عنوان الفتوى : حكم صلاة الجماعة في المسجد عند المالكية
أشكركم على الإجابة السريعة لسؤالي الماضي، جزاكم الله خير الجزاء.
سؤالي: -أريد أن يكون الجواب وفق المذهب المالكي-: ذهبت إلى تونس للدراسة، لكن أصبحت لا أذهب إلى المسجد بسبب بعد المسجد للأسف. وأخاف أن أكون آثماً بذلك، فالمسجد يبعد عني 400 متر في الخريطة.
فهل هذه المسافة يسمع بها النداء، وبذلك أكون مطالباً بالذهاب، فأنا أسمع الأذان بمكبر الصوت.
فهل أعتبر مِمن سمع النداء ولم يجب؟ وهل يجوز لي الصلاة في البيت؟
للتنبيه أنا لا أتخلف عن صلاة الجمعة، والحمد لله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صلاة الفريضة جماعة سنة مؤكدة في حق كل مصل.
قال الخرشي في شرحه على مختصر خليل المالكي: يعني أن اجتماع الجماعة في الفرض العيني الحاضر أو الفائت، سنة مؤكدة، وليست واجبة إلا في الجمعة.
وظاهر كلام المؤلف كغيره أنها سنة في الجملة، وفي كل مسجد، وفي حق كل مصل حتى في حق المنفرد، فيسن في حقه طلب الجماعة. اهـ.
وفي حاشية الدسوقي المالكي: (قوله سنة مؤكدة) وقال الإمام أحمد وأبو ثور وداود الظاهري، وجماعة من المجتهدين بوجوبها. فتحرم صلاة الشخص منفردا عندهم، بل قال بعض الظاهرية بالبطلان، فليُحافَظْ عليها. وظاهره أنها سنة في البلد، وفي كل مسجد، وفي حق كل مصل. وهذه طريقة الأكثر. اهـ.
والمسافة التي ذكرتَها لا تعتبر بعيدة، فبالإمكان سماع الأذان المعتاد من تلك المسافة بدون مكبرات الصوت.
قال المازري المالكي في شرح التلقين: وأشار الأبهري إلى أن ثلاثة أميال هي مقدار ما يسمع فيه الأذان. اهـ.
وفي الفواكه الدواني للنفراوي المالكي: والنداء يسمع من الصيت من ثلاثة أميال، مع هدوء الريح. اهـ.
وثلاثة أميال تقدر بأربعة كيلومترات ونصف تقريبا.
جاء في شرح بلوغ المرام للشيخ عطية: والفرسخ ثلاثة أميال، والميل كيلو ونصف تقريباً. اهـ.
فننصحك بالمحافظة على أداء الصلوات المفروضة في المسجد؛ لما ثبت في ذلك من الأجور العظيمة التي لا ينبغي لعاقل التفريط فيها.
وإذا صليت منفردا في بيتك مع القدرة على الصلاة في المسجد، فقد تركت سنة عند المالكية، وصلاتك صحيحة، ولا إثم عليك. لكن من داوم على ترك السنن يعتبر ذلك نقصا في دينه. كما سبق في الفتوى: 175987. وهي بعنوان: "حكم المداومة على ترك الوتر وسنة الظهر"
وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى: 38639
وقد تبين لنا من بعض أسئلتك السابقة أن لديك بعض الوساوس، وننصحك بالإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، فإن ذلك علاج نافع لها.
والله أعلم.