أما لنجومِ ليلكَ بالمصلَّى
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أما لنجومِ ليلكَ بالمصلَّى | مغاربُ بلْ أما للشّمسِ شرقُ |
تساعدني على سهر اللّيالي | فهلْ إسعادهنَّ عليهِ عشقُ |
وأينَ طريقَ نومي والدراري | حوائرُ فيهِ ليسَ لهنَّ طرقُ |
أرقتُ فهلِ لهاجعة ٍ بسلعٍ | على الأرقينِ أفئدة ً ترقُّ |
وما أشكو السهادَ لأنَّ جفني | تنافي عندهُ فتحٌ وطبقُ |
ولا أنَّ الرقادَ يعيرُ روحاً | جوى كبدي فيبردُ منهُ حرقُ |
ولكنْ أنْ أرى خنساءُ حلماً | كأنَّ زخارفَ الأحلامِ حقُّ |
نشدتكَ بالقرابة ِ بابنِ ودّي | فإنّكَ لي منْ ابنِ أبي أحقُّ |
أسلْ بالجزعِ عينكَ إنَّ عيني | إذْ استبررتها وقتاً تعقُّ |
وإنْ شقَّ البكاءُ على المعافي | فلمْ أسألكَ إلاّ ما يشقُّ |
ورافدني بكفِّكَ فوقَ قلبي | ببرقة ُ عاقلٍ إنْ عنَّ برقِ |
تألّقَ ثمَّ حلّقَ حاجريّاً | لهُ أفقٌ وللأظعانِ أفقُ |
لهُ منْ عبرتي حلبٌ وصبغُ | ومنْ أحشاي شعشعة ٌ وخفقُ |
كما عطَّ المشبرقُ شطرَ بردٍ | يطرَّحُ واستوى شقُّ وشقُّ |
يطارحني الغرامُ وساعدتهُ | هواتفُ تركبُ الأوراقِ ورقُ |
ورى أكبادها بالقاعِ زغبٌ | جواثمُ ما استتمَّ لهنَّ خلقُ |
رماها في شواكلها مصيبٌ | منَ الأقدارِ فاختتلتْ مدقُّ |
زقتْ منْ كفَّة ِ القنّاصِ تمكو | إليها وهي أفرخة ً تزقُّ |
وما بينَ الفراقِ المرِّ فيما | تحاذرهُ وبينَ الموتِ فرقُ |
وليسَ عليكَ منْ علقي بمغنى ً | صماتُ حديثهُ بالموتِ نطقُ |
كأنَّ معالمَ الأحبابَ فيهِ | سطورُ ملهوجٍ والدارُ رقُّ |
وخرقٍ ميِّت الأشخاصِ عافٍ | وسيعٍ ليسَ يرقعُ منهُ خرقُ |
كأنَّ عزائفَ الجنَّانِ فيهِ | ملاءُ السحبُ منْ ريحٍ تشقُّ |
سلكتُ ولا أنيسَ سوى اعتزامي | ولا صوتٌ سوى الأصداءِ يزقو |
على ضرمِ القوائمِ أعوجيّ | تكاذيبُ الشخوصِ عليهِ صدقُ |
يفيضُ على الوهادِ عنْ الروابي | بما تمليهِ سالفة ٌ وعنقُ |
أقبَّ تخالهُ سنبكهُ اتساعاً | يكبَّ على المداوسِ منهُ حقُّ |
تظنُّ العينُ فارسهُ رديفاً | يطامنُ شخصهُ عنقٌ أمقُّ |
تنقِّلهُ قوادمُ مضرحيٍّ | خطائطهنَّ فوقَ التُّربِ مشقُ |
سبقتُ بهِ إلى أخرى المعالي | بدارِ الفوتِ والعلياءُ سبقُ |
فأوردتُ الزلالة َ منْ ملوكٍ | صفوا لفمي ومزجُ النّاسِ مذقُ |
رزقتُ جزيلَ ما لهمُ بفضلي | إذا لمْ يجتمعَ فضلٌ ورزقُ |
إذا لبّى زعيمُ الملكِ صوتي | فكلَّ مواعدِ الآمالِ صدقُ |
أغرَّ كأنَّ جبهتهُ بلوجاً | لعينكِ في جبينِ الشّمسِ فتقُ |
يغيِّرَ حسنَ أخلاقِ اللّيالي | عليهِ وخلقهُ في الجودِ خلقُ |
ولا يرضي بعذرٍ وهو حقٌّ | مبينٌ في النّدى وعليهِ حقُّ |
كريمُ العيصِ زادَ ومادَ غصنُ | لهُ منْ حيثِ طالَ وطابَ عرقُ |
عتيقُ الطينتينِ سما عفيفاً | بمتنيهِ وبيتِ المجدِ عتقُ |
ويصطلمونَ ما محكوا ولجّوا | وهمْ خلقاءَ أنْ يعفوا ويبقوا |
إذا نطقوا فأحلامٌ وهدى ٌ | وإنْ وهبوا فإفراطٌ وخرقُ |
وإنْ نطقوا بفاصلة ٍ أرمّتْ | شقاشقُ كلِّ هدَّارٍ يبقُّ |
فلمْ يعربْ ببيّنة ٍ لسانٌ | ولمْ يرطبْ على اللّهواتِ حلقُ |
فإنْ تكُ يا عليُّ نقلتَ منهمْ | مناقبهمْ فأنتَ بها أحقُّ |
سمحتُ لها ووجهِ الدّهرِ جهمٌ | وهمْ سمحوا ووجهِ الدّهرِ طلقُ |
إذا خانَ البنونَ أباً كريماً | وفى لهمُ غلامٌ منكَ خرقُ |
فلا يدخلْ عليكَ فسادُ دهرٍ | يخافُ على تمامكَ فيهِ محقُ |
وشلّتْ كفُّ خطبٍ كانَ منها | لرتقِ علائكمْ وهنٌ وفتقُ |
غلاطٌ منْ جهالاتِ اللّيالي | وهنْ سواكنٌ أبدا ونزقُ |
وحمقٌ في الزمانِ أصابَ منكمْ | وفي أخلاقهِ كيسٌ وحمقُ |
شماسٌ منْ مقادكمُ ولينٌ | وصفوٌ تارة ً لكمُ ورنقُ |
وعسفٌ في القضاءِ ويقتضيهِ | فتمحوهُ مياسرة ٌ ورفقُ |
وإيمانٌ بمعجزكمْ وشكرٌ | وكفرٌ تارة ً بكمُ وفسقُ |
فلا تغمزْ قناتكمُ ببوعٍ | ولا يسبرْ لكمْ غورٌ وعمقُ |
ولا تقرعْ بمجزعة ِ صفاكمْ | وإنْ خدشتْ سهامٌ فهي مرقُ |
ولا شربَ المريَّة َ منْ رماكمْ | وإنْ هو ظنَّ أنَّ الماءَ طرقُ |
يناطحُ صخرة ً منكمْ مليساً | معارجُ طرقها زلاّءُ زلقُ |
وإنْ سمحتْ لناتجها بفلقٍ | فمنها للسقوطِ عليهِ فلقُ |
هو البادي فإنْ كايلتموهُ | بصاعِ الغدرِ فالبادي أعقُّ |
وأنصعَ حينَ خافَ الغمرَ شرّاً | فلا ينفقْ لهُ ما عاشَ علقُ |
سحابة ُ صيِّف ستعودُ صحواً | ولمْ يعلقْ لها بالريبِ ودقُ |
وما سلمتْ لكمْ نفسٌ وعرضٌ | فأهونَ هالكَ عينٌ وورقُ |
سينزعها ويرجعها إليكمْ | وبعد اللُّبسِ نزعتها أشقُّ |
وإنَّ أحقَّ منْ ردَّ العواري | فتى ً أخذَ الّذي لا يستحقُّ |
فلا يتوهّمْ المنجاة َ منها | وأنَّ طريدكمْ بالخوفِ طلقُ |
وأنَّ البعدَ يحصنهُ وتثني ال | مكايدَ عنهُ حيطانٌ وغلقُ |
وهلْ تخفى المكايدَ وهي بيضٌ | على مقلِ الذوابلِ وهي زرقُ |
فلا بسطتْ ولا قبضتْ يمينٌ | لها نبضٌ بنائلكمْ ورشقُ |
وكشّفَ هذا الغماءُ جدٌّ | عوائدهُ بما تهوونُ سبقُ |
وجمّعكمْ وصاحَ بمنْ نعاكمْ | غرابُ نوى ً لهُ في الدارِ نعقُ |
وعادتْ دولة ٌ والحربُ سلمٌ | لكمْ منْ ربّها والخلفُ رفقُ |
إلى أنْ تورثَ الدنيا وفيكمْ | ولايتها وما للنّاسِ حقُّ |
تعودكمْ القوافي لابساتٍ | حفاظاً لا يرثّ ولا يرقُّ |
ينقّحها لكمْ قلبٌ سليمٌ | فيأتيكمْ بها حبٌّ وحذقُ |