سلاَ دارَ البخيلة ِ بالجنابِ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
سلاَ دارَ البخيلة ِ بالجنابِ | متى عريتْ رباكِ من القبابِ |
و كيفَ تشعبَ الأظعانُ صبحا | بدائدَ بين وهدكِ والشعابِ |
بطالعة ِ الهلال على ضميرٍ | و غاربة ٍ كمنقضَّ الشهابِ |
حملنَ رشائقاً ومبدناتٍ | رماحَ الخطَّ تنبتُ في الروابي |
و أين رضاكِ عن سقيا دموعي | ربوعك من رضاكِ عن السحابِ |
بكيتكِ للفراقِ ونحنُ سفرٌ | و عدتُ اليومَ أبكى للإيابِ |
و أمسحُ فيكِ أحشائي بكفًّ | قريبٍ عهدها بحشا الربابِ |
لها أرجٌ بما أبقاه فيها ال | تصافحُ بعدُ من ريحِ الخضابِ |
أمفصحة ٌ فأطمعَ في جوابٍ | و كيف يجيبُ رسمٌ في كتابِ |
نحلتِ ففي ترابكِ منكِ رسمٌ | كما أني خيالٌ في ثيابي |
و في الأحداج متعبة ُ المطايا | تلينُ عرائكَ الإبلِ الصعابِ |
بعيدة ٌ مسقط القرطينْ تقرا | خطوطُ ذؤابتيها في الترابِ |
تجمع في الأوسارِ معصماها | و يقلقُ خصرها لكَ في الحقابِ |
تعيبُ على الوفاءِ نحولَ جسمي | ألا بالغدر أجدرُ أن تعابى |
و ما بك أن نحلتُ سوى نصولٍ | من السنواتِ أسرعَ في خضابي |
جزعت له كأنَّ الشيبَ منه | يسلُّ عليكِ نصلاً من قراب |
فما ذنبي إذا وقعتْ عقابٌ | من الأيام طار لها غرابي |
و قد كنتُ الحبيبَ وذا نحولي | و هذا في العريكة حدُّ نابي |
لياليَ لي من الحاجاتِ حكمى | و ليس وسيلة ٌ بسوى شبابي |
ألا لله قلبكَ من حمولٍ | على علاتِ وصلٍ واجتنابِ |
و حبكَ من وفى َّ العهدِ باقٍ | على بعدٍ يحيلُ أو اقترابِ |
هوى لكَ في جبالِ أبانَ ثاوٍ | و أنتَ على جبالِ عمانَ صابي |
و كان المجدُ أعودَ حين يهوى | عليكَ من المهفهفة الكعابِ |
و إن وراء بحر عمانَ ملكاً | رطيبَ الظلَّ فضفاضَ الرحابِ |
رقيقٌ عيشهُ عطرٌ ثراهُ | بطراقِ الفضائلِ غير نابي |
متى تنزلْ به تنزلْ بوادٍ | من المعروفِ مرعى َّ الجنابِ |
يدبره من الأمراء خرقٌ | يذلُّ لعزَّه غلبُ الرقابِ |
و في ذو المجدِ سباقا فوافيَ | يحلق عرفهُ والنجمُ كابي |
و قامَ بنفسهِ يسعى ففتقتْ | غريزة ُ نفسه شرفَ النصابِ |
و بانَ به لعينِ أبيهِ بونٌ | أراه الشبلَ أغلبَ ليثَ غابِ |
على زمنِ الحداثة ِ لم يفتهُ | تقدمُ شيبهم قدمَ الشبابِ |
سما لمكانهم وهمُ شموسٌ | فطال الطودُ أعناقَ الهضابِ |
و سيدُ قومهِ من سودوه | بلا عصبية ٍ وبلا محابي |
و قدم بالفراسة ِ وهو طفلٌ | تحللُ عنه أنشطة ُ السخابِ |
و ما تركُ الشريفِ على بنيه | و هم منه تجاوزهُ بعابِ |
و إن كان الفتى لأبيه فرعاً | فإن الغيثَ فرعٌ للسحابِ |
بلوهُ وجربوا يوميه نعمى | و بأساً في السكينة ِ والوثابِ |
فما ظهروا مخاطبة ً بوانٍ | و ما ظفروا مضاربة ً بنابي |
و لا عدموا به لسناً وقطعاً | عمائقَ في الإصابة والصوابِ |
لذلك جاوروا بالبحرِ بحراً | كلاَ كرميهما طاغى العبابِ |
يقول ليَ الغنى َ ورأى قعودي | عن السعي الممولِ والطلابِ |
و عفة َ مذهبي ظلفاً وميلي | إلى العيش المرمق وانصبابي |
أرى تلك فيّ لو خاطرتَ مرعى ً | يبدلُ صحة ً أهبَ الجرابِ |
أما لكَ في بحارِ عمانَ مالٌ | يسدُّ مفاقرَ الحاجِ الصعابِ |
و مولى يوسعُ الحرماتِ رعياً | و يعمرُ دارسَ الأملِ الخرابِ |
لعلَّ مؤيدَ السلطانِ تحنو | عواطفُ فضله بعدَ اجتنابِ |
قفلتُ ودونه متلاطماتٌ | زواخرهنَّ كالأسدِ الغضابِ |
صواعدُ كالجبال إذا أحستْ | نسيماً أو نوازلُ كالجوابي |
و أخضرُ لا يروق العينَ يطوى | على بيضاءَ سوداءِ الإهابِ |
تجاذبه الأزمة ُ من حديدٍ | فيقمصُ أو يقطر في الجذابِ |
إذا خوضُ الركاب شكون ظمأً | شكى ركبانها شرقَ الركابِ |
يروعُ حداءُ أحبشها النواتي | إذا شاقتك حادية ُ العرابِ |
إذا عثرتْ فليس تقالُ ذنبا | و إن صدعتْ فليست لانشعابِ |
و لستُ بسابح فأقولُ أنجو | عسى إن ظهرها يوما كبابي |
إذا حلمتْ بها في النوم عيني | طفقتُ أجسُّ هل رطبتْ ثيابي |
و ما لي والخطارَ وقد سقتني | سماءُ يديهِ من غير اغترابِ |
و جاءتني مواهبهُ بعيدا | بأفضلِ ما يجيءُ مع اقترابِ |
رغائبُ من يديه فاجأتني | وفينَ رضا بآمالي الرغابِ |
و زدنَ على حساب منايَ لكن | وشاحٌ لم يكنْ لي في حسابي |
ندى وصلَ السماحَ به ولكن | تولى عنه حاجبه حجابي |
أمرتَ بها كعرضك لم يدنسْ | بلا غشًّ يشوبُ ولا ارتيابِ |
من الذهب الصريح فصار مما | يبدلُ في يديه إلى الذهابِ |
و قاسمني مناصفة ً عليه | و جاحدني ليحبسه كتابي |
و قال ولم يهبكَ ولم يصنيَّ | كذلكَ فيكَ منذُ سنينَ دابي |
إذا حملتُ رفدا أو كتاباً | إليكَ لواه نهى واغتصابي |
مكارمُ سقتهنّ إلى محبًّ | ففاز بها مغيرٌ لم يحابِ |
بعثتَ بها الخؤن فضاع سربٌ | أمنتَ عليه غائرة َ الذئابِ |
و لولا أنَّ خدمته وقتهُ | و حرمة َ عزَّ بابك والجنابِ |
لما سلمَ البعوضُ على عقاب | و لا عضَّ الهزبرُ بشرَّ نابِ |
أدلَّ بكم فأفحمني وكانت | نواحيه مآكلَ للسبابِ |
فجلَّ عن الهجاء بذاك عندي | و قلَّ بما أتاه عن العتابِ |
سلبتُ نداك في ناديك ظلما | بغارة ِ صاحبٍ لك في الصحابِ |
ثلاثَ سنينَ حولا بعدَ حولٍ | بكفَّ وشاحَ مقتسمٌ نهابي |
و أنتَ خفيرُ مالكَ أو يؤدي | إليَّ ولو بمنقطع الترابِ |
إذا أنصفتني فعليك دينا | غرامة ُ ما تجمعَ في الحسابِ |
أعدْ نظراً فكم أغنيتَ فقراً | به وجبرتَ كسراً من مصابِ |
و كم نوديتَ يا بحرَ العطايا | فجاء البحرُ بالعجبِ العجابِ |
وفتْ فيك المنى وقضتْ نذورى | فوفَّ علاكَ حقي ترضها بي |
و في يدك الغنى فابعث أمينا | إليّ به وصيرهُ جوابي |
و لا تحوجْ ظمايَ إلى قليبٍ | سواك على مقامي وانقلابي |
أذكرك الذي ما كنتَ تنسى | سفوري تحت ظلك وانتقابي |
و إني إن بلغتُ النجمَ يوماً | لكان إلى صنيعتك انتسابي |