النفوس غرورها |
لمدَّ على العلياء منك فنالها | يداً يذرعُ الرمحَ الطويلَ قصيرها |
لكمُ وفضة ُ الآراءِ تبتدهونها | فتصمى إذا الآراءُ أشوى فطيرها |
و ما وهنتْ فيما تقلبُ دولة ٌ | و أنتم لها إلا وفيكم جبورها |
لقد علمتْ كيف اطرادُ نظامها | لياليَ إذ تلقى َ إليكم أمورها |
إذا ذكرتْ أسماؤكم هشَّ تاجها | لأيامه منكم وحنَّ سريرها |
حلفتُ بما يحي الخير أحله | و يوقدُ مما قلدتهُ ضفورها |
رعوها الربيعَ فالربيعَ وعطنوا | عليها إلى أن ضاق عنها سيورها |
تساقُ الشهورَ والليالي هدية ً | إلى ساعة توفى بجمعٍ أجورها |
ببطحاء لو ما أنبتَ الدمُ روضة ً | لروضَ من جاري طلاها صخورها |
لقد سرَّ ما استطاع مخبري | بودك والأخبارُ نزرٌ سرورها |
سلاما ووصفا واشتياقا بغيبة ٍ | ذكتْ لوعتي منها وشبَّ زفيرها |
فإنك للآداب والودَّ خاطبٌ | بشيرُ العلا فيما خطبتَ بشيرها |
فقل كيف تنبو روضة ٌ غاضَ برهة ً | جدا الماءِ عنها ثم فاضَ غديرها |
محاسنُ أيقظتَ العلا في طلابها | فقد نام هاديها وقام ضريرها |
فليتك إن كان المبلغ صادقا | أجابك عفوا سهلها وعسيرها |
فتحتُ لك الأبوابَ عنها وقد أبى َ | زماناً حفيظاها وحصنَ سورها |
لئن كانت الزباءَ عزاً ومنعة ً | فأنت لها من غير جدعٍ قصيرها |
و لولا الودادُ ما برزنَ سوامحا | و قد برزتْ بالغانيات خدورها |
و لا عاقها في عرضها لمعاشرٍ | معارفها عجمٌ البصائر عورها |
إذا اتسعتْ أيمانها لعطية ٍ | و راجعت الأخلاقَ ضاقت صدورها |
و لكنها نفسٌ يطاعُ صديقها | على حكمها فيها ويعصى أميرها |
تملَّ بها لا طيبَ نشرٍ يفوتها | إذا لومستْ ولا جمالَ يبورها |
أزورُ بها دورَ الملوك طليعة ً | ترود ليَّ الأخلاقَ ثم أزورها |
و فسحْ لها في زينة الفصحِ موضعا | تقوم به تتلى عليك عشورها |
و نلْ وأبوك العزَّ ما حنَّ فاقدٌ | و قام على السبع الطباقِ مديرها |
وأوفى بها شعثٌ لكم يدرسونها | مزاميرَ يستوفى اللحونَ زبورها |
مكبين للأذقانِ يحتضنونها | يصانُ عن الصفح العنيفِ سفورها |
تفوتكمُ بالسمع والعينُ ما رأتْ | و دلَّ على ما في القلوب نذيرها |
فأقسمُ لو قضتْ ضلوعيَ بعدها | لما التأمتْ إلا عليكم فطورها |